الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلابيب

26 أكتوبر 2008 02:31
قبل أن تذهب بكم الظنون بعيداً، أسارع إلى القول إنني أجهل معنى كلمة ''تلابيب''، بالرغم من ارتطامي بها لعشرات، بل مئات المرات، في مراجعي اللغوية المتأرجحة بين الكتب السميكة والأفلام الأجنبية المترجمة على عجل· كذلك أنا على ثقة تحاذي اليقين أنّ أغلبكم مثلي لا يدرك لهذه الكلمة أصلاً أو غاية أو حتى عائلة معجمية· مع ذلك، الأصح بسببه، رأيت أنّ اتخاذها عنواناً لهذا العمود المستجد قد يساعده على الأخذ بتلابيب اهتمامكم، استناداً إلى اللعبة الرائجة والمعتمدة على ذر رماد العبقرية الواهمة في غفلة العيون· وللحكاية تتمة أيضاً، ذلك أنّ الإنترنت قد أخذ، كما تعلمون، بتلابيب عقولنا جميعاً، وآخر ما أمدتني به الشبكة العنكبوتية الساحرة كان حواراً مع ''كاتبة'' صاعدة (إلى حيث لا يعلم أحد) هي للمفارقة إحدى زميلات الدراسة، لكنّ استنفاري لكل تلابيب الذاكرة لم يسعفني في العثور لها على صورة خارج الزاوية البعيدة لغرفة الصف، حيث يُنفى المعاقبون قصاصاً لهم على تقصير، أو شغب· هكذا إذن، زميلة الدراسة المقصية أصبحت كاتبة يُقام لها ولا يُقعد، وفي جعبتها آراء صادمة تطال الهم الإبداعي، وترسم الحدود الفاصلة بين المبدع الحقيقي ومنتحل الصفة، هي تقول في ''زملائها'' الجدد ما أحجم المتنبي عن وسم كافور الإخشيدي به، خشية دفعه إلى الانتحار· بقليل من سوء الظن يمكن القول إنّ الكاتبة المباغتة تمارس مع أبناء جلدتها ما أُرغمت مراراً على فعله خلال سني الدراسة، أي لعبة الدفش ليس إلى الزاوية فحسب، بل إلى تلابيبها أيضاً· اعتمدت الكاتبة في حديثها الناري على مصطلحات تلابيبية العيار، وعلى كتاب يتيم، أمضت عمرها الذي لا تعترف بأكثر من نصفه، في تدبيج عباراته، ليؤول إلى مجموعة من الحواديت المطعمة بكلام إباحي يحاذي المحظور حيناً ويخترقه أحياناً· كان ممكناً اعتبار نبوغها الأدبي نوعاً من الاعتذار الذي تقدمه الحياة أحياناً لمن تخطئ بحقهم من أبنائها، لولا أنّ حديثها الصحفي جاء امتداداً أميناً للثرثرة الفارغة التي كانت تدفع بها نحو الزاوية القصّية· ثرثرة تبقى عديمة الجدوى حتى يتقن صاحبها فنّ الأخذ بالتلابيب· علي العزير alazir23@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©