الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرودس·· حقول الذهب

الرودس·· حقول الذهب
26 أكتوبر 2008 02:34
يلفحه النسيم الدافىء فيتطاير نثاره الذهبي على مرأى من الشمس، عندما يحمله الحصادون على أكتافهم مرددين أغاني لطيفة، توحي ملامح وجوههم بفرح مفرداتها·· في حين يروي المدى المفتوح على بحر جزيرة دلما، حكاية تحوّل ''الرودس'' -البرسيم- الأخضر، إلى جدائل ذهبية خفيفة الوزن، فبعد شهر من الآن تلتقط حقول الرودس أنفاسها قليلاً، إيذاناً بانتهاء مواسم الحصاد· يقول صلاح الخطيب- مهندس زراعي: ''الرودس نبات عشبي معمر، تلائمه الظروف المناخية المدارية وشبه المدارية· له جذور ليفية، تنتشر في التربة مما يحسّن من بنائها، ويتصف بساقه الرهيفة وأوراقه الخضراء الطويلة (تتراوح ما بين 100- 150 سنتيمترا) المغطاة بالأوراق الملساء· ويُزرع في عدة مناطق في الدولة -بخاصة جزيرة دلما- وأهم أصنافه (بوما، سامفورد- بيونير- المبا- فاين كت- كاتمبورا)· ويشير الخطيب إلى تركيبة الرودس ''يحتوي الرودس على البروتين والبوتاسيوم والفوسفور والحديد والمغنزيوم، ويعد الغذاء الأمثل -علف أخضر أو جاف- للحيوانات الرعوية، بخاصة الإبل والأبقار، ومعدل إنتاج الأصناف يتراوح ما بين 12 - 20 طنا للدونم الواحد، بحسب معدلات الري والتسميد والعمليات الزراعية الأخرى، فتباين الاختلاف في إنتاج الأصناف يعتمد على نوع التربة والأسمدة ومياه الري''· وبحسب مركز الإمارات للمعلومات البيئية والزراعية- وزارة البيئة والمياه، ''تتم زراعة الرودس بطريقة الرش، ويتطلب الحصول على إنتاج جيد أن لا تتجاوز ملوحة مياه الري 8 ملليموزات (وحدة قياس الملوحة في الماء)، كما يمكن زراعته في التربة ذات الملوحة العالية التي تصل إلى 16 ملليموزا، بإتباع نظام الري بالغمر، حيث يُزرع خلال فصلي الشتاء والربيع من كل عام (يبدأ من أكتوبر وحتى مايو) ولكن وفق الظروف المناخية للدولة تتم زراعته بدءاً من فبراير إلى نوفمبر ليتناسب مع مراحل نمو النباتات بشكل جيد وتثبيت نفسها في التربة''· كما يشير المركز إلى كيفية تحضير التربة للزراعة: ''تتم حراثة التربة بشكل جيد، ومن ثم تسويتها، وتُرش كميات الأسمدة العضوية من مخلفات الأبقار أو الدواجن بمعدل 2 - 3 أطنان للدونم، ومن ثمّ يجري توزيع الأسمدة المركبة الكيماوية بمعدل 50 كيلو غراما للدونم· وتخلط جميعها مع التربة ثم توزع البذور بمعدل 3 كيلو غرامات للدونم، وتثبت بواسطة ''المدحل''، وبعد الزراعة تروى بشكل جيد لحين الإنبات وفق برنامج ري لمدد تتراوح من ساعة إلى ساعتين يومياً، وبعد الإنبات ووصول النبتة إلى طول 10- 15 سنتيمتراً، تُضاف كمية من السماد النيتروجيني، وبعد كل حشة يضاف سماد خاص مرتين بمعدل 5 - 10 كيلو غرامات للدونم، وبعد كل حشتين يضاف السماد المركب والسوبر فوسفات بمعدل 25 كيلو غراما للدونم، ويتبع هذا البرنامج طول مدة الزراعة والإنتاج''· بينما يقول الحصّاد آغاي بدر- يعمل في حقول جزيرة دلما: ''تقوم مجموعة منّا بتنقية الحشائش لضمان خلوها من الشوائب، تتبعها مجموعة تقوم بالحش عبر المناجل، ونراعي عدم الحش المبكر أو المتأخر لحشيش الرودس، لأنهما يقللان من كمية الإنتاج، ويزيدان الأزهار وتكوين البذور مما يقلل المحتوى الغذائي للنبات''· ويضيف ''بعد الحش يُترك المحصول مدة يومين في الحقل كي يجف، وبعدها يتم تقليب الحشيش بآلة التقليب وتجميعه في خطوط منتظمة، وفي اليوم الثالث نستخدم ماكينة تشكيل البالات، وبوزن من 8 - 10 كجم لكل بالة وذلك في مساحات كبيرة لتتناسب مع تكوين بالات دائرية بوزن حوالى 300 كيلوغرام للبالة· ونكرر جمع محصول أو حشائش الرودس نحو 5 مرات كل عام''· في حين يقول محمد- زميله في الحصاد: ''بعد تحميل البالات، نستكمل العمل في إعداد الأرض للزراعة مجدداً، عبر حرق بقايا المحصول السابق ثم حرث التربة بعمق 20 سنتيمتراً· ثم الريّ حوالى أسبوع لإنبات بذور الحشائش المتبقية في التربة، ثم نحرث الحقل وننثر السماد المركّب ونخلطه بالتربة، ثم يسوى الحقل جيداً لضمان نزول البذور إلى أعماق متساوية''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©