الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فساتين ترفل بمفردات الجمال

فساتين ترفل بمفردات الجمال
15 سبتمبر 2016 14:24
أزهار البياتي قدم المصمم الفرنسي المبدع «اليكيسس مابيل» تشكيلته الأخيرة من موضة خط ملابس «الهوت كوتور» الأخير لموسمي خريف شتاء 2016 - 2017، مظهراً من خلالها من جديد شغفه الكبير بعالم الرومانسية، الفن، والجمال، وعبر نماذج كلاسيكية مبتكرة من فساتين المناسبات والسهرة، من تلك التي تعكس ملامح الرقي والأنوثة، وتشي بأبعاد الأناقة والسفسطائية في التفاصيل كافة. في هذه الباقة الجميلة من الأزياء، عبّر فتى الموضة المشاغب عن عشقه الدائم لعوالم الفن والإبداع، مظهراً لجمهوره ومتابعيه من خلال استعراضه اللافت لحوالي 23 قطعة وموديلاً، نفحات جليّة من حسه الرومانسي المثير، وذوقه النخبوي في التصميم، معلناً في هذا الموسم على وجه خاص تأثره الملحوظ بفن الرسام الأميركي الشهير «سي تومبلي، 1928 - 2011» الذي يعد واحداً من عمالقة مدرسة الفن الحديث، ومن أهم رواد اتجاه التعبيرية التجريدية في الرسم، ليأخذ بدوره «مابيل» استشراقات ملهمة من نمط خطوطه الخلاقة، ألوانه الناعمة، وبساطته المعبّرة، ويصمم وفقها أيقونات آسرة من فساتين السهرة الطويلة، من تلك التي تتربع على قمة فن الخياطة الراقية وبامتياز. كلاسيكيات معاصرة ولعل المتابع لنمط «Alexis Mabille» وأسلوبه المتبّع لموسمي الخريف والشتاء المقبلين، سيكتشف بلا شك كيف أنه صاغ تصاميمه المدهشات كسمفونية متناغمة، لها ذات الترنيمة والثيمة، يميّزها عدد من القصّات المبتكرة النظيفة، وذاك الحس الغني المثير من الأناقة والرقي، عاكساً عبر كل فستان منها مفهومه البديع لمعاني الكلاسيكية المعاصرة، وصور الفن الجميل، لترفل عارضاته الرشيقات بقطع غاية في التكلف والفخامة، على الرغم من نعومة القصّة وطراز التفصيل، منفذة جميعاً بأقمشة وخامات وثيرة وذات قوام، برز من بينها التفتا الشانجان، الحرير الفرنسي، الساتان الياباني، بالإضافة إلى أخرى شفافة وهشة، من لجة الأتوال والأورغنزا مع الدانتيلات. الباستيل أما لناحية ألوان المجموعة، فقد عكست في فحواها مسطرة رائقة من التدرجات الناعمة، ليعود المصمم هذه المرة بثورة «الباستيل»، ويعبّر عنها وفق صياغات ودرجات متعددة الظلال، وكأنه يرسم لوحات جمالية ساحرة ترصد وبمنتهى الهدوء والروية، مراحل مختلفة من صور بزوغ شمس الفجر من بين سحب السماء الرمادية، في تشكيلة هي أقرب لموسم الربيع منها عن الخريف، انسجمت فيها تعابير الألوان مع روح كل قصّة وموديل، حضر من بينها رقائق الأبيض السكري، أطياف البيج العاجي، نفحات الأصفر الشاحب، وشرائح البطيخي الباهت، بالإضافة إلى انعكاسات متعددة أخرى لهالات السماوي الضبابي، ونبضات البنفسجي الرائق، مع أبعاد الرمادي البارد. جمال التفاصيل للموسمين المقبلين، ركز «مابيل» على براعة القصّات وانسجام الخطوط، مستعرضاً عضلاته ومبرزاً سمات ذوقه الرفيع في هذا المجال، مبتكراً من خلالها فساتين راقية وفخمة، قد تبدو للوهلة الأولى أنها تندرج تحت خانة الطراز الكلاسيكي، ولكنها تنضح بروح الحداثة والعصرية، مستثمراً في تنفيذها مزيج من القصات والتقطيعات، بحيث تغلف قوام من ترتديها بهالة أنيقة من الإثارة والغواية المستترة، نلمس ملامحها بين التفاصيل أو بين تلك الكشاكش المتماوجة، والطبقات المتعددة الأدوار هنا وهناك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©