الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلاج المبكر لاضطرابات التوحّد يخفف حدة المرض 100?

العلاج المبكر لاضطرابات التوحّد يخفف حدة المرض 100?
5 مايو 2013 23:27
هالة الخياط (أبوظبي) - ما بين اللجوء للشعوذة، أو الصمت، أو زيارة الطبيب، يقف كثير من أولياء أمور أطفال مصابين بأعراض اضطرابات التوحّد. يأتي ذلك في الوقت الذي أكّد فيه خبراء بمراكز التوحد في أبوظبي أن الكشف عن المرض، والبدء المبكر في علاجه يساعد في تخفيف حدته بنسبة تصل إلى 100 في المائة في بعض الحالات. وشدّد هؤلاء على ضرورة إخضاع الأطفال بعد عمر الـ 18 شهراً لفحوصات مبكرة، تكشف عمّا إذا كان لديهم استعداد لظهور أعراض اضطراب التوحد أم لا، خاصّة أن المؤشرات العالمية تشير إلى احتمال إصابة طفل واحد بالمرض من بين كل 50 طفلاً. ويعتبر «التوحّد» من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية وطريقة التواصل عند الأطفال، وتبدأ أعراضها بالظهور بعد عمر الـ 18 شهرا، بحيث لا يستطيع الأطفال المصابون التواصل مع الآخرين، كما يعجزون عن فهم العالم من حولهم. ولم يتوصّل الطب الحديث إلى أسباب الإصابة باضطراب التوحّد، وما إذا كان نتيجة لزواج الأقارب أو الأمصال، كما لا يوجد له علاج حتى الآن. وطالب مسؤولون مشرفون على مراكز للتوحد في أبوظبي بتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية تجاه «المتوحّدين»، معتبرين أن هذه الفئة تحتاج إلى الدعم والمؤازرة. وحذرت عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد، وأمل جلال مديرة مركز الإمارات للتوحد، من إخضاع الأطفال المصابين إلى العلاج بالطب البديل أو اللجوء للشعوذة في التعامل مع مضطربي التوحد، مؤكدين ضرورة اللجوء إلى المراكز المختصة بالمرض والكفيلة بمساعدة أولياء الأمور في تحسن الحالة الصحية للمريض. التقبّل والتّأقلم إلى ذلك، أكدت أم عبد العزيز (لديها طفلان يعانيان من اضطراب التوحد) ضرورة أن يتقبل أولياء الأمور وجود طفل يعاني من المرض في المنزل، مشيرة إلى أن التقبل يتجسد في أن يكون لديهم استيعاب أن ابنهم المصاب بالتوحد لا يمكن أن يصل إلى العلاج التام، ولكن أن يكون مبتغاهم في تمكينه من التأقلم مع المجتمع والاعتماد على نفسه وحمايتها. وأكدت أهمية التدخل المبكر واللجوء إلى المراكز المتخصصة، لأن ذلك يساهم في تعديل السلوك بنسبة 80%، مطالبة بتوفير المرافق الصحية في المستشفيات التي تتناسب وذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما أن ذوي الطفل ملزمون بالتواجد مع أطفالهم في هذه المرافق، إضافة إلى تخصيص يوم لذوي الإعاقة للتواجد في الحدائق العامة، بما يتيح لهم التصرف بحريتهم دون أن يحاسبوا من المجتمع على تصرفاتهم أو كلماتهم. وأكدت أم عبدالعزيز أهمية أن يعامل كافة مرضى التوحد وذوي الإعاقات المختلفة بنفس المعاملة التي يعامل بها غيرهم، مع كون العلاج مجانيا للجميع، ما يتطلب أن تتحمل المؤسسات الحكومية والخاصة مسؤوليتها الاجتماعية بما يساهم في توفير المراكز المتخصصة لذوي الإعاقة وتقديم خدماتها مجانها لهذه الفئات. بعد 4 سنوات من جانبه، ذكر علي الحسن أن ابنه لم تظهر عليه أعراض التوحد إلا بعد 