الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الطلياني» للتونسي المبخوت تفوز بـ «البوكر العربية»

«الطلياني» للتونسي المبخوت تفوز بـ «البوكر العربية»
7 مايو 2015 00:58
ساسي جبيل (أبوظبي) أعلن ليلة أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فوز الروائي التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الثامنة عن روايته «الطلياني» التي ترشحت للجائزة ضمن القائمة القصيرة التي تضم ست روايات. وقام بتسليم الجائزة للفائز الأول، وللمرشحين على القائمة القصيرة، معالي الشيخ سلطان بن طحنون رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. واعتبر الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، أن اختيار اللجنة لهذه الروايات من ضمن 180عملاً روائياً تمثل 15 بلداً عربياً، اعتمد بشكل أساسي على اللغة التي صيغ بها العمل الروائي، باعتباره فناً للكتابة، بصرف النظر عن القضايا والمشاغل التي ينهجس بها. وأكد البرغوثي أن جائزة البوكر ليست جائزة تشجيعية تهدف للكشف عن مواهب جديدة، لكنها اعتراف وتقدير للعمل الروائي، مشيراً إلى أن المواضيع التي تطرق لها الكُتاب العرب على اختلاف مشاربهم تكاد تتشابه، حيث تعالج أغلبها قضايا «بؤس المهمشين، والاستقلال السياسي الزائف، والديمقراطية وقمع الأنظمة الديكتاتورية». وفازت رواية «الطلياني» باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً. وعلّق مريد البرغوثي نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله: «بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها. مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول، يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس. شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها، مقنعة فيما تقول أو تفعل، وفيما ترفض أو تقول، لكن شخصية زينة تظل إنجازاً فنياً فريداً تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار، وبهذا حظينا بشخصية لا نمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها. رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد. وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب، بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضاً. «الطلياني» عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير». وفي كلمته الافتتاحية، قال البروفيسور ياسر سليمان أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: «لقد حققت الجائزة ما كان منتظراً منها بعد 8 دورات من الحضور الفاعل في المشهد الأدبي في الوطن العربي وخارجه، إنها مناسبة لدعم الرواية العربية سواء من خلال إشعاعها أو انتشارها أو ترجمتها، وكل ذلك بفضل الروائيين والقراء وأهل الإعلام، تجمع بين أبناء العربية أينما حلوا، والروايات الست تتحدث باسم الرواية العربية في تميزها». وعن الرواية الفائزة قال سليمان: «من مشهدها الافتتاحي إلى نهايتها، تشدك رواية «الطلياني» لشكري المبخوت بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الالتزام. في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين. شكري المبخوت سارد متمكن من صنعة الكتابة الروائية، يكتب بإيقاع لغوي أخاذ، يطوع فيه العربية الفصيحة فيجعلها تعج بالحياة بكل أشكالها، لا يستعصي عليها شيء. الشكر لشكري المبخوت على ما قدمه للرواية العربية، فاللغة العربية تنساب بطواعية عذبة على صفحات «الطلياني»». وعرض خلال الحفل لقاءات مصورة مع الروائيين الستة الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة، تحدثوا فيها عن كتاباتهم ومناخاتهم في الكتابة الروائية ورؤيتهم للعمل الذي وصل إلى هذا المستوى من السباق في الجائزة العالمية للرواية العربية. وأكد الروائي شكري المبخوت بعد فوزه، أنه يهدي هذه الجائزة إلى الشعب التونسي الذي عانى الكثير خلال السنوات الأخيرة، وإلى نساء بلادي اللواتي قال عنهن الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد أنهن «نساء ونصف». وأضاف المبخوت في تصريح لـ «الاتحاد»: «الفرسان الستة الذين وصلوا إلى هذه المرحلة من السباق فائزون جميعاً، فجائزة البوكر العربية رسخت تقاليد جديدة، وشخصياً أعتبر كل الأعمال فائزة، وهي تعرض لأهم القضايا والهموم التي تشغل بال المواطن العربي اليوم رغم التباين الجغرافي بين الأقطار، ورغم تنوع المناخات الروائية، فنحن إزاء أسئلة الحاضر وقضايا العالم العربي الذي يتفكك ويتشوق إلى الحرية، ولكنه لا يعرف طريقه الواضح إليها». من جهته، قال الروائي المغربي أحمد المديني: «تضع روايتي وهي في الشوط الأخير من مسار الجائزة أمام رهان مهم، بالنسبة لما هو مبثوث في نصها، وبالإهاب الفني الذي ظهرت به والمعمار الذي شادها، وجعل منها صرحاً حظي بانتباه لجنة مؤهلة، موقرة، وبالنسبة لي أنا كاتبها، وضعت فيها ما أعتبره ثمرة تجربة في التخييل السردي، تحقق فيها المعادل الموضوعي، بالمصطلح الإليوتي المعلوم، بين غاية البناء الفني في تجنيس روائي راسخ ومتطور، وانصهار ذات مع الشاغل المجتمعي والإنساني، لغاية الحق في الوجود والكرامة». وقالت الروائية السورية لينا هويان الحسن: «ترشحي للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية ترسيخ لتجربتي الأدبية التي بدأت مع أول رواية لي في عام 1998 مع روايتي الأولى «معشوقة الشمس». كما أرى في جائزة البوكر فرصة للعالمية في حال امتلكنا النص الذي يؤهلنا لذلك. وأقول دائماً إن كل ما أكتبه في صالح فكرة الحرية، حريتنا أن نكون أنفسنا، أن نختلف دون أن نتصارع، أن نتشابه دون أن نتآمر». أما الروائي السوداني حمور زيادة، فقال: «مجرد الوصول إلى هذه المرحلة في أهم جائزة للرواية العربية، يعتبر تتويجاً في حد ذاته، والأهم هو هذا التواصل مع زملائي الكُتاب من مختلف أنحاء الوطن العربي، وترجمة عملي إلى عديد من اللغات». واعتبرت الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن أن كل القائمة القصيرة فائزة، فقد نالت أعمالنا قبل التصريح النهائي بالجائزة الاهتمام الكبير، وستنال أكثر في المستقبل بعد ترجمتها، وبعد أن نالت هذا الإشعاع الكبير انطلاقاً من أبوظبي إلى العالم. القائمة القصيرة تضمنت القائمة القصيرة للعام 2015 الرويات التالية: «حياة معلقة» لعاطف أبو سيف من فلسطين، «طابق 99» لجنى فواز الحسن من لبنان، «ألماس ونساء» للينا هويان الحسن من سوريا، «شوق الدرويش» لحمور زيادة من السودان، «الطلياني» لشكري المبخوت من تونس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©