الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد» يحاكمون الأسرة في «هاربات من المدرسة»

قراء «الاتحاد» يحاكمون الأسرة في «هاربات من المدرسة»
9 مايو 2011 20:02
تعود الكاتبة الصحفية “أمل المهيري” في عمودها الأسبوعي (أوراق)، لإثارة قصة إنسانية من صميم المجتمع، لتفتح جراحاً يتم طوال الوقت التستر عليها بدواعي “العيب والفضيحة”، فيما الحقيقة أن التعامل معها بصراحة والتفكير فيها من قبل المتخصصين يذهب بنا إلى أفق أوسع لحلها، أو على أقل تقدير تحجيم سلبياتها. وبأسلوب القص أثارت الكاتبة قرائها، فجاءت التعليقات على موضوع تدور فكرته على التفكك الأسري، وأثر ذلك على الأبناء، وكانت النتيجة (هاربات من المدرسة) ليصبح أكثر أعمدة الاتحاد تعليقا الأسبوع الماضي. من جديد، كان لترك النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات دور الحافز في إثار شهية قراء عمود (هاربات من المدرسة) للزميلة الصحفية “أمل المهيري” للتعليق، والاختلاف مع بعضهم بشأنه وبشأن بعض الردود التي طرحها المتصفحون للمقال عبر موقع “الاتحاد الإلكتروني”. وحسب القصة التي قدمتها الكاتبة، فقد تسبب هجر الأب لأسرته المكونة من زوجة وابنتين -لأنه قرر فجأة أن يعيش حياة جديدة- أن وجدت الأم نفسها في مواجهة مسؤولية فتاتين مراهقتين، فأغلقت كل الأبواب ومنعتهما من الخروج إلا إلى المدرسة، وجنبتهما كل ما يتعلق بعمريهما حتى من أدوات الزينة، خوفا عليهما من أن يحدث لهما كما في قصص سمعتهما عن بنات “الفريج”. ونتيجة لهذا التصرف كانت الفتاتين تهربان من المدرسة فتعرفتا على شابين يكبرانهما سناً.. وتتطور القصة لتصل إلى انحرافهما؛ وعدت الكاتبة قراءها بإكمال القصة لاحقا. غير أن الكاتبة لم تنه الأمر بعرض القصة فقط، ولكنها استطردت بعيدا عن الأحداث لتوجه رسالة إلى دور الأب في رسو سفينة أسرته إلى بر الأمان. من المُلام الأول؟ وتحت عنوان “عالم الرجل” كتبت متصفحة لقبت نفسها باسم “مجربة”: “لاحظوا أن كل المشكلات تأتي بسبب الرجل، ففي هذه القصة الأب هجر العائلة ليتركها تتفكك، ويترك السفينة بدون قبطان، والرجل هو الشابين اللذين خدعا البنتين، فهما السبب فيما يحدث للبنتين والأم المسكينة؛ وهذه القصة تكشف لنا سلطة الرجل لأننا نعيش في عالم الرجل القاسي الطماع”. وفي نفس التوجه وتحت عنوان “دنيا مخيفة” كتبت المتصفحة “سلامة” تقول: “فعلا الرجل له دور في الحفاظ على أسرته وتوفير الأمان ولكن للأسف قليلين هم الرجال، أصبح كل همهم المتعة، فقط يهجرون ويطلقون و يتزوجون بدون أي حساب؛ لا أعجب من هذه القصة، لأنها من الواقع وما يحصل في مجتمعنا أبشع من هذه القصة.. حسبي الله ونعم الوكيل على كل رجل لا يخاف الله في نسائه وبيته”. وعلى ما يبدو، لم يرق هذا الرأي للمتصفح “أبوراشد” فكتب يقول: “كل شيء يلام عليه الرجل، مع أنه مسكين، والمعروف أن كل المصائب سببها المرأة، وهذا ثابت في التاريخ وفي القصص