السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمل أثقال

26 أكتوبر 2008 22:29
الأطفال المجبرون على حمل حقائب مدرسية يكاد وزنها أن يعادل أوزانهم معذورون لأنهم بالطبع لا حيلة ولا خيار لهم في الأمر ولكنهم حُمِّلوا أوزارا· تبادرت إلى ذهني أفكار عدة وأنا أرى أطفالنا الصغار في المدارس ممن هم في سن السابعة وما دونها يئنون تحت وطأة حقائب ضخمة مملوءة بعدد لا يعقل من الكتب والدفاتر والأدوات الأخرى ذات الأوزان الثقيلة ·· فإذا كان طفلك في الصف الأول فهو يحمل يوميا فوق ظهره ذهاباً وإياباً ثلاثة وعشرين كتاباً وعدداً آخر من الدفاتر·· فيا ترى هل من ألهب ظهور أطفالنا بهذا الحمل الثقيل يدري كم تزن الحقيبة ؟ وهل يدري مدى تأثير هذا الوزن في هذه السن المبكرة على صحة الأطفال ؟ أم تراه يعتقد أن الحقيبة من الوزن الثقيل تعني بالضرورة فهماً وعلماً من جنس الوزن؟ الحقيقة أن ظهور أبنائنا تقوست من أحمال الكتب بدون أن تحمل عقولهم الشيء الكثير، كما أنهم تعبوا من الجدول الذي يبدأ من الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة والنصف بعد الظهر أي أنهم يقضون من الوقت أكثر مما يقضيه آباؤهم في العمل وأنهم يضيّعون من الوقت في بطون الحافلات المدرسية التي تجوب المدينة أكثر مما يقضون من الوقت في دراسة الرياضيات والعلوم· أنهم ينامون منهكين ويصحون وهم غير شبعى من النوم فيذهبون كسالى ومثقلين بالتعب، وبعد رجوعهم مرة أخرى تتحول الأم من كونها أما وربة بيت إلى معلمة ومعيدة تقضي الساعات في الشرح وإعادته ومساعدة أطفالها في حل الواجبات حتى إذا رأتهم تعبوا أو سئموا أو نعسوا تقوم هي بحل التمرينات نيابةً عنهم·· رأفةً بهم وبنفسها وهكذا خلت العملية التعليمية في سياقنا الحالي من أهم لوازمها وهي الاستعداد البدني والذهني والمتعة والتشويق وهكذا ضاعت حقوق الطفل والأم أيضاً· وهنا لم نتطرق إلى محتوى تلك الكتب'' المحمولة ظهرا'' وعلى افتراض أنها جيدة ونزعم أنها ليست كذلك فإن الطفل في السنة الأولى يحتاج لكتاب واحد أو كتابين فحسب لا 23 كتاباً· وليتخيل الوالدان أن طفلهما ابن السابعة يحمل حقيبة صغيرة فيها كتيبات ودفاتر قليلة وأنه يذهب إلى المدرسة في السابعة ليعود منها في الثانية عشرة وأنه لا يمضي ساعتين في الذهاب إلى المدرسة والعودة منها لأن المدرسة تقع تماماً في الجوار·· حتى ولو كانت تحتل إحدى البنايات الكثيرة الشاهقة في الحي·· (كل هذا مجرد خيالات وأوهام في واقع السياسة التعليمية·· وإن كنا نريده وندعوا إليه بعقولنا وقلوبنا من أجل أكبادنا التي تمشي على الأرض)· الريح عبد القادر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©