الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كليوباترا».. إحدى روائع محمد عبدالوهاب

«كليوباترا».. إحدى روائع محمد عبدالوهاب
15 سبتمبر 2016 14:47
القاهرة (الاتحاد) «كليوباترا أيُّ حُلمٍ من لياليكِ الحسانِ، طافَ بالموجِ فغنَّى وتغَنَّى الشاطئانِ، وهفَا كلُّ فؤادٍ وشدا كلُّ لسانِ، هذه فاتنةُ الدُّنيا وحسناءُ الزمانِ، بُعِثتْ في زورقٍ مُسْتَلهمٍ من كلِّ فنِّ، مَرِحِ المجدافِ يختالُ بحوراءَ تُغنِّي، يا حبيبي هذه ليلةُ حُبِّي، آه لو شاركتَني أفراحَ قلبي».. مقدمة واحدة من روائع أغنيات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. كتبها الشاعر علي محمود طه الذي ولد عام 1901، وعمل مهندساً في الحكومة المصرية لعدد من السنوات، وأصدر ديوانه الأول «الملاح التائه» عام 1934، واحتل مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات، وهو من أعلام مدرسة «أبولو» التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي، ويعد أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر، وتوفي في 1949، وغنى له عبدالوهاب الى جانب «كليوباترا» قصيدة «الجندول»، وكان قد كتب «كليوباترا» في 24 بيتاً، واختار عبدالوهاب منها 10 أبيات مقسمة إلى 3 مقاطع لتكون هي القصيدة المغناة، ويتكون كل مقطع من 3 أبيات، وخص بيتاً واحداً من العشرة «يا حبيبي هذه ليلةُ حُبِّي» ليختم به كل مقطع وليعمل عمل «المذهب» في نص الأغنية، وهو ختام القصيدة، وهي قصيدة غزلية عاطفية ذات بعد تاريخي تحكي عن أسطورة من أساطير الجمال تحدثت عنها الدنيا، وصيغت لها الأشعار وكتبت عنها الروايات والمسرحيات، كما صنعت حولها أكبر أفلام السينما، وتصف أبياتها قصة الحب الشهيرة التي عاشتها الملكة كليوباترا، ملكة مصر في أواخر عصر البطالسة، وهي القصة التي تسببت في انشقاق الأسطول الروماني في البحر المتوسط، وأضيفت إلى مفردات القصيدة دلالات مكانية تحدد مكان الأحداث بمعالم مصرية، مثل «الشاطئان»، و«النيل»، و«النهر»، و«الضفاف»، و«الروابي». وقال الباحث والمؤرخ الموسيقي الدكتور أسامة عفيفي، إن «كليوباترا» إحدى ثلاث قصائد تميزت بشكل رائع في سلسلة قصائد عبدالوهاب، حتى داخل السلسلة الأصغر، القصائد الكبرى، وهي: «الجندول»، و«الكرنك»، و«كليوباترا»، وهي تشكل معاً ثالوثاً مميزاً، بحيث لا تكاد تذكر إحداها إلا وذكرت معها القصيدتان الأخريان، وأشار إلى أن عبدالوهاب في «كليوباترا» جمع بين الموسيقى الفخمة في الافتتاحية وتنوع المقامات والإيقاعات في الفواصل الموسيقية والغناء، والغناء الحر في كثير من المواضع، إلى جانب الأداء المطرب والأنغام الشرقية في نهاية اللحن، حيث تعيد الموسيقى لحن المقدمة لتستعيد الجو الملكي الفاخر والنغم الرقيق الذي بدأ به بعد رحلة طويلة من الطرب، وأوضح أن لحن المقدمة هو أهم ما في اللحن وهو ما ميزه، وأنه باكتمال الثالوث «الجندول» 1940، و«الكرنك» 1941، و«كليوباترا» 1944 وصلت ألحان عبدالوهاب إلى درجة عالية من النضج أكسبت فنه قيمة كبيرة، كما أكسبته مكانة عالية بين الفنانين، ورصيداً غالياً من ثقة الناس وحبهم، إلا أن أكبر مكسب كان ذلك التفاهم بينه وبين والجمهور، فكان فهمه للروح العربية الأصيلة، وإجادته توصيل الرسالة إلى الناس سر نجاحه الأساسي، كما أن الجمهور بالتالي، أصبح يتوقع منه ذلك المستوى الرفيع دائماً، نصاً ولحناً وأداءً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©