4 سنوات، حيث كان يتعامل مع من حوله دون أي مشكلات تذكر، إلا أن هذا الوضع تغيّر تماما بعد ذلك حيث بدأت حالته تسوء يومًا بعد يوم، وأصبح غير مدرك لما حوله ولا يستطيع التأقلم مع غيره من الأطفال أو التعامل معهم، وصار يفضل العزلة. ونصح الحسن أولياء الأمور بأن يتابعوا أبناءهم بشكل دائم، واللجوء إلى الطبيب مباشرة أو إلى مراكز التوحد في حال ملاحظة أي تغير في سلوكياتهم، ومن ثم إخضاعهم للتقييم، لاسيما أن الكشف المبكر عن اضطراب التوحد يفيد في وضع البرامج التي تتناسب وحالة المريض وتساعد في تعديل سلوكه. وطالب الحسن بزيادة مراكز علاج التوحد المتخصصة بما يساهم في تخفيض نفقات العلاج بشكل يتناسب مع دخل أسر المرضى، لافتا إلى أن علاج حالات التوحد يحتاج إلى سنوات طويلة، ما يعد أمرًا مكلفًا ومرهقًا للغاية لميزانية الأسر. الدمج المدرسي وأشارت أم علي أحمد، التي يعاني ابنها البالغ من العمر 11 سنة من طيف التوحد، إلى أن دمج ابنها في المدرسة ساعد بشكل كبير في تحسن حالته وزاد التفاعل الاجتماعي لديه مع المحيط من حوله. وأكدت أهمية وجود معلم «الظل» مع الطفل أثناء تواجده في مدارس الدمج، لأنه من أكثر الأشخاص تفهما لحالة مريض التوحد. ونصحت أم علي بأهمية أن يكون مدرس الظل عاملا بالمراكز المتخصصة في التوحد، وأن لا يتم اختياره من المعلمين البدلاء، حيث إنه لا توجد لديهم خبرة في التعامل مع مرضى التوحد. وأشارت إلى أهمية زيادة المراكز المتخصصة بمرضى التوحد، لا سيما أن هناك العديد من الحالات على قوائم الانتظار، مطالبة بأن يتم دعم مراكز التوحد من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة وأن تساند هذه المؤسسات المراكز المعنية من باب المسؤولية الاجتماعية بما يخفف من الأعباء المالية على الأسر، ويوفر خدمات علاجية لكافة المرضى. أسباب وإجراءات من جانبها أوضحت عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد أن أسباب الإصابة باضطراب التوحد غير معروفة حتى الآن، بما في ذلك زواج الأقارب أو التطعيمات التي يتناولها الأطفال، كما أنه لا يوجد له أي علاج، لكنها أشارت إلى إجراءات تتخذ لزيادة الاستقلالية عند الطفل الذي يعاني من اضطراب التوحد، وتعديل السلوك لديه. وأفادت بأن تشخيص اضطراب التوحد يبدأ عند بلوغ الطفل ما بين عامين وثلاثة أعوام، لأن المشكلات اللفظية تبدأ في الظهور لدى الطفل في عمر سنتين، وارتباط التوحد بتشخيص النطق بصورة كبيرة، مضيفة أن التوحد غير قابل للشفاء، غير أن التدخل المبكر يحسن من سلوك المتوحد ويغير من طريقة استجابته للمؤثرات، والعوامل الخارجية من خلال تعويده على تصرفات بديلة. وأشارت إلى أن اضطراب التوحد يعتبر من أصعب الإعاقات، لذلك يتطلب دقة ومعرفة في تشخيصه، حيث إن هناك صعوبة في تشخيص حدة المرض أو نمط اضطراب التوحد، منوهة إلى أن مهارات التواصل الاجتماعي والبصري والتقليد للكبار يفقدها الطفل مع بدء أعراض المرض عليه. وأوضحت المنصوري أن هناك صعوبة في تقبل الأهل لوجود طفل مريض بالتوحد لذلك وضع مركز أبوظبي للتوحد برنامجاً إرشادياً لتوعية الأسر بحساسية المرض وتأثيره النفسي على الطفل وتعريفهم بطرق التعامل المثلى معه. وشددت على أنه لا