الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء سياسيون سعوديون لـ «الاتحاد»: «قمة مكة» رافعة الاقتصاد الأردني وصمام أمان العرب

11 يونيو 2018 03:45
عمار يوسف (الرياض) أجمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون على أن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بالدعوة للاجتماع الرباعي الذي عقد الليلة الماضية في مكة المكرمة لبحث سبل دعم الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية التي يمر بها، تؤكد أن السعودية تمثل صمام الأمان وطوق نجاة للعالم العربي، مهما كبرت أزماته. وفي تصريحات لـ«الاتحاد»، قال المتحدثون إن المبادرة السعودية لإنقاذ الأردن من أزمتها الاقتصادية تنبع من إدراك الرياض من موقعها القيادي في العالمين العربي والإسلامي لأهمية استقرار الأردن وانعكاس هذا الاستقرار على الأمن الإقليمي وتأثيره المباشر على جيرانه، مشيرين إلى الموقع الجيوسياسي للأردن، معتبرين أن الأزمة الاقتصادية في الأردن لاقت تعاطفاً كبيراً لدى قادة الدول الثلاث؛ لأن هناك أسباباً قاهرة ساهمت في تضخيمها مثل الأعداد الهائلة للاجئين السوريين وأزمة الطاقة، إذ إن المملكة الأردنية تستضيف أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري، فيما يصل معدل البطالة الرسمي فيها إلى 12%. ووقفت الدول الخليجية الثلاث مواقف مشرفة لمساندة دول عربية تعرضت لأزمات اقتصادية مماثلة آخرها مصر، وذلك للحيلولة دون وقوع أي توترات تؤدي إلى انفلات أمني في منطقة ملتهبة أصلاً بالعديد من الأزمات، فيما تجاوزت قيمة المساعدات التي قدمتها الإمارات إلى الأردن سواء في إطار مساهمتها في المنحة الخليجية أو من خلال المساعدات التي قدمها صندوق أبوظبي للتنمية، حوالى 1.4 مليار دولار لتمويل الكثير من القطاعات والمشاريع التنموية ذات الأولوية. وأوضح المحللون أن حزمة المساعدات التي أعلنت قمة مكة المكرمة، أمس، تقديمها للأردن، سوف تمكنه من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية التي أوردها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع قادة وزعماء الدول الثلاث الداعمة أمس. وقال المحلل السياسي الدكتور كامل بن محمد الشمري، إن المساعدات التي ستقدمها السعودية والإمارات والكويت ستسهم في تنفيذ مشاريع تنموية، توفر العديد من فرص العمل للعاطلين الأردنيين، بالإضافة إلى دعم الاحتياطات النقدية للحكومة الأردنية وتعزيز السيولة النقدية لديها، مشيراً إلى أن قادة الدول الثلاث استشعروا ضرورة الوقوف إلى جانب الأردن في أزمته الاقتصادية التي نتجت عن ظروف إقليمية مثل الحرب في سوريا والتي أدت إلى إغلاق حدودها مع الأردن، إضافة إلى إغلاق الحدود الأردنية مع العراق، ما يعني أن الأردن يمر بما يسمى بـ«اقتصاديات الحرب». وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق والمفكر السياسي الدكتور محمد آل الزلفة، إن قمة مكة المكرمة لدعم الأردن، تؤكد أن التعافي قد بدأ يدب في الجسد العربي رغم النزيف الذي تعاني منه بعض دوله، مشيراً إلى أن دول الخليج وقفت مع مصر مؤخراً، واليوم تقف إلى جانب الأردن، ما يعني أن روح التضامن العربي بدأت تعود نتيجة للقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي عرف بسعيه الدائم لتحقيق كل ما يحفظ أمن واستقرار الأشقاء والتصدي لجميع مخططات استهداف الأمن القومي العربي الذي تعتبره السعودية خطاً أحمر لا تسمح بالعبث به تحت أي ظرف ومهما بلغ حجم التضحيات. وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور خالد بن عبدالرحمن الزهراني أن قمة مكة المكرمة التي جاءت لإنقاذ الاقتصاد الأردني من خلال حزمة مساعدات كبيرة، سواء كانت في شكل منح وودائع ومشتقات بترولية، إلا أنها قد أغلقت الباب في وجه إيران وقطر ومنعتهما من المتاجرة بالأزمة الاقتصادية الأردنية، مشيراً إلى أن الإعلام القطري يجهد لتأزيم العلاقات الأردنية السعودية. وأضاف أن السعودية والإمارات والكويت كانت وستظل بحكمة قادتها تمثل العمق الاستراتيجي للأمة العربية، والأيادي الحانية عليها مهما حاولت بعض الأصوات النشاز في المنطقة التشكيك في مواقفها التاريخية أو الانتقاص من تصدرها المشرف لمعالجة كل القضايا العربية والإسلامية. وأعرب الزهراني عن ثقته في أن الحكومة الأردنية الجديدة، سوف تعمل على توجيه المساعدات الخليجية إلى دعم الاحتياطات النقدية في البنك المركزي الأردني، وتوجيهها كذلك نحو مشاريع ذات طابع استراتيجي. أما الكاتبة والمفكرة السعودية الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد، فقد اعتبرت أن مخرجات قمة مكة المكرمة وحزمة المساعدات التي خصصتها الدول الثلاث لدعم الاقتصاد الأردني، تأتي تجسيداً للأواصر المتميزة التي تربط دول الخليج الثلاث مع الأردن التي تمثل عمق المنطقة وجدارها الفاصل مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن هذه المساعدات هي ترجمة حقيقية لحرص الدول الثلاث على الإسهام في رفد مسيرة التنمية في الأردن. وأوضحت حماد أن خصوصية العلاقات الأردنية الخليجية ظلت تمثل المعيار الأساسي الذي اعتمدته الدول الخليجية في دعمها للأردن الذي تعتبره دول الخليج عمقاً استراتيجياً لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©