الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«جيسي نورتون».. من التجنيد لـ«القاعدة» إلى مكافحة الإرهاب

15 سبتمبر 2016 23:27
واشنطن (أ ف ب) بعد أن كان «جيسي نورتون» يجند إرهابيين، بات يعمل اليوم باحثاً في جامعة جورج واشنطن من أجل «التصدي» للعقيدة المتطرفة التي تبناها طيلة سبع سنوات كان فيها عضواً في تنظيم «القاعدة». وخرج «نورتون» من السجن قبل عام ونصف العام. وولد في بنسلفانيا حيث عاش طفولة صعبة، إذ كانت أمه تضربه ولم يكن يلقى أي رعاية من أحد، وهو ما جعله يفقد ثقته في المجتمع، فترك منزل ذويه في الـ16 وعاش في الشارع حيث كان يبيع المخدرات. وأوضح «نورتون»، البالغ من العمر 38 عاماً، مسترجعاً تلك المرحلة من حياته «لم يكن لديّ أي شعور بالانتماء أو بهويتي الأميركية. وكنت أبحث عن شيء ما.. أي شيء». لكن «نورتون» يروي اليوم كيف انتقل من تجنيد الإرهابيين إلى الابتعاد عن التطرف والعودة إلى المجتمع. اعتنق نورتون الإسلام عندما طلب منه صديق مسلم ترديد كلمات بالعربية تَبين أنها الشهادة، لكنه لم يكن يعرف معناها، بينما كانا في مواجهة مع الشرطة. وفي سجن «ريتشموند» في ولاية فرجينيا، أقنعه سجين بأن يصبح «مسلماً حقيقياً» بعد أن لقنه أسس الدين. ويقر «نورتون»، الذي بقي على دين الإسلام، وكان يطلق على نفسه آنذاك اسم يونس عبدالله محمد: «من جهةٍ كان تلقيناً ومن جهةٍ أخرى وجدت أنا مغزى للعالم». وخرج «نورتون» من السجن قبل اعتداءات 11 سبتمبر التي أيّدها، و«قلب حياته»، فامتنع عن الكحول والمخدرات لينصرف إلى الصلاة والدراسة في معهد «متروبوليتان كولدج» في جامعة كولومبيا في نيويورك. وكان «نورتون» يلتقي «جمعية المفكرين المسلمين» فرع تنظيم «المهاجرون» المتطرف وكانت لديه «اتصالات مباشرة» مع عبدالله الفيصل، الإمام الجامايكي المتطرف الذي أُدخل السجن أربع سنوات في لندن. وبات «نورتون» يتنقل بين شخصيتين متناقضتين: مسالمة في قاعات الدراسة وشرسة بين المتطرفين. وازداد التجنيد مع مشاركته في تأسيس موقع «ريفولوشن مسلم» على الإنترنت. وبدأت الشرطة تشعر بالقلق عندما توعدت مجموعة «ريفولوشن مسلم» في العام 2009 بقتل معدّي الرسوم المتحركة «ساوث بارك». وفرّ «نورتون» إلى خارج أميركا في مطلع 2010، حيث رصده مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» وقبض عليه في أكتوبر من ذلك العام، بعد أن أمضى خمسة أشهر في السجن. وبدأ «نورتون» خطواته الأولى نحو التخلي عن التطرف خلال رحلة العودة جواً، عندما أقر أحد عملاء «إف بي آي» بأخطاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأعاد عميل آخر مصحفه له. ومع أن «نورتون» أُودع سجناً انفرادياً، إلا أن حارسة سمحت له بالدخول إلى المكتبة ليلاً، حيث راح يطالع الكتب بكثافة من بينها كتب للفيلسوف الفرنسي «جان-جاك روسو». ويقول «بدأت عندها أفهم أن هذه المبادئ عالمية وإنسانية»، وأنها «تُحرر الناس». وأثارت خلفيته الثقافية واتصالاته اهتمام «إف بي آي» وانتهى به الأمر إلى التعاون معه من السجن. ويقول «أوضَحوا لي أنهم هنا لحمايتنا وليس لشن حرب ضد الإسلام». وبفضل تعاونه، تم تخفيف عقوبته إلى أقل من أربع سنوات بدلاً من 11 عاماً ونصف العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©