يجوز دمج كل الحالات، فدرجات المرض متباينة ومستوياته مختلفة، وفي حال وجود أطفال قابلين للدمج يجب أن تُهيَّأ البيئة المدرسية ويؤهل الكادر التعليمي والطفل المصاب نفسه. وفي هذا الإطار، نوهت إلى أن المركز خصص بعض الفصول الدراسية لتأهيل الطلاب للدمج وبناء المهارات الأكاديمية للطلبة من حيث القراءة والكتابة والإعداد للدمج الاجتماعي، حيث يتم اختيار الطلاب حسب قدراتهم من حيث الانتباه والتفاعل ومن تكون لديه نسبة الاضطراب بسيطة ويمكن أن يعتمد على نفسه. وقالت: «نسعى إلى دمج الأطفال المرضى في المحيط الخارجي بتنمية وعي المجتمع حول خصائص التوحد وحساسيته، ونتعاون في ذلك مع المؤسسات الحكومية بتنظيم حملات توعوية مستمرة تستنهض فهم الناس، ومشاركة الأطفال المصابين في فعاليات ثقافية وترفيهية ورياضية في محاولة لتخليصهم من العزلة المفرطة وتعويدهم على التحاور مع الآخر». مؤشرات وكشفت أمل جلال مديرة مركز الإمارات للتوحد عن ارتفاع نسبة مرضى التوحد بين الأطفال حديثي الولادة، لافتة إلى أن المؤشرات العالمية تؤكد وجود إصابة بالتوحد من بين كل ?50 مولوداً، بعد أن كانت حالة بين كل ?88. وأشارت إلى أن الحاجة أصبحت ماسة إلى خدمات الكشف المبكر، للحد من تدهور حالة مرضى التوحد، والتوسع في إنشاء مراكز التوحد ودعم المراكز القائمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة على قوائم الانتظار. وأوضحت أن العديد من حالات الإصابة بالتوحد تظهر بعد عمر الـ 18 شهرا حيث يفقد الطفل كافة مهارات التواصل التي كانت لديه من قبل ويعود إلى نقطة الصفر. وقالت: غالباً ما يتمّ التعامل مع ظهور حالات التوحد بالرفض من قبل ذويهم، أو اللجوء إلى الطب البديل والشعوذة، اقتناعاً بأن مسّاً أصاب طفلهم، غير مقتنعين بأنه مصاب باضطراب التوحّد، الأمر الذي يفقد الحالة فرصة التدخل المبكر والعلاج عبر المراكز المتخصصة التي قد تساهم في تقييم الحالة بداية، ثم تعديل السلوك لدى مضطربي التوحد وتحسن حالته عبر إخضاع كل حالة لبرامج تتناسب وحدة المرض لديه، ومن ثم تأهيله لمرحلة الدمج. وعن أعراض اضطراب التوحد التي يجب على كل أم الالتفات لها، أكدت أن على الأمّ مسؤولية الكشف المبكر عن اضطرابات التوحد إذا تواجدت عند طفلها، والتي تتمثل في ملاحظة لعب الطفل بطريقة شاذة، أو عدم الالتفات لحديثها معه، أو عدم وجود تفاعل اجتماعي لطفلها، أو عدم قدرته على امتلاك لغة تعبيرية أو عدم تخيل الأشياء واللعب بها، إلى جانب ضرب الرأس أو إيذاء الذات أو الضحك من دون سبب أو البكاء والصراخ كسلوك لا إرادي. قلة المتخصصين وأشارت أمل جلال إلى أن قلة عدد المختصين في مجال التوحد، خصوصاً الناطقين باللغة العربية، مع ضعف المتابعة وعوائق عملية الدمج من أهم الصعوبات التي تواجه المتوحدين في الدولة، فضلاً عن قلة المراكز الحكومية أو الخاصة المتخصصة في اضطراب التوحد حيث يوجد عدد ليس بقليل ممن يعانون من المرض على قوائم الانتظار. وطالبت جلال، بضرورة نشر المسؤولية الاجتماعية الخاصة بهذا المرض، وتسليط الضوء على مرض التوحد وأهمية دعم المراكز الخاصة لأنها تلعب دور الشريك مع المراكز الحكومية في رعاية الأطفال، مشيرة إلى التكلفة العالية