قائد عراقي يتولى مهام محافظ صلاح الدين بقوة عسكرية

سيطرت قوة عسكرية عراقية أمس الأول على مبنى محافظة صلاح الدين، يقودها الفريق الركن صلاح الدين محمد كريم الذي تولى مهام المحافظ لحين استكمال تنصيب محافظ جديد. وقال مصدر أمني عراقي أمس إن “قوة من الفرقة الرابعة من الجيش العراقي التي يقودها الفريق كريم سيطرت الليلة قبل الماضية على مبنى محافظة صلاح الدين وقامت بإغلاق الطرق المؤدية إليه ومنعت الموظفين من الدخول إلى المبنى”. وتأتي هذه التطورات السريعة في المحافظة إثر ورود خطاب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم أمس الأول ألغى بموجبه تخويله للمحافظ مطشر حسين عليوي بالاستمرار في عمله لحين انتخاب محافظ جديد، وهو ما اعتبر في حينها مخالفة دستورية وتجاوزاً لقرار المحكمة الاتحادية بالمصادقة على إقالة المحافظ. من جانبه، رفض المحافظ الذي ينتمي للحزب الإسلامي مغادرة مبنى المحافظة ما لم يصدر مرسوم جمهوري بإعفائه من منصبه، وهو ما لم يحدث. وأثمرت مفاوضات استمرت طيلة أمس الأول بين ممثلين عن الحزب الإسلامي وقادة الجيش عن مغادرة المحافظ مبنى المحافظة شريطة بقاء قوات الشرطة بعيداً عن الموقف لأنها من المحسوبين على مجلس المحافظة الذي ينازعه المحافظ صلاحياته. وذكر مقربون من المحافظ المقال أنه توجه إلى العاصمة بغداد للقاء قادة الحزب الإسلامي للتشاور. وأنهت القوات الأميركية تعاملها واعترافها بالمحافظ منذ أسبـوعين لتنأى بنفسها بعيداً عن التطورات الجارية في المحافظة. وكانت الأزمة الإدارية في المحافظة بدأت في أعقاب انتخابات مجالس المحافظات بسبب سيطرة الحزب الإسلامي على المحافظ وعمله على تسييس دوائر الدولة وإجباره رؤساء الدوائر على الانتماء إلى الحزب الإسلامي، أو الإقالة من مناصبهم، وهو ماعدته الكتل الأخرى خروجاً على الاستقلالية التي يجب أن يتحلى بها المحافظ. وصوت مجلس محافظة صلاح الدين مطلع سبتمبر من العام الماضي بأغلبية 17 صوتاً لإقالة المحافظ عليوي بسبب تطاوله على أهالي قضاء الشرقاط وعلى الحكومة العراقية في محفل دولي بتركيا واتهامه لها بالفساد والسرقة، وهو ما صادقت عليه المحكمة الاتحادية قبل انتهاء مدة الطعن التي قدمها الحزب الإسلامي. وبدأ مجلس محافظة صلاح الدين على الفور إجراءاته لتنصيب المحافظ المنتخب الجديد وهو خالد حسن مهدي، حيث من المقرر أن يعقد المجلس لاحقاً اجتماعاً استثنائياً لبحث الوضع وإنهاء الأزمة الإدارية.