الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيادات تربوية: توحيد الزي في المدارس الحكومية يعزز الولاء ويرسخ الهوية

قيادات تربوية: توحيد الزي في المدارس الحكومية يعزز الولاء ويرسخ الهوية
19 مايو 2014 01:03
السيد سلامة، تحرير الامير، هدى الطنيجي (أبوظبي - الشارقة - رأس الخيمة) أكدت قيادات تربوية أهمية المشروع الذي تقدمت به وزارة التربية والتعليم وناقشه المجلس الوزاري للخدمات أمس لتوحيد الزي المدرسي بالمدارس الحكومية على مستوى الدولة. وكانت وزارة التربية والتعليم تقدمت بالمشروع لتكريس قيمة المساواة بين الطلبة، وتعزيز قدرة الطالب على ممارسة النشاط والتفاعل بإيجابية مع الأداء في المدرسة. وأشار محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، إلى أهمية المشروع الذي يواكب المبادرة التي طرحها مجلس أبوظبي للتعليم منذ عامين، حيث بدأ المجلس عملية تجريبية بشأن توحيد الزي المدرسي في عدد من المدارس الحكومية، تبعها زيادة أعداد هذه المدارس خلال العام الدراسي الجاري، وصولاً لقرار تعميم الزي الموحد على المدارس الحكومية خلال العام الدراسي المقبل. وأكد الظاهري أن توحيد الزي المدرسي على مستوى الدولة, ستكون له آثار إيجابية على مجمل العملية التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة، لأن المرونة التي يتميز بها تتيح للطلبة ممارسة النشاط بصورة فعالة في مختلف المراحل الدراسية، إضافة لشعور جميع الطلبة بقيم المساواة فيما بينهم. كما أن الدراسات المرتبطة باختيار تصاميم الزي المدرسي تجعل منه زياً عملياً. من جانبه، أوضح سالم الكثيري المدير الإقليمي لمكتب العين التعليمي بمجلس أبوظبي للتعليم، أن الزي المدرسي الموحد سيعزز هوية الطالب، على عكس ما يردده البعض من أن وجود زي موحد قد لا يتناسب مع مفاهيم غرس الهوية الوطنية لدى النشء والطلبة. وأكد أن الطلبة المواطنين الذين يدرسون في المدارس الخاصة على مستوى الدولة، ويرتدي كل منهم زي مدرسته، لديهم اعتزاز بهويتهم الوطنية، ويُظهر كل منهم سلوكيات إيجابية يبرز من خلالها قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة. وهذا أحد الأهداف الرئيسية التي سعى من خلالها مجلس أبوظبي للتعليم لتوحيد زي الطلبة في المدارس الحكومية، وهي نفس المقاصد التي ينشدها مشروع وزارة التربية والتعليم بشأن الزي المدرسي الموحد. وقال مسلم العامري مدير المكتب الإقليمي في المنطقة الغربية بمجلس أبوظبي للتعليم إن «الزي المدرسي الموحد يحمل مجموعة مضامين ودلالات تجعل الطلبة جميعاً سواسية في البيئة المدرسية، كما أن الأمر يرتبط أيضاً بتحقيق النظام داخل بيئة التعلم في المدرسة أو قاعة الدرس من خلال التزام الجميع بهندامٍ موحد». وأشار العامري إلى أن «الولاء والانتماء للوطن قيم تُبرز منذ الصغر في نفوس النشء، وهي مسؤولية الأسرة بالدرجة الأولى، ورسالة الوالدين في المقام الأول، إذ يحرص كل ولي أمر على غرس حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة في نفوس الأبناء، وهذا الغرس الطيب يتأتى بالأفعال التي يقوم بها الوالدان ومختلف أفراد الأسرة، ويكتسب النشء هذه السلوكيات ويصنع من خلالها منظومة القيم الأصيلة التي تمكنه من النمو على حب الوطن والولاء له وحماية مكتسباته والتفاني في الدفاع عنها وكذلك الولاء للقيادة الرشيدة ودفع عجلة التنمية في مختلف مراحل العمل والإنتاج. وأكد خلفان الرويمة، مدير مدرسة الخليج العربي الثانوية، إن الزي المدرسي الموحد أمر جيد وله انعكاسات إيجابية، فهو يمنح روحاً نظامية للمدرسة ويطغى على العشوائية، كما يساعد على تنمية شخصية الطالب، وخلق روح الانتماء للمكان من خلال التعود على ارتداء الزي المدرسي. وأضاف أن توحيد الزي الطلابي فكرة جيدة ومطبقة في جميع الدول المجاورة، حيث تحافظ على خصوصية الحرم المدرسي وتجعل الطلبة يعيشون حالة انتماء وولاء ضمن نسق نظامي ينسجم مع الأهداف التربوية المراد تحقيقها. كما قال قمبر المازم، مدير ثانوية حلوان بالشارقة، إن توحيد الزي ليس أمراً عادياً وبسيطاً، بل على العكس تماماً، فهو أمر بالغ الأهمية ويصنع طلبة ذوي شخصية وكيان قوي، كما يعمل على التمييز بسهولة بين مراحل الطلاب التعليمية لأن الزي بمثابة علامة مميزة للطالب. وأشار قمبر إلى أن توحيد الزي «يقضي على ظاهرة الطبقية»، كما يمنح التلميذ مظهراً أنيقاً ولائقاً، مضيفاً أن للزي المدرسي الموحد دوراً محورياً في صنع شخصية الطالب وكينونته. وأوضحت فوزية حسن غريب، وكيل مساعد العمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، أن توحيد الزي جاء لتعزيز قيم المساواة والعدالة في نفوس الطلبة، وتنمية الحس بالمسؤولية الوطنية، والالتزام بالواجب