الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفغان.. معركة متواصلة ضد «طالبان»!

6 مايو 2015 23:53
تتكبد قوات الأمن الأفغانية خسائر قياسية في معاركها الأولى ضد حركة «طالبان» منذ مغادرة البعثة الأميركية المقاتلة في أفغانستان مع نهاية ديسمبر الماضي، بعد أكثر من 13 عاماً. ويزيد عدد القتلى والجرحى منذ بداية العام الجاري وحتى الآن بنحو 70 في المئة مقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي، حسبما أفاد الكولونيل «بريان تريبوس»، مدير الشؤون العامة لبعثة حلف «شمال الأطلسي» في أفغانستان. ووصف جنرال أميركي رفيع المستوى، معدل خسائر العام الماضي، الذي شهد الزيادة السنوية الخامسة على التوالي، في نوفمبر الماضي بأنه «غير دائم»، لكن مع نشاط القوات الأفغانية في الوقت الراهن من دون الدعم الذي كانت تنعم به من الولايات المتحدة وحلف «الناتو» في السابق، قفزت أعداد القتلى. وقال وزير الداخلية الأفغاني «نور الحق علومي»: «نتكبد خسائر فادحة.. هذه هي الحقيقة»، مضيفاً: «إننا نحارب بأنفسنا». وأكد ضابط مسؤول في قوات التحالف، أن نحو 4950 من أفراد الجيش والشرطة الأفغانية قتلوا أو جرحوا خلال الأسابيع الـ 15 الأولى من العام الجاري، مقابل 2900 فرد فقط أثناء الفترة نفسها من العام الماضي. ويقول مسؤولون أميركيون، إن عمليات التجنيد في جيش وشرطة أفغانستان متوقفة، ولكن أداء الوحدات الأفغانية يثير تساؤلات بشأن قدراتها على وقف تقدم «طالبان» إذا مضى الرئيس باراك أوباما قدماً في خططه الرامية إلى تقليص الدور الأميركي هناك بدرجة أكبر. ويأتي الكشف عن زيادة معدلات الخسائر بينما تصعّد «طالبان» هجماتها في شمال الدولة، مستشعرة فرصة في انسحاب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ويخطط أوباما إلى تقليص القوات الأميركية بحلول عام 2016 إلى نحو 1500 جندي فقط، ينصب تركيزهم بشكل كبير على حماية السفارة الأميركية. وأنفقت واشنطن أكثر من 60 مليار دولار منذ عام 2002 على تدريب وتسليح قوات الجيش والشرطة الأفغانية. وذكر الجنرال «جون كامبيل»، الذي يقود قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان «أن الشرطة الأفغانية المحلية، وهي قوة دفاع عن القرى تمولها الولايات المتحدة، مُنيت بخسائر فادحة»، مضيفاً: «إنها هذه القوات لا تستخدم على النحو الأمثل، وتعتبرها طالبان فريسة سهلة». ومن المفترض أن تحمي الشرطة المحلية المنشآت الأفغانية، خصوصاً في المناطق الريفية، من هجمات المتمردين. وعلى الرغم من ذلك، تقيم الشرطة المحلية نقاط التفتيش على بعد عشرة كيلومترات من القرى، وتفتقر إلى التجهيزات المطلوبة بما في ذلك أجهزة الراديو، ودروع الجسد والخوذات. وأعرب «كامبيل» عن دهشته الكبيرة عندما اكتشف مؤخراً أن مخزن وزارة الدفاع الأفغانية يعج «بآلاف السترات وأغطية الرأس الواقية من الرصاص، بينما تنتشر وحدات الشرطة المحلية من دون حماية». وتخطط وزارة الدفاع الأفغانية في الوقت الراهن إلى نقل التجهيزات إلى وزارة الداخلية، التي تتولى قيادة وحدات الشرطة المحلية. وأفاد «علومي» بأن الشرطة المحلية تتحمل أعباء مواجهة هجمات «طالبان» الجديدة، التي تستهدف إقليمي «كوندز» و«بادخستان» الشماليين. وأقرّ بأن هناك بعض نقاط الضعف في الانضباط، سمحت لمقاتلي «الحركة» بنصب الكمائن للقوات الحكومية. وقال «علومي»: «إن قوات الشرطة الوطنية والشرطة المحلية الأفغانية هي خط الدفاع الأول، ودائماً يخوضون المعارك ضد المتمردين، ولهذا السبب لدينا كثير من خسائر الأرواح». ويعكس أيضاً ارتفاع الخسائر في الأرواح فقدان طائرات الهيلكوبتر الأميركية التي كانت تجلي الجرحى الأفغان من ميدان المعركة. وأصبح سلاح الجو الأفغاني الصغير الآن مسؤولاً عن هذه المهمة. ومعظم أفراد الشرطة الأفغانية المحلية الذين قتلوا أو جرحوا خلال العام الجاري كانوا ضحايا قنابل ارتجالية مزروعة على جانب الطريق، حيث تحول المتمردون من استخدام المفجرين الانتحاريين إلى استخدام ذلك النوع من القنابل، التي يستخدمها المتمردون كسلاح ضد القوات الأميركية في العراق منذ سنوات. ديفيد لينش يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©