الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غسل اليدين بالصابون يُبقي الأطفال بيننا

غسل اليدين بالصابون يُبقي الأطفال بيننا
26 أكتوبر 2008 02:32
''اليوم العالمي لغسل اليدين''، عنوان غريب لاحتفالية دولية تبنتها الأمم المتحدة وخصصت لها يوم الخامس عشر من أكتوبر الحالي، لتثير الكثير من علامات الاستفهام: هل نحن حقا في حاجة إلى يوم عالمي لنتذكر غسل أيدينا؟·· وما قصة هذا اليوم، وما الذي دفع المنظمات الدولية المعنية بصحة البشر إلى تبني ''غسل الأيدي'' عبر احتفالية دولية؟· هذه التساؤلات وغيرها ألحت على الكثيرين عندما نقلت قنواتنا التليفزيونية المحلية والقنوات الفضائية العربية والأجنبية، تفاصيل الاحتفالات باليوم العالمي لغسل اليدين، وكان السؤال المشترك: هل يعقل، في عصرنا هذا، أن تحتاج الأمم المتحدة للإعلان عن يوم عالمي للحثّ على النظافة· قال أحد الشباب، وقد فاتته التفاصيل في نشرات الأخبار، ''هل هذا مزاح؟ رأيتهم يغسلون آياديهم في عدد من دول العالم فضحكت· لكن حين علمت أهمية التربية على سلوك غسل اليدين من أجل المحافظة على حياة الناس لما تحمله اليدين من جراثيم، استوقفني الأمر''· في 15 أكتوبر، وضمن الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، شارك نحو 120 مليون طفل من 70 بلدا في القارات الخمس، في اليوم العالمي لغسل الأيدي· ويأتي هذا اليوم هذا العام في اطار اعتبار 2008 عاماً للمرافق الصحية· يذكر أن نحو نصف سكان الأرض لا تتوافر لهم مرافق صحية كافية وفق احصاءات الصحة العالمية· وأوضحت الأمم المتحدة أن محور رسالتها في هذا اليوم، هو التوعية حول مدى تمكننا من تجنب أمراض قاتلة من خلال سلوك روتيني بسيط يتمثّل في غسل الأيدي· شارك في الحملة نحو 70 بلداً، وقد اختارت الهند أهم رموزها في عالم الرياضة ساشين تيندولكار، ليكون الوجه الممثل لحملتها الهادفة إلى تعريف الفئات الفقيرة بأهمية الحرص على نظافة الأيدي وغسل اليدين بالماء والصابون· وشاركت محطات تلفزيونية وإذاعات والبرامج الحوارية برامج ''التوك شو'' في العديد من البلدان في الحملة، كما استخدمت بعض الدول رسائل التوعية عبر الهواتف المحمولة· من كابول إلى كاراتشي ومن دلهي إلى داكا، تعهدأولياء أمور الأطفال وطلاب المدارس، بتبني ممارسات أكثر صحية من خلال غسل أياديهم بانتظام· وقد حددت الأوقات التي يجدر فيها غسل الأيدي بالصابون، وهي قبل الطهي، وقبل إعداد الطعام، وقبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام، وبعد تغيير حفاض الأولاد· وتوضح الأمم المتحدة أن غسل اليدين بالماء وحده لا يكفي، لأن هذه الطريقة غير كافية لنزع الجراثيم، لذا ينصح باستخدام الصابون· وتوضح منظمة اليونيسيف أن غسل اليدين بعد ملامسة الفضلات يقلل من إصابات الإسهال بنسبة تزيد على 40 %·· ويقلل إصابات الجهاز التنفسي وفي مقدمتها الانفلوانزا التي تنتقل بالتلامس باليد أكثر مما تنتقل عن طـــــريق اســـتنشاق رزاز ملوث بـ 30 %، وهما سببان رئيسيان لموت الأطفال في دولة كالهند على سبيل المثال· وتشير الإحصاءات إلى أن نحو نصف سكان آسيا الجنوبية ليست لديهم مرافق صحية، والمقصود هنا هو مصادر المياه النظيفة والصرف الصحي، والوضع عينه يعاني منه 28% من سكان جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، والأطفال في تلك النواحي عرضة للإسهال والتهاب الكبد والالتهاب الرئوي الحاد، التي تؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات· وفي هذا الإطار تخصص موقع اليوم العالمي لغسل اليدين على شبكة الإنترنت www.globalhandwashingday.org، وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف وعدد من الشركات، في شرح كيفية غسل اليدين بالصابون بالتوافق مع اليوم العالمي· ومن أهداف الموقع تعزيز ممارسة صحيحة لغسل اليدين من أجل نظافة مضمونة، لأن معظم الناس يكتفون بغسل أيديهم بالماء، بينما عليهم استخدام الصابون في مناسبات تعتبر حسّاسة من مثل إعداد الطعام· ومن شعاراته أو عناوينه الرئيسة ''غسل اليدين ينقذ حياتك''· ويروّج الموقع لفكرة أن غسل اليدين بالصابون أمر غير مكلف، وأن غسل اليدين يجعلنا نتفادى أمراضا مثل بعض أنواع التهابات الكبد والإسهال، والتي تعتبر سببا رئيسيا لوفاة الأطفال· ويذكر الموقع بناء على معلومات الأمم المتحدة أن 3,5 مليون طفل لا يعيشون للاحتفال بعيدهم الخامس بسبب الإسهال والتهاب الكبد، كل عام، بمعدل وفاة 5 آلاف طفل في اليوم· ويرى الموقع أن التحدي يكمن في تحويل غسل اليدين بالصابون من مجرد فكرة إلى سلوك يمارس بشكل آلي في المنازل، والمدارس، والمجتمعات في العالم· واعتبرت الأمم المتحدة أن مجرد اتباع هذا السلوك يسهم في انقاذ حياة الكثيرين، أكثر مما بوسع اللقاحات والتدخلات الطبية أن تفعل، فهو يقلّل من وفيات الأطفال حديثي الولادة والرضع وأقل من 5 سنوات بنسبة الربع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©