تجاه المدرسة والمجتمع، وتقوية الروابط والعلاقات الإيجابية، والشعور بالانتماء للمجتمع المدرسي، علاوة على تعزيز قيم الفضيلة والسلوكيات الإيجابية لدى الطالبات بتوفير زي موحد يمتاز بالحشمة ويعكس أصالة المجتمع وعراقته والتمسك بعاداته وتقاليده. وقالت إن توحيد الزي المدرسي والرياضي لمدارس التعليم الحكومي بالدولة، مع وضع شعار المنطقة التعليمية على الزي، سوف يساعد على تكوين اتجاهات إيجابية نحو النظام المدرسي، ويعزز قيم الولاء والمسؤولية المجتمعية، منوهة بأن ذلك يسهم في تخفيف معاناة أولياء الأمور من خلال توفير الوقت والجهد والمال عند شرائهم الزي المدرسي لأبنائهم من الذكور والإناث، وتوفير أحد عناصر البيئة المدرسية الجاذبة من خلال شعور الطلبة بالمساواة والعدالة في التعامل وتحقيق التجانس في المظهر. من جانبهم، ذكر أولياء أمور أن في توحيد الزي فوائد جمة، يتصدرها إلغاء الفوارق المادية والاجتماعية بين جميع التلاميذ والتلميذات. ووصفوا قرار توحيد الزي بالعصا السحرية التي ستقضي بصورة مطلقة على أي ملمح طبقي اجتماعي في المدارس، وتجعل الطلاب مزيجاً متجانساً، رافضين فكرة أنه يعمل على تقييد الحرية كما يعتقد البعض بل العكس تماماً، فهو يبث روح إيجابية بين جميع التلاميذ. ووصفت منى العامري، ولية أمر 3 طلاب، أحدهم في المرحلة الثانوية، واثنان في الحلقة الثانية، القرار بأنه سليم ويدل على مدى اهتمام الوزارة بالتطوير والرقي بالتعليم، ورفضت النقد الموجه إليه قائلة «ليس قراراً خاطئاً وغير مدروس، بل هو عين العقل». وقالت إنه «بتطبيق الزي المدرسي وأخذه على محمل الجد من المدرسة والأسرة، فإنه سيسهل على الجميع النهوض بعنصر من أهم عناصر البيئة المدرسية وهو زيادة الانتماء للمدرسة»، وأضافت «لقد علمت أبنائي أن يفخروا بالزي المدرسي، فهو مصدر عزة وفخر». في المقابل، يرى خالد المطروشي، ولي أمر 5 أبناء في مراحل دراسية مختلفة، أن هناك أموراً أكثر أهمية من قضية الزي المدرسي، مثل المناهج، وتحديداً منهاج اللغة الإنجليزية والعربية، مطالباً بالاهتمام بعظائم الأمور لا صغائرها. وتابع أن «الزي الموحد أمر جيد ولكن لا بد من تطبيق القرار وتفعيله بقوة». وكانت إدارة العمليات التربوية في وزارة التربية قد أعلنت في العام الدراسي 2012 – 2013 مشروع توحيد الزي المدرسي. وشكلت حينها لجنة لهذا الشأن بتوجيهات من معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، لتحديد واختيار الزي المدرسي الذي يرتديه الطلبة خلال اليوم الدراسي لجميع المراحل التعليمية، ابتداء من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، وذلك لتحقيق التنظيم والانضباط وإزالة الفوارق بين الطلاب والاهتمام بالمظهر العام. وحرصت الوزارة على إعداد دليل إرشادي يتضمن آليات توحيد الزي المدرسي الذي ستلتزم به المناطق التعليمية والمدارس التابعة لها، طبقاً للمعايير والمواصفات الواردة في الدليل الذي سيطبع ويوزع على المناطق التعليمية، ومنها على المدارس التابعة لها. من جانبه، أكد سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، رئيس جمعية المعلمين وعضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة أن منطقة الشارقة التعليمية كانت سباقة في طرح مثل هذه المبادرات، مضيفاً أنها جزء لا يتجزأ من وزارة التربية. وأشار إلى أن تطبيق زي موحد للتلاميذ والتلميذات في جميع المراحل المدرسية أمر إيجابي ذو أثر عميق على مسار العملية التربوية. وقال إن هذا الأمر ينبع من الثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة، ويجعل الطالب ينتمي لموروثه، ويعتز بقيمه وعاداته، كما أن الزي بمثابة جدار منيع للغزو الفكري الدخيل الذي تظهر معالمه بوضوح في اللباس والتقاليد. وأكد أن من فوائد الزي انه يعزز الشعور بالانتماء للمؤسسة التربوية باعتبار أن لها ضوابط وقوانين وأنظمة، رافضا أن يتحول الحرم المدرسي إلى ساحة لعرض أشهر الماركات العالمية أو الصرعات الغريبة كالملابس الممزقة أو الجينز المنسدل أو الرسومات الغريبة على القمصان، وذلك تحت غطاء الحرية الشخصية والتحضر. وقال الكعبي إن المدرسة مكان للعلم والارتقاء والسباق والتنافس في الاختراعات والابتكارات والتميز وليس في هذه الشؤون الفارغة. ودعا أولياء الأمور لمساندة الإدارة المدرسية في تطبيق القوانين والأنظمة كي يهتم أبناؤهم ببذل مزيد من الجد والاجتهاد لترقى الأمة وتعلو مكانتها في الابتكار والاختراع في شتى مناحي الحياة. وأكد أن الزي المدرسي الموحد يساهم في صهر الفوارق الاجتماعية والثقافية المتباينة بين التلاميذ ويعمل على إعداد كوادر وطنية واعدة تعتز بتراثها وتمجد تاريخها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©