الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحة الطفل بين ارتفاع الرطوبة وأجهزة التكييف

صحة الطفل بين ارتفاع الرطوبة وأجهزة التكييف
18 يوليو 2010 21:12
هناك كثير من الأمهات يشكين معاناة أطفالهن من ارتفاع معدل الرطوبة خلال فصل الصيف، في الوقت الذي يخشين فيه تعرض صغارهن الرضع لهواء مكيفات الهواء طيلة الوقت، فمشكلة الرطوبة المرتفعة تساوي تماماً مشكلة الجو الجاف الخالي من أي رطوبة، وهي مشكلة موجودة في البلدان الحارة أو في البلدان التي تستعمل أجهزة تكييف ساخنة أو باردة. فالجو الخالي من الرطوبة يشعر فيه الإنسان بجفاف في الحلق والأنف ويعاني الإحساس بالضيق تماماً مثلما يشعر الإنسان بالاختناق عندما تكون درجة الرطوبة مرتفعة. وفي المنازل التي توجد فيها أجهزة تكييف مركزية، قد يشكو أحد السكان وجود برودة ويطلب برفع درجة حرارة المنزل. بينما يكون هناك إنسان آخر في شقة أخرى بالمنزل نفسه يشكو حرارة الجو الزائدة. الدكتور حسن سالم استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب بمركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي يكشف جوانب المشكلة، ويقول: «نحن نعرف أن جسد الإنسان مزود بقدرة رائعة على التخلص من حرارة الجو بواسطة العرق، لكن عندما ترتفع نسبة الرطوبة في الجو فإن العرق لا يتبخر بسرعة وتنسد مسام الجسم، لذلك نجد الإنسان يخلع معظم الملابس التي يرتديها ويحاول أن يفتح كل النوافذ ويبحث بكل وسيلة عن الهواء النقي. ونحاول أحياناً أن نستخدم المروحة لتحريك الهواء المتوقف ليصبح تياراً من الهواء يساعد على عملية تبخر العرق. ونعرف أن الأطفال كلهم يحبون اللعب بالماء في الجو الحار لا لشيء إلا لأنه يساعد على تخليص الجسم من العرق. لكن بعض الأمهات لا يسمحن للطفل الرضيع بهذا الحق نفسه الممنوح لبقية الأطفال خوفاً على الطفل الرضيع من البرد ومعظم الناس يظنون أن الطفل الرضيع قد يصاب بنزلة صدرية نتيجة لهذا العري شبه الكامل.. أقول لماذا لا ينتابكم هذا الخوف على الأطفال عندما تكونون على شواطئ البحر، رغم أن الجو على شاطئ البحر أكثر برودة بالتأكيد من وسط المدينة. وأنا أنصح الأمهات بأن يمنحن الرضيع حق ارتداء الملابس الخفيفة، وأن تكون عربة الطفل مكشوفة إلى حد ما لتسمح بالهواء أن يدخل إلى كل جزء فيها وعندما نصحب الطفل لتعرضه للشمس يجب أن يخرج الطفل من عربته لتتنفس كل مسامه من الهواء النقي». الرطوبة المرتفعة أما عن مشكلة الرطوبة المرتفعة، فيوضح الدكتور سالم: «الرطوبة المرتفعة تساوي تماماً مشكلة الجو الجاف الخالي من أي رطوبة، وهي مشكلة موجودة في البلدان الحارة أو في البلدان التي تستعمل أجهزة تكييف ساخنة أو باردة. إن الجو الخالي من الرطوبة يشعر فيه الإنسان بجفاف في الحلق والأنف ويعاني الإحساس بالضيق تماماً مثلما يشعر الإنسان بالاختناق عندما تكون درجة الرطوبة مرتفعة. ففي المنازل التي توجد فيها أجهزة تكييف مركزية قد يشكو أحد السكان وجود برودة ويطلب رفع درجة حرارة المنزل. بينما يكون هناك إنسان آخر في شقة أخرى بالمنزل نفسه يشكو من حرارة الجو الزائدة. ونحن ننصح الأمهات والآباء بأن يتلاءموا مع الجو الطبيعي والعادي وألا يفرطوا في طلب التدفئة أو طلب البرودة. إننا نعرف أيضاً قيمة وجود نسبة ما من الرطوبة في الجو؛ لأنها تعمل على سرعة تحسين حالات السعال والبرد. لأن بعض المرضى من الأطفال أو الكبار على حد سواء يعانون انسداد الأنف بسبب تجمد الإفرازات المخاطية نتيجة عدم وجود نسبة من الرطوبة في الجو. لذلك يطلب من المرضى وضع إناء فيه ماء يغلي باستمرار في الحجرات التي توجد فيها تدفئة للتأكد من وجود نسبة من الرطوبة». ويضيف الدكتور سالم: «إن القنوات الموجودة في الأنف والبلعوم والشعب الهوائية بالرئة تملك غدداً مهمتها إفراز النسبة المطلوبة من المواد المخاطية. وهناك في الأنف خلايا مهمتها أن تطرد المخاط والميكروبات إلى خارج الأنف أو الرئة، ومهمتها طبعاً هي الوقاية وحماية الإنسان من أخطار الميكروبات. والتجارب أكدت أن بعض الجراثيم المسببة لالتهاب الحلق أو الالتهاب الرئوي تموت بسرعة من الجو