الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طائرات أوسبري.. دور محوري في إغاثة نيبال

6 مايو 2015 23:53
مع انتقال الرد على الزلزال الذي ضرب نيبال من البحث والإنقاذ إلى الإغاثة وإعادة الإعمار، دخل هذا البلد الواقع على جبال الهيمالايا مرحلة جديدة. السباق ضد الزمن لإنقاذ الناجين من زلزال الخامس والعشرين من أبريل الذي أسفر عن مقتل أكثر من 7 آلاف شخص وإصابة آلاف آخرين انتهى بشكل عام – وإنْ كانت بعض «المعجزات» ما زالت تحدث من حين لآخر مع الإعلان عن إنقاذ ناجين جدد، على غرار الرجل الثمانيني الذي انتشل من تحت الأنقاض حياً يوم السبت الماضي. أما المرحلة الجديدة التي تستقطب اهتمام المسؤولين ووكالات الإغاثة الدولية، فهي مرحلة بدء العد العكسي لحلول موسم الأمطار المرتقب حوالي نهاية الشهر المقبل. وسيكون من الضروري إيصال مئات الآلاف من الخيام والأقمشة لإيواء ملايين النيباليين الذين أصبحوا دون مأوى أو يقطنون مساكن هشة وخطيرة جراء أسوء زلزال يضرب بلداهم منذ 80 عاماً. ووفق الأمم المتحدة، فإن أكثر من ربع السكان، أو حوالي 8 ملايين نيبالي، أصبحوا دون مأوى أو تعرضت مساكنهم لأضرار بليغة. ويوم الأحد، كثفت الولايات المتحدة مشاركتها في الجهود الصعبة الرامية لتوفير مآو كافية من خلال إرسال خمس طائرات هيلوكبتر – من بينها أربع طائرات من طراز أوسبري من أجل المساعدة على إيصال المآوي والمواد الأساسية اللازمة لإعادة بناء المنازل. وستكون طائرات أوسبري، التي تستطيع القيام بعمليات إقلاع وهبوط عمودية، ضرورية من أجل إيصال المواد إلى القرى النائية في نيبال، التي أصبح الكثير منها معزولاً عن بقية البلاد بسبب الانهيارات الترابية. ويقول «ديفيد ميشيل»، مدير برنامج الأمن البيئي بمركز «ستيمسون» في واشنطن: «إن القدرة على التحليق في طائرات ثم الهبوط على مدرج قصير – أو مجرد التحليق فوق موقع الإيصال – هو ما يجعل طائرات أوسبري ذات قيمة خاصة». ويضيف قائلاً: «إن طائرات أوسبري مفيدة بشكل خاص في نيبال نظراً لأنها بلاد جبلية. وحتى عندما يكون ثمة مدرج، فإنها يكون قصيراً». ونظرا لأن نيبال لديها مطار واحد فقط قادر على استقبال طائرات ذات أجنحة طويلة ثابتة، فإن طائرات الهيلكوبتر تلعب دوراً بالغ الأهمية في الرد على الكوارث. ويقول ميشيل: «لقد سمعنا تقارير تفيد بتعرض المدرج الوحيد في مطار كاتماندو لأضرار جراء كل طائرات المساعدات القادمة»، مضيفاً «ولذلك فإن طائرات أوسبري ستكون أساسية حقاً لإيصال المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها». وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت فريقاً للمساعدة في جهود الرد على الكارثة إلى العاصمة النيبالية كاتماندو بعيد ساعات على الزلزال الذي بلغت قوته 7?6 على مقياس ريختر الشهر الماضي للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ. وحتى الآن، لعب جارا نيبال الكبيران، الهند والصين، دورين رئيسيين في الرد الدولي. ولكن مع انتقال التركيز من الإنقاذ إلى الإغاثة، أخذت الولايات المتحدة توسّع مشاركتها الآن مع إرسال طائرات أوسبري من قاعدتها في أوكيناوا اليابانية. وكانت الحكومة النيبالية قد تقدمت بطلب إلى المانحين الدوليين في البداية تعلن فيه حاجتها لـ400 ألف خيمة وأقمشة من المطر، ولكن العديد من خبراء المساعدات يقولون إن الاحتياجات عبر هذا البلد الفقير ربما تتجاوز الرقم الذي أعلنت عنه الحكومة. وتتعرض الحكومة لانتقادات شديدة داخلياً ومن مانحي المساعدات الدولية بسبب الرد البطيء والبيروقراطي على الزلزال وعروض المساعدة التي تلت ذلك. ويقول سكان محليون، إن مساعدات قليلة تصل إلى خارج العاصمة، هذا في حين اشتكى المسؤولون الهنود ومانحون أجانب آخرون من قيام عملاء الحدود النيباليين باحتجاز حمولات شاحنات من المساعدات مطالبين بدفعها رسوما جمركية عادية قبل دخولها البلاد. ومن جانبهم، قال مسؤولون عسكريون أميركيون أرسلوا طائرات الهيلكوبتر ومساعدات أخرى يوم الأحد أنهم كانوا مستعدين لإرسال المساعدة مبكرا، ولكنهم اضطروا للبقاء في أوكيناوا لثلاثة أيام في انتظار موافقة الحكومة النيبالية. والواقع أن طائرات الهيلكوبتر الأميركية ليست الأولى التي تُستعمل في الرد على الزلزال؛ ذلك أن الحكومة النيبالية لديها بضع طائرات من هذا النوع، كما أرسلت الهند أكثر من اثنتي عشرة طائرة من هذا النوع للمساعدة. غير أن طائرات أوسبري الأميركية ستكون مفيدة بالخصوص في إيصال مواد الإيواء خلال الأسابيع القليلة المقبلة الحاسمة، كما يقول هارولد لافرانشي* *ميشيل من ستيمسون. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©