تراجع طلب السلع المعمرة الأميركية لأدنى مستوياته خلال غضون ثلاث سنوات، مصحوباً بانخفاض معدل الإنفاق على الخطط التجارية وتقلص طلب الطائرات، مما يشير إلى فقدان النشاط الصناعي لقوته في نهاية الربع الأول من العام الحالي، وإلى تراجع طلب هذه السلع بنسبة 4,2% التي تُعد الأكبر منذ يناير 2009.
وفي غضون ذلك، ارتفعت مبيعات المعدات غير العسكرية باستثناء الطائرات. ويدعم طلب السيارات وقطع الغيار الشركات من “3 أم” إلى “تكساس للمعدات”، ليؤكد ذلك على مساعدة القطاع الصناعي في تعزيز أكبر اقتصاد في العالم. وفي نفس الوقت، ربما تتخلى المصانع عن دورها كدعامة للنمو لصالح الصناعات الخدمية في وقت أدى فيه بطء نمو الاقتصاد العالمي إلى تقليص الصادرات.
ويتوقع الخبراء الاقتصاديين تراجع طلب السلع المعمرة التي تتراوح بين محامص الخبز إلى الطائرات، بنسبة 1,7%، بعد أن حققت ارتفاعاً قدره 1,9% في فبراير الماضي. كما ساهم تقلص حجز معدات المواصلات بنحو 12,5% في تراجع هذا الطلب. ويعتبر القطاع الصناعي واحد من المصادر الرئيسية للنمو الاقتصادي، إلا أنه تراجع بفضل الأزمة الأوروبية وبطء النمو في الصين. ويعكس تراجع طلب معدات المواصلات، الانخفاض الكبير في طلب الطائرات المدنية الذي بلغت نسبته نحو 47,6%. وتلقت “بوينج” 53 طلبية فقط، من واقع 237 طلبية في فبراير. وتسعى الشركة التي تعد الأكبر لصناعة الطائرات في العالم، إلى زيادة إنتاجها بأكثر من 60% على مدى أربع سنوات حتى 2014. وبينما لم يحقق طلب السيارات ارتفاع يذكر خلال مارس الماضي، تراجع طلب السلع غير الدفاعية باستثناء الطائرات 0,8%، بعد ارتفاعها بنسبة قدرها 2,8% خلال فبراير.
وأعلنت “3 أم” من مقرها في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، المتخصصة في صناعة معدات نظم ضبط الوقود عن مبيعات بلغت نحو 2,6 مليار دولار خلال مارس بزيادة قدرها 8%، وذلك نتيجة زيادة الطلب الأميركي. كما تعتبر “كاتربيلر” أكبر شركة في العالم لصناعة معدات البناء والتعدين، من ضمن الشركات التي لا تزال تشهد زيادة في الطلب. وتراجع طلب سلع مثل الكمبيوترات والمحركات ومعدات الاتصالات بنحو 0,8% خلال مارس بعد زيادة قدرها 2,8% خلال الشهر السابق.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