المتوسط الرطوبة، بينما يمكن أن تنتشر في الجو ذي الرطوبة المرتفعة أو الحرارة الشديدة. ولهذا نجد أن سكان بعض المناطق الجافة جداً يعانون هذه الالتهابات خصوصاً عندما ترتفع درجة حرارة الجو. كما أن عدداً كبيراً من الناس لا بد أنهم لا حظوا أن قشوراً كثيرة تظهر في شعر الرأس عند بداية الشتاء... خصوصاً في البيوت التي تستخدم أجهزة التدفئة بصورة دائمة.. وتكون درجة الحرارة فيها مرتفعة نسبياً. وهذا يسبب اختفاء أي نسبة رطوبة من جو المنزل، وبالتالي تضطرب غدد شعر الرأس. وهناك تساؤل دائم عن نسبة الأوكسجين المطلوبة للإنسان، وهل هو يتأثر بالزحام. مثل الركوب في (أتوبيس) مزدحم أو حجرة الدراسة، خصوصاً عندما يكون المكان سيئ التهوية؟. أن أي حجرة فيها عدد كبير من الناس يجب أن يمر بها تيار متجدد من الهواء.. وان الإقامة في حجرة فيها عدد كبير من الناس ولا يتوافر فيها تيار من الهواء النقي تكون نتيجته إحساس كل فرد فيها بالاختناق، وأن نسبة الرطوبة ستزيد جداً في هذه الحجرة. لا مانع أبداً من أن يتعرض الإنسان في نطاق محدود للهواء البارد.. إنه يعطي قدراً من النشاط والحيوية والمرونة للجسد. ومثال ذلك الإنسان الذي يقطع الأخشاب في الغابة أو الذي يسير إلى عمله عند الفجر. ان في جسم كل إنسان جهاز في المخ مهمته تنظيم حرارة الإنسان. يمنع الجسم من الإحساس بالبرودة الشديدة ويحمي الجسم من الحرارة الشديدة.. ولكن عمل هذا الجهاز ليس مطلقاً.. بمعنى أن الإنسان يمكنه أن يسير دون ملابس مناسبة أو كافية في جو بارد تصل درجة حرارته تحت الصفر ولهذا فأنا أنصح الأسرة بأن تخرج من وقت لآخر في الجو البارد؛ لأنه يُدرب الطفل على الأجواء المختلفة ويكسبه بعض الصلابة في مقاومة البرد». انطلاق الأطفال يؤكد الدكتور سالم: «إن حصر الأطفال بين أربعة جدران مسألة ضارة بنفسية الطفل. وأؤمن أيضاًَ بضرورة انطلاق الأطفال خارج المنزل إلى الحدائق أو أي نزهة مسلية، وحتى الأطفال الرضع، ان الطفل الرضيع يحب أن يغير المناظر التقليدية التي يراها دائماً. حتى ولو كان المشهد هو حديقة المنزل المملوءة بالأشجار الجميلة. فمغادرة المنزل إلى الهواء الطلق مفيد تماماً للطفل. ومن المفيد للأمهات، خصوصاً في الأشهر الأولى من حياة الطفل، أن يخرجن مع الأطفال إلى الحدائق، إن ذلك يجدد أيضاًَ نفسية الأم، لكن عندما تفكر الأم في الخروج مع طفلها فإنها على الفور تبدأ في تصور عدد من المخاوف والشكوك على صحة الطفل. إنها تشعر أنه كائن غير قادر على حماية نفسه فتبدأ في (حمايته) بأكبر قدر ممكن من الملابس. إنها تكاد تخفي الطفل تماماً تحت كومة من الملابس بغرض حمايته حتى عندما يكون الطفل ذاهباً إلى الطبيب. وتبدأ الأم في فك حصار الطفل من الملابس أمام الطبيب ويكاد الطفل في عز الشتاء أن يغرق في العرق أو تظهر على بشرته بعض البثور نتيجة الحرارة الشديدة، وعدم قدرة الجسم على التنفس». علينا أن نكون «طبيعيين» على الأمهات أن يعرفن أن البشرة أيضاً كائن حي يحتاج إلى الهواء النقي. والبشرة أيضاً تكره الاعتقال في سجن الملابس الثقيلة. إن خوف الأم على الطفل مسألة طبيعية ورغبتها في تدفئته مسألة طبيعية وإمداده بالطعام الكافي مسألة طبيعية. لكن لا يجوز أن تتحول هذه المسائل الطبيعية إلى مسائل غاية في الغرابة عندما نسجن الطفل في ملابس أثقل من وزنه. إن على الأم أن تعرف أنها يجب أن تكون معتدلة في مثل هذه المسائل. فلا يجب أن تغالي أو تبالغ في تدفئة الطفل. ولا يجب أن تبالغ في التخفيف من ملابسه. نحن نعرف أن إحساس الأم بحب ابنها هو الذي يدفعها إلى الرغبة في حمايته والمحافظة على حياته، وان ذلك أمر يقلق الأم دائماً.. إلى أن يستطيع الطفل أن يتكلم وأن يعبر بلسانه عما يحتاجه من الدفء أو الطعام. وعلينا أن نعرف أن الهواء الطلق مسألة أساسية لصحة الطفل. وعلينا أن نعرف أن الأم نفسها تحتاج إلى هذا الهواء لتجدد حيويتها. وعلينا ألا نغرق الطفل في خضمّ من العرق عندما نغطيه أكثر من اللازم بملابس ثقيلة، وألا نغالي في التخفيف من ملابسه، وعلينا أن نكون «طبيعيين».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©