لعلاج مرضى التوحد والتي قد تصل إلى 75 ألف درهم لا يمكن أن يتحملها الأهل لوحدهم ومن هنا تبرز أهمية المسؤولية الاجتماعية. تذليل الصعوبات وفي الإطار نفسه، أكدت مديرة مركز الإمارات للتوحد أهمية دور مجلس أبوظبي للتعليم في تسهيل عمليات دمج مضطربي التوحد، مشيدة بتعاون المجلس وتذليله للصعوبات التي قد تواجه بعض الحالات في الدمج. ولفتت إلى أن مريض التوحد يحتاج إلى مدرب خاص به، ما يستلزم وجود مدرب لكل حالة، وهو ما يزيد من كلفة مصروفات مراكز التدريب، مشيرة إلى أهمية وجود «مدرس الظل» للأطفال المدمجين في مدارس التعليم العام، وأن يكون هذا المدرس تحت إشراف مراكز التوحد، لأنه هو الأقدر على معرفة احتياجات الطالب أثناء عملية دمجه، ويقترح الأساليب المحفزة للطالب على الدراسة، ويتعرّف على اللحظة التي يشعر بها مضطرب التوحد بعدم القدرة على الجلوس في الحصة الدراسية، وفي هذه اللحظة يعرف الأسلوب المناسب لإخراجه من هذه الحالة. ويعدّ مدرس الظل، المساعد الذي يرافق الطالب الذي يتم دمجه في مدارس التعليم العام. وأشارت جلال إلى أن هناك معضلة تتمثل في أن بعض المراكز لا توفر معلم الظل لارتفاع تكلفة توفيره، وتطلب من الأهل توفير مدرس الظل، ولكن في هذه الحالة قد يكون مدرس الظل غير مؤهل بالتعامل مع مضطربي التوحد، وأحيانا بعد أن يتعود طفل التوحد عليه قد يترك مدرس الظل هذه الوظيفة في أي لحظة، ما يؤثر على حالة مضطرب التوحد. وأوضحت جلال أن المركز يستقبل الحالات من عمر الثلاث سنوات وحتى العشرون عاما، فيما يتم إخضاع ما قبل ذلك لجلسات علاج مسائية، وفيها يتم إرشاد الأسر حول آليات التعامل مع أبنائهم وحسب حدة التوحد لديه، مشيرة إلى أهمية دمج أطفال التوحد قبل الثلاث سنوات في الحضانات ولو لفترة قليلة بما يساعد أن لا يكون الطفل في عزلة مع نفسه. وأكدت المنصوري أهمية التواصل اليومي مع أولياء أمور مضطربي التوحد لمعرفة الثغرات التي تحدث للطالب خلال تواجده في البيت لتجنبها عبر وضع البرنامج المناسب لعلاج المريض، مشددة على أهمية توعية أفراد المجتمع والجهات الخاصة والحكومية بكيفية التعامل مع مضطربي التوحد، ومساعدتهم على الاندماج بالمجتمع. التشخيص والعلاج يبدأ تشخيص اضطراب التوحد عند بلوغ الطفل ما بين عامين وثلاثة أعوام، حيث تبدأ المشكلات اللفظية في الظهور في عمر سنتين، فيما يرتبط المرض بتشخيص النطق بصورة كبيرة. ويعدّ اضطراب التوحد من أصعب الإعاقات، وهو السبب في أنه يتطلب دقة ومعرفة في تشخيصه، وهناك صعوبة في تشخيص حدته أو نمطه. ورغم أن التوحد غير قابل للشفاء، إلا أن التدخل المبكر يحسّن من سلوك المتوحد بصورة كبيرة ويغير من طريقة استجابته للمؤثرات والعوامل الخارجية من خلال تعويده على تصرفات بديلة. الأعراض تبدأ الأعراض بفقدان الطفل مهارات التواصل الاجتماعي والبصري وتقليد الكبار، ولعب الطفل بطريقة شاذة، أو عدم الالتفات لحديث الأم أو الأب معه، أو عدم وجود تفاعل اجتماعي لديه، مع عدم قدرته على امتلاك لغة تعبيرية أو تخيل الأشياء واللعب بها، إلى جانب ضرب الرأس أو إيذاء الذات أو الضحك من دون سبب أو البكاء والصراخ كسلوك لا إرادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©