الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزكاة .. تكافل بين أفراد المجتمع

الزكاة .. تكافل بين أفراد المجتمع
11 يونيو 2018 18:55
أشرف جمعة (أبوظبي) الزكاة تطهير للنفس وفريضة واجبة يسعى كل مسلم إلى إخراجها، وقد يجهل بعض الناس أحكامها وسبل إخراجها، خصوصاً أن شهر رمضان المبارك بنفحاته الإيمانية يشجع الناس على إخراجها، خصوصاً الذين اعتادوا أداءها في هذه الأيام الكريمة واللافت أنه في ظل الإمكانات الإلكترونية التي أتاحت دفع الزكاة بيسر وفي ظل تسهيلات هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أصبح إخراج الزكاة سهلاً، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام والكثير من الأسر تحفز أبناءها على المشاركة في هذا السباق الخيري حتى يكبروا، وهم ملتزمون بأدائها، ومن اللافت أن بعض أفراد المجتمع من المقيمين اعتادوا إرسال زكاة مالهم إلى بلادهم لتوزيعها على من يعرفونها ممن هم في أمس الحاجة إلى المال، خصوصاً أن الجميع يدرك مدى أهميته في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع. خارج الحدود ولا يخفي إبراهيم سعد معلم لغة عربية أن يرسل كل عام زكاة ماله إلى أهله في مصر، إذ أنه يدرك أهميتها في إحداث التكافل بين أفراد المجتمع وأن هؤلاء الأهل يخرجوها لبعض الفقراء هناك ويوزعونها على من يعرفونهم ممن هم في أشد الحاجة إلى المال وأنه منذ سنوات وهو يؤدي الزكاة بهذا الشكل، خصوصاً أن لديه بعض الجيران الذين ينتظرون هذا العطاء السنوي منه ومن بقية أفراد أسرته، ويشير إلى أنه يحسب زكاة ماله ويريد عن المبلغ الأساسي كونه يبغي رضا الله وأنه يتعجب من هؤلاء الذين يمتنعون عن أدائها، خصوصاً هؤلاء الذي لديهم وفرة من المال وأنه يشعر بخيبة أمل من مثل هؤلاء، بل ويشفق عليهم كونهم يحبون المال إلى هذه الدرجة التي تمنعهم من أداء حق واجب من الحقوق المشروعة رغم أن الزكاة ضرورة من ضرورات التكافل بين الناس. حد النصاب ويذكر علي النجدي (مهندس) أنه يتحرى إخراج الزكاة المفروضة عليه لكونه يعلم دورها في التكافل بين أفراد المجتمع وأنها تسهم في إحداث نوع من التوازن وتسد حاجات الفقير وأنه يسأل دائماً عن كيفية إخراجها، خصوصاً أن فروعها كثيرة، وأنه في هذا العام أخرج زكاة للذهب الذي بحوزته بعد أن سأل دار الإفتاء عبر الموقع الرسمي، خصوصاً أن الذهب بلغ حد النصاب، وأنه حين أخرج المبلغ المفروض عليه شعر براحة فهو يحرص على ألا يترك درهماً واحداً لم يؤده من مال الزكاة ويبين أنه كان له صديق لا يتحرج من إخراجها رغم أنه ميسور وأنه كان يرى كل عام خسارات مالية تحدث له وأنه ينفق على أطفال الذي يمرضون بشكل مفاجئ ويحتاج بعضهم إلى علاج من ضعف السمع وما إلى ذلك وأنه أخذ موعظة من ذلك، ويؤكد أن صديقه أدرك الخطأ الذي كان يقع فيه وأصبح يؤدي زكاة ماله وهو ما جعله يهنأ وهو أسرته وأطفاله إذ لم يعد يتعرض إلى تلك الخسارات القديمة بفضل أداء الزكاة. خدمات إلكترونية ويبين مرشد الرميثي 70 عاماً أنه منذ سنوات طويلة وهو يخرج زكاة ماله في شهر رمضان المبارك تيمناً بهذا الشهر الكريم الذي تكثر فيه الخيرات وتحل فيه البركة، فضلاً عن أنه يشعر بأن الناس تكون في حاجة ماسة إلى التكافل بينهم وبين بعضهم بعضا في هذه الأيام الكريمة التي تكثير فيها الحاجات وأنه سعيد بالخدمات الإلكترونية التي سهلت على الناس إخراج الزكاة