الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيب من القول

26 أكتوبر 2008 22:28
إن للطيب من القول سحراً عجيباً وتأثيراً بليغاً على النفوس فبسببه تتوطد العلاقات ما بين الناس وتشفى الجروح وتنحل العقد وتزول البغضاء وتحل المشاكل فكم من مشكلة كبيرة سويت بكلمة طيبة تخرج من القلب الصادق النقي · أما الخبيث من القول فيسبب الشقاء والتعاسة ما بين الناس ويشحن القلوب التي في الصدور فتزداد غلاً وحقداً وحسداً على الآخرين وتتوتر العلاقات وتكثر المشاحنات والصراعات وتحتدم الخلافات ، وأمثلة ذلك كثيرة ، ألا وهم أصحاب النفوس المريضة الذين يغتابون ويسبون ويشتمون ولا يجدون لغة سليمة للحوار أو بالأحرى ليس لديهم ذرة من الأدب في الكلام مع الآخرين ويقذفون غيرهم ويطعنون في أخلاقهم ويدعون بحق وبغير وجه حق عليهم ، حتى أنهم في أسلوب الدعابة والفكاهة لا يختارون الألفاظ المناسبة ولا يراعون حرمة المكان والزمان أو الأعراف والتقاليد، والحالة العمرية للشخص الذي يتحـدث معهم ، فالطفل والشيخ الكبيـر ومن هو في مقتبل العمر أسوياء لديهم· إن مثل تلك النوعية موجودة ومنتشرة كالوباء في مجتمعاتنا والتي للأسف الشديد تحتاج للصقل والتربية وما يحزنني كثيراً هي تلك الألفاظ التي قد نسمعها من بعض المربين الذين هم أساس لبناء وتربية أطفالنا والذين هم من المفترض قدوة حسنة لأبنائنا والمثال الذي يحتذى به والشمعة التي تحترق لتنير دروبهم؟؟!! وهناك أيضا شريحة أخرى من هؤلاء وهم الذين يتسامرون مع من حولهم ويستخدمون الألفاظ السوقية المبتذلة ظنا منهم أن استخدامهم لهذه الألفاظ قد يتحمس لهم الآخرون لشجاعتهم وجرأتهم في استخدام تلك الكلمات النابية ··· وهناك صنف آخر وهو الأشد فظاعة وقسوة على الإطلاق وهي موجودة لدى هؤلاء الضعفاء من الناس والذين هم يرون أن في اغتيابهم واستهزائهم بالآخرين والتحدث عنهم والقذف بأعراضهم واستخدامهم لكلمات يندى لها الجبين بأنهم نالوا من هؤلاء الناجحين والمثقفين والحاصلين على مستويات أفضل منهم ؟؟؟!!! ألا يعلم هؤلاء المساكين أن كل ما يقولونه يذهب دائما أدراج الرياح ولن يؤثر على الإطلاق على مسيرة هؤلاء العظماء والقادة والمشاهير وأن كل ما يقولونه إنما يدل على ضعفهم وقلة عقلهم وسفاهتهم وجبنهم، ونقص حيلتهم وغيرتهم الحاقدة على هؤلاء الناجحين والمحبوبين عزيزي القارئ أقولها لك وبصراحة إن الكلام الطيب يجعل الآخرين يتوددون إليك رغماً عنهم ويفضلون التحدث معك ويحبونك أنت دوناً عن الآخرين ويتقربون إليك بشتى الطرق لأنهم لا يجدون منك إلا كل خير فهم يرون منك الطيبة والتسامح والرقي في التعامل فالمؤمن الطيب لا يفوح منه إلا المسك والرائحة الزكية أما الصنف الآخر سليط اللسان وبذئ الكلام كنافخ الكير لا يخرج منه إلا القذارة والدخان السام وكما يقال كل إناء بما فيه ينضح···· وأخيرا وليس آخراً لا يسعني إلا أن أقول بأن المؤمن الحق هو كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء فالطيب لا يخرج منه إلا كل طيب والخبث لا يخرج منه إلا نكدا···· وصدق الله العظيم إذ يقول '' وهدوا إلى الطيب من القول ··· '' ، إن الله عز وجل لا يهدي أحدنا للقول الطيب إلا إذا كانت نفسه طيبة وروحه نقية طاهرة فثق تماما ياقارئ الكريم بأن كل منا هو عبارة عن مرآة لنفسه الداخلية وما يلج فيها ، ويمكن الحكم على الآخرين من خلال ما يخرج من تحت ألسنهم فكن طيبا يكن كلامك طيباً وحسناً وإبتعد عن الغيبة والنميمة والتحدث عن الآخرين بما ليس فيهم ، والتلفظ بألفاظ غير سوية فنحن أمة القرآن كلامنا لا بد أن يكون طيباً وراقياً يليق بمستوى كل منا ···وإذا أخطأ أحدُهم في حقك وأغتابك وأهانك وحقر من شأنك فعليك بالعلاج التالي : كن طيباً وتخلق بصفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله وتسامحه وإمضي قدما ولا عليك من الرياح الهوجاء والحرب التي قد يشنها أعداؤك عليك في أحيان كثيرة فأنت الأفضل من بين الجميع وما يحاك حولك إنما هو دليل على نجاحك ومحبة الآخرين · موزة عبـدالله العبدولي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©