الموثقة. فلماذا تلومون الرجل على أشياء تكون المرأة أساس البلاء فيها”.. مضيفا قوله: وما نحن بصدده، فالملام الأول والأخير هما البنتان اللتان لم تحترما مجتمعهما ووالدتهما، وذهبتا وراء الحب مع شابين تصرفا بشكل طبيعي تماما في استغلال الفرصة، لأنهما لن يخسرا شيئا، ولكن من سيخسر هما البنات فقط. الكل خسران ردت صديقة الموقع “فوزية المحرمي” بحدة على طرح “أبو راشد”، وخصوصا فيما يتعلق بما قام به الشابان، فكتبت تقول: الرسالة إلى (أبو راشد).. بس أنا ودي أفهم، كيف الشابان لا يلامان، وكيف أنهما تصرفا بشكل طبيعي؟! هل استغلال سذاجة المراهقات أمر طبيعي؟.. وهل البنات هن فقط من خسر؟ وكأنك تقول إن الله لن يعاقب الرجل على فعلة الزنا، وسيعاقب المرأة فقط. ألا تعتقد أن هذا معصية الله.. خسارة؟!. «قمة الفشل» ومن بين التعليقات، طرح متصفحان زاوية مختلفة تماماً عن جميع ما سبق؛ فكتبت صديقة الموقع “سلمى”: الطريقة الفاشلة التي ربت بها الأم ابنتيها الخاطئة، نحن في زمن لم يعد هناك شيء اسمه غلق الأبواب، لأنه لم تعد هناك أبواب.. وكل شيء أصبح متاحاً، وتصور غير ذلك، هو قمة الفشل، والأهم هنا فيما نقوم به من تربية، في أن نوجه أبناءنا للطريقة التي عليهم أن يتعاملوا بها مع كل تلك المتغيرات التي لا علاقة لها بما نعرفه نحن كجيل سابق”. وعلى هذا النهج سار المتصفح “أحمد العلي”، بقوله: أتفق مع الأخت (سلمى) في طريقة تربية الأم أنها كانت خاطئة.. لاحظتم في القصة، أن الكاتبة تقول إن الأم كانت تسمع قصصاً عن “بنات الفريج”، يعني البيئة كلها “خربانة،” لكن المشكلة في معظم الأهل، أنهم يعتقدون أن هذه القصص هي فقط في بيت الجيران، أو في التلفزيون أو في مجتمعات أخرى، وأن عيالهم في مأمن عنها، وهنا المشكلة”. أسباب أخرى ورغم هذه الرسالة التي تقدمها كاتبتنا في زاويتها الأسبوعية، والتي بدت جلية تماماً للجميع في حديثها عن دور الأب وأهميته، وكذلك على الدور الذي كان على الأم القيام به بدل إغلاقها كل الأبواب على بناتها، إلا أن قراءنا من بعض متصفحي الموقع، ألقوا اللوم على جهات أخرى؛ فقد كتب المتصفح “أبو شهاب” تحت عنوان “كل شيء جائز في زمن العجائب”، رأيا قال فيه: “كل شيء جائز في زمن العجائب.. وخصوصا مع وجود الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تعلم الأجيال أشياء لا علاقة لها بمجتمعاتنا المحافظة، وكان الله في عون العائلات التي تحافظ على بناتها حتى الموت، والله يهدي شباب (اليوم اللي ما يخلون حد في حاله) ولا يعرفون أن الله يمهل ولا يهمل”. فيما كتبت المتصفحة “أم علي المنصوري” تلوم الشابين على فعلتهما، تحت عنوان “الوازع الديني”: “حسبي الله على الشباب، كيف يستغلا بنتين مراهقتين في ارتكاب المعصية، ألم يخافا عقاب الله. المشكلة أصلا في غياب الوازع الديني، فكيف لشابين كما تقولون أكبر سنا، أن يفعلا ذلك ولا يعاقبان؟”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©