الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آي بي إم» تطور «سوبر كمبيوتر» للخدمات المالية

«آي بي إم» تطور «سوبر كمبيوتر» للخدمات المالية
5 مايو 2012
من المنتظر قريباً أن يستخدم سوبر كمبيوتر «آي بي إم» المسمى واطسون، والذي هزم أبطال برنامج اختبار المعلومات الأميركي الشهير «جيوباردي»، في تقديم الاستشارات لأوساط وول ستريت فيما يخص المخاطرات والمحافظ والعملاء. وقالت انترناشيونال بيزنس ماشينز (آي بي إم) مؤخراً إن سيتي جروب الذي يعد واحداً من أكبر المصارف الأميركية، سيكون أول عميل لواطسون في صناعة الخدمات المالية. وسيساعد السوبر كمبيوتر واطسون في تحليل متطلبات العملاء ومعالجة البيانات المالية والاقتصادية، إلى جانب بيانات العملاء من أجل تطوير عمليات الصيرفة الرقمية. تتوقع «آي بي إم» أن تحصد مليارات الدولارات من الإيرادات بحلول عام 2015 من خلال تشغيل واطسون. وكانت «آي بي إم» قد باعت واطسون إلى عملاء رعاية صحية لتحليل البيانات والنهوض بالرعاية. وقال تنفيذيو «آي بي إم» إن مهارات واطسون تلائم تماماً الصناعة المالية، وهي تلك المهارات المتعلقة بفهم ومعالجة اللغة الطبيعية واستشارة أحجام هائلة من المعلومات غير المهيكلة والرد بدقة على الأسلة بإدراك شبه آدمي. وقال مانوج ساكزينا المسؤول عن تشغيل واطسون إن الخدمات المالية ستكون النشاط الكبير المقبل للجهاز، وقالت «آي بي إم»: “إنها واثقة أنه بقليل من التمرين في مقدور واطسون الذي يستطيع أن يقرأ ويفهم 200 مليون صفحة في ثلاث ثوان أن يحقق أرباحاً لـ «آي بي إم» من خلال إعانة الشركات المالية على التعرف على المخاطر واحتياجات العملاء التي قد يغفلها الخبراء من البشر». الإنفاق على التكنولوجيا أنفقت البنوك نحو 400 مليار دولار على تكنولوجيا المعلومات العام الماضي، بحسب مايكل فيرساتشي رئيس بحوث المخاطرة في قسم الرؤى المالية بشركة انترناشيونال داتا والتي أجرت بحوثاً لشركة “آي بي إم”. وسيتم تسليم واطسون كخدمة مرتكزة على الحوسبة السحابية وسيحصل على نسبة مئوية من الربح الإضافي وتوفيرات النفقات التي يمكن أن يساعد المؤسسات المالية على تحقيقها. وقال ساكزينا إن واطسون سيسهم بما يشمل عمله في صناعات الرعاية الصحية والمالية في جزء من هدف «آي بي إم» تحقيق ايرادات تحليلية تبلغ 16 مليار دولار في عام 2015. وقد يضيف واطسون 2?65 مليار دولار من الايرادات في عام 2015 ليزيد أرباح كل سهم من أسهم «آي بي إم» 52 سنتاً، بحسب ماجواير المحلل في نيويورك لحساب شركة «سي إل إس إيه» للوساطة. سجلت «آي بي إم» - أكبر شركة تقديم خدمات كمبيوتر في العالم، ايرادات بلغت 107 مليارات دولار لعام 2011 وأرباح بلغت 13?06 دولار لكل سهم، وختمت الشركة سنتها ولديها 11?9 مليار دولار من السيولة النقدية. وقال ستيفن بيكر مؤلف الكتابين «ذي نيومراتي» و«فاينال جيوباردي» اللذين يتطرقان إلى تاريخ الكمبيوتر: «في وسع واطسون أن يفيدنا في مجال الماليات. كما في مقدوره الاطلاع على مواضيع في صحف ووثائق، وملفات وكالة الأسهم والأسواق المالية ومحاولة فهمها ووضعها في سياق يهم البنوك مثل المخاطرة». بالإضافة إلى سيتي جروب، تعكف «آي بي إم» على التعاون مع المؤسسات المالية لتدريس واطسون لغة وول ستريت وإمداد هذا السوبر كمبيوتر بمحتويات تشمل قرارات ولوائح تنظيمية وأخباراً ومعلومات وسائط تواصل اجتماعي. ولم تكشف «آي بي إم» عن المؤسسات الأخرى التي تعاونت معها فعلاً. وقال ساكزينا: “إن “آي بي إم” لا تبيع برمجيات للمؤسسات، ولكنها تبيع لها مخرجات». يقدم واطسون صورة أوسع من خلال البحث فيما وراء البيانات المالية، بحسب ساكزينا. ففي مقدور واطسون مثلاً فرز القرارات واللوائح التنظيمية والمنشورات وجودة أداء القروض والإيرادات بجانب الكشف عن الانطباعات والأخبار غير المتاحة في المصادر المعتادة قبل إبداء توصيات محافظ الأسهم، كما في وسعه مراقبة التداول ومصادر الأخبار وفيسبوك لمساعدة مديري الصناديق والمحافظ على إدارة مخاطر مبادلة العملات الأجنبية وغيرها من المخاطر. مراكز بيانات وقال فيرساتشي إن بعض المؤسسات المالية الكبرى أنشأت بالفعل مراكز بيانات ضخمة. وتنافس «آي بي إم» معظم كبريات شركات التكنولوجيا الأخرى لتبيع لتلك المراكز أدوات لتحليل وتوظيف المعلومات التراكمية. وقال أيضاً: «يبدو أن سيتي جروب يدرك أن علم تحليل البيانات هو العنصر الجوهري الجديد للصيرفة التنافسية»، وأضاف: «أن القدرة على استخدام أحجام البيانات الضخمة بكفاءة وفاعلية وصياغة النماذج المتقدمة وتحليلات النصوص في القرارات اللحظية وقرارات الذاكرة عبر مختلف القنوات وفي كافة العمليات ستميز أولئك الذين يجتهدون في أسواق منطوية على التقلب وعدم اليقين عن أولئك الذين يعملون بغير أسس أو بطرق عشوائية». وقال بيكر إن واطسون يكفل لـ «آي بي إم» ميزة تسويق هائلة في السباق بين كبريات شركات التكنولوجيا، مثل جوجل وميكروسوفت إلى تحصيل المعلومات للشركات من خلال تعليم الماكينات كيف تفهم الجمل والفقرات بدلاً من البحث عن كلمات أو عبارات مفردة. وقال بيكر إنه من الممكن عملياً ضم أجزاء من واطسون إلى تقنيات «آي بي إم» الأخرى لمساعدة البنوك على الالتزام بالقوانين واللوائح التنظيمية، من خلال مسح الوثائق الداخلية وتحديد ما هو غير مطابق منها. وقد صمم واطسون، بحيث يتم تحميله بالمعلومات لكي يحللها ويفرزها ويستفيد بها وليس لمجرد تخزينها، الأمر الذي يرجح أن تقوم «آي بي إم» بارفاقه بتقنيات أخرى. وقال ساكزينا الذي انضم إلى «آي بي إم» حين اشترت شركته ويبنفاي سوليوشنز في عام 2006 إنه بجانب البنوك وغيرها من المؤسسات المالية، مثل شركات التأمين يمكن لواطسون أن يستخدم أيضاً في شركات الاتصالات الهاتفية وربما في مراكز النداء. غير أن واطسون يعتبر ضعيفاً في اللغات غير الإنجليزية، كما أن معالجة معلومات وسائط التواصل الاجتماعي من منصات مثل فيسبوك وتويتر يمكن أن تكون بطيئة. غير أنه يجري حالياً السعي للتغلب على هذه العيوب حسب ساكزينا. وكان انتصار واطسون على اختبار (جيوباردي) بمثابة دعاية مدوية للذكاء الصناعي. وكان على واطسون أن يتعلم الطريقة التي يتكلم ويكتب بها الناس حسب ايريك براون أحد أعضاء الفريق الذي بنى الكمبيوتر في مركز بحوث «آي بي إم» في نيويورك، وكانت الاجابات الدقيقة التي قدمها واطسون بثقة قد ميزته عن أدوات بحث الشبكة العنكبوتية على نحو مكن هذه التكنولوجيا من تقديم الاستشارة اللحظية لصناع القرارات. وقال ماجواير الخبير في مؤسسة «سي إل إس إيه» للوساطة والخدمات المالية: «إني واثق أنهم يستخدمون كل هذه المزايا داخلياً لإدارة محافظهم. إن خزانة «آي بي إم» أكبر من مكاتب تداول كثيرة». نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©