الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مزارعو الولايات المتحدة يسعون إلى اختراق «سور الصين العظيم»

مزارعو الولايات المتحدة يسعون إلى اختراق «سور الصين العظيم»
18 يوليو 2010 21:38
بدأت تظهر الصوامع الخرسانية لأول مستودع تصدير حبوب في الولايات المتحدة منتظر بناؤه منذ 25 عاماً، وهو قريب من المحيط الباسيفيكي غربي أميركا وبذلك سيبعد عن سلة خبز غربي وسط أميركا باثنتين من السلاسل الجبلية وأكثر من 1500 ميل. والسبب وراء اختيار ذلك الموقع سهل التفسير. إذ أن التجار الذين درجوا في السابق على نقل معظم فائض حبوب الولايات المتحدة إلى خليج المكسيك يريدون الآن أن يكونوا أقرب إلى آسيا. ويقول لاري كلارك رئيس تنفيذي الشركة التي تقوم حالياً بتطوير مرفأ شحن في ولاية واشنطن تبلغ تكلفته 200 مليون دولار: “أضحت الصين الآن الدافع الرئيسي”. وبينما ينشغل الساسة الأميركيون في محاولة حل مشكلة العجز التجاري مع الصين وسعر اليوان بالنسبة للدولار، يطمح المزارعون الأميركيون إلى تصدير سلع بقيمة 14 مليار دولار إلى الصين فيما سيعتبر رقماً قياسياً غير مسبوق. يذكر أنه كان للولايات المتحدة فائض تجاري بلغ 4 مليارات دولار في المنتجات الزراعية مع الصين خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2010 ما ساعد على تقليص إجمالي العجز إلى 71 مليار دولار في ذات الفترة. ولعل الصادرات الزراعية إلى آسيا تعيد حالياً رسم الصورة اللوجستية العامة الأميركية. فمن المنتظر أن يناول مرفأ حبوب ميناء بورت اوف لونجفيو الجديد 8 ملايين طن في السنة الواحدة. وفي ميناء بورت اوف جرايز هاربور القريب تقوم جمعية فول الصويا الوسط غربية التعاونية بإضافة حجم تخزين يبلغ 50000 طن من الحبوب. وبالاتجاه إلى السواحل الجنوبية نجد أن كاليفورنيا فاقت نيو أورليانز وأضحت أكبر نقطة تصدير للقطن نظراً للتوجه نحو زيادة الصادرات إلى آسيا بحسب تقرير “آي سي إي” للمبادلات الآجلة. وفي ميناء ساوث لويزيانا على خليج المكسيك التي لا تزال أكبر مركز صادرات حبوب أميركي تجاوزت الصين اليابان العام السابق لتصبح أكبر وجهة لحمولات الجملة المصدرة. ويقول كين زو مولارين، المدير التنفيذي في ميناء بورت أوف لونجفيو، إن مشروع الحبوب هناك سيوظف 50 عاملاً دائماً. ويضيف أن سوق النمو التي يضعونها بعين الاعتبار هي سوق الصين بالتأكيد. يذكر أن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر في العالم لفول الصويا والقطن وهي سلع تعتبر الصين أكبر مستورديها في العالم. كما أن الصادرات إلى الصين شهدت زيادة عظمى عقب انضمام الصين عام 2001 إلى منظمة التجارة العالمية بحسب وزارة الزراعة الأميركية. كما أن صناعات الدواب والمنسوجات النشطة زادت الطلب على أعلاف الحيوان وأليافه. ويقول راندي مان، الذي يزرع الذرة وفول الصويا والقمح في 2500 فدان في كنتاكي ويرأس لجنة الشؤون الدولية في جمعية فول الصويا الأميركية، إن زيادة الصادرات إلى الصين هائلة. ويضيف أنه ربما يكون ثلث السعر على لوحة تجارة شيكاغو متعلقاً بسوق الفول الصويا في الصين. يذكر أن أسعار الفول الصويا تضاعفت في 10 سنوات إلى 10 دولارات للبوشل (مكيال للحبوب يساوي 8 جالونات). تعتبر الصادرات الزراعية الأميركية إلى الصين ميزة نسبية في تعاملهما التجاري لصالح الولايات المتحدة رغم بعض الخلافات على منتجات المزارع. لحم البقر الأميركي مثلاً محظور في الصين خشية مرض جنون البقر منذ عام 2003 كما أن واردات الدجاج الأميركية تخضع لرسوم عالية للحماية من الإغراق والدعم. كما أن منتجات الألبان تعد من نقاط الخلاف حيث تتفاوض الدولتان حالياً على لزوم إصدار شهادات معايير جديدة لواردات منتجات الألبان الأميركية. غير أن هناك قليلاً من الحواجز غير الضريبية على منتجات مثل فول الصويا والقطن. ووافقت الصين على فول الصويا المعدلة جينياً الواردة من الولايات المتحدة ولا تضع حداً لهذه السلعة. ويقول الساسة الأميركيون إن في وسع الصين بذل المزيد لتسمح لسلع زراعية أجنبية بالدخول إلى البلاد. وتحقق وكالة التجارة الدولية الأميركية في شكاوى تفيد بأن واردات الصين مقصورة على قليل من المنتجات. ولقد جعلت الحكومة الصينية الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية هدفاً قومياً وتنتج الصين عادة ما يكفيها من القمح والأرز والذرة لسد الطلب المحلي. ولكن هذا العام وللمرة الأولى في 15 سنة تم تصدير ذرة أميركية إلى الصين جرّاء محصول محلي متدني الموسم الماضي رغم صغر إجمالي حجم وارداتها منه. ويعتبر إنتاج الصين الزراعي مقيداً بتناقص مساحات الأراضي القابلة للزراعة وموارد المياه المحدودة والتقنيات العتيقة وصغر مساحات القطع الزراعية. إذ أن متوسط قطعة الأرض الزراعية في الصين يقل عن فدان واحد الأمر الذي يعيق اقتصادات واسعة النطاق. وتستخدم الصين حزم مساعدة للمزارعين وأسعاراً داعمة لهم لتظل شبه مكتفية ذاتياً في القمح بحسب وزارة الزراعية الأميركية. عن « فايننشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©