الإمارات تدعو إعلام الأمم المتحدة إلى الاهتمام بالقضية الفلسطينية وقضايا الدول النامية

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إدارة الإعلام في الأمم المتحدة إلى تطوير الخدمات التي تقدمها عند تناولها للقضايا والمسائل الدولية المعروضة عليها، لاسيما المتصلة منها بقضايا الدول النامية، ومعالجة مشاكل تغير المناخ والبيئة، ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، فضلاً عن قضايا الاحتلال المتبقية حتى الآن كالقضية الفلسطينية والحالة في الشرق الأوسط· كما طالبت بالكشف عن معاناة الشعب الفلسطيني من جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه والمنتهكة لكافة مبادئ القانون الدولي وسلسلة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة· جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به سالم مطر سيف الساعدي عضو وفد الدولة لدى الأمم المتحدة أثناء مناقشة بند ''المسائل المتصلة بالإعلام''من قبل اللجنة الرابعة للجمعية العامة والمعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار· وقال الساعدي إن العالم أجمع بات يدرك تماماً مدى التأثير الكبير والهام الذي تلعبه وسائل التكنولوجيا الحديثة بوسائلها المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة في مجالات بث المعلومات ونشر العلوم والمعرفة لتسخيرها في خدمة البشرية جمعاء· وأعرب عن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة إزاء الفجوة المتسعة ما بين شعوب الدول المتقدمة والنامية في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال، الأمر الذي ساهم في تهميش مئات الآلاف من الشعوب، مؤكداً على المسؤوليات التي تقع على المجتمع الدولي لدعم ومساندة الدول النامية وتوفير الموارد اللازمة لها من أجل تمكينها من استخدام التكنولوجيات الحديثة في دعم حقها للوصول إلى المعرفة· ودعا الساعدي إلى وضع ميثاق شرف عالمي يسهم في تحديد المعايير القانونية والأخلاقية المناسبة لتوخي الموضوعية والشفافية والمصداقية في نقل المعلومات وتناولها وتعزيز معايير احترام حقوق الإنسان والمعتقدات الدينية وموروثات وقيم الشعوب· وأعرب عن أسفه إزاء استمرار أعمال التحريض الموجهة ضد الأديان وقواعدها ومبادئها الأخلاقية المقدسة وأكد على ضرورة حماية وسلامة العاملين في القطاع الإعلامي وخصوصاً في مناطق الحروب والنزاعات وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة· وقال إن وفد دولة الامارات والذي يتطلع دوماً نحو إصلاح وتعزيز الدور الهام الذي تقوم به الأمم المتحدة لمواجهة المشاكل والتهديدات العالمية المتنامية خاصة فيما يتصل بمسائل الأمن والسلام وتحقيق التنمية بأنواعها ونشر مبادئ حقوق الإنسان، يطالب بضرورة تعزيز الدور الذي تقوم به إدارة شؤون الإعلام ولا سيما في مجال نشر الأهداف السياسية والاقتصادية والإنمائية والانسانية النبيلة التي تسعى الى تحقيقها المنظمة الدولية· ويتطلب ذلك، بحسب الساعدي، مواصلة تطوير الموارد المالية والبشرية والتقنية لهذه الإدارة لتمكينها من أداء مسؤولياتها التي تضطلع بها على أكمل وجه ولا سيما في مجالات توفير خدمات اللغة العربية وعلى قاعدة من التكافؤ والتساوي مع اللغات الخمس الأخرى المعمول بها في الأمم المتحدة، سواء عند تحسين الموقع الشبكي الإلكتروني للأمم المتحدة أو نشر الوثائق والاتفاقيات القانونية والنشرات الصحفية وتوفير خدمات المكتبة والبث الإذاعي والتلفزيوني وغيرها من الأنشطة الإعلامية الأخرى التي تقوم بها المنظمة الدولية· وأكد الساعدي على ضرورة تعزيز انتهاج هذه الإدارة وكافة الإدارات والوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة لمبادئ الشفافية والحيادية والموضوعية عند تناولها لتطورات القضايا والمسائل الدولية المعروضة عليها، ولاسيما المتصلة منها بقضايا الدول النامية، مطالباً إدارة الإعلام العمل على تطوير برامج الكشف عن معاناة الشعب الفلسطيني من جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه والمنتهكة لكافة مبادئ القانون الدولي والميثاق وسلسلة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة· واستعرض سالم الساعدي الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لمسألة الإعلام مشيراً إلى أن حكومة الإمارات سنت عدداً من التشريعات والقوانين الكفيلة بانتهاج سياسة إعلامية متوازنة قائمة على الموضوعية وتعميق مفهوم الشفافية وحرية التعبير تجاه مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية الناشئة· وأضاف ان الدولة عمدت نحو تطوير وتسخير أدوات الإعلام الحديثة لدعم خططها في مجالات التعليم والتنمية المتعددة الأبعاد بما في ذلك تطوير وتأهيل ثرواتها البشرية وترسيخ مفاهيم العدالة والتعاون والتكافل· وقال إنه إيماناً منها بمبدأ الحرية المسؤولة للصحافة ذهبت الدولة نحو إنشاء هيئة المناطق الإعلامية الحرة بأبوظبي مؤخراً، وأيضاً مدينة دبي للإعلام وما تضمه من العديد من القنوات الفضائية المجسدة للتنوع الثقافي والحضاري العالمي· وتثميناً للدور الرائد الذي مارسته دولة الإمارات في مجال تطوير وسائط وتكنولوجيا الإعلام صادق الاتحاد العالمي للنوادي العالمية على إعلان نادي دبي للصحافة مركزاً إقليمياً رئيسياً على مستوى المنطقة· وأشار إلى أن الدولة حرصت على إبرام سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الإعلامية والثقافية الثنائية بما في ذلك مع بعض مؤسسات وبرامج الأمم المتحدة لتبادل الخبرات وتحقيق اندماجها الأفضل مع التطورات العالمية· كما ذهبت أيضاً الى تطوير أدوات إعلامها الخارجي، ومشاركاتها في مختلف المؤتمرات والمعارض والأنشطة والفعاليات الإعلامية الإقليمية والدولية للتعريف بمنجزاتها الحضارية ومواقفها تجاه مختلف القضايا المطروحة· ودرجت سنوياً على استضافة عدد كبير من الوفود الصحفية وكبار المسؤولين والخبراء العاملين في القطاعات الاقتصادية والصناعية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والسياسية المختلفة للاستفادة من خبراتهم وتنوع ثقافاتهم الحضارية· واختتم سالم مطر سيف الساعدي بيانه داعياً المجتمع الدولي إلى تطوير أوجه التعاون والتنسيق ما بين إدارة شؤون الإعلام وإدارات ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ولا سيما في مجالات تعزيز ثقافة السلام والحوار بين الحضارات ونبذ العنف والتعصب الديني والتطرف لتحقيق الألفة والتجانس بين الشعوب خدمة للأجيال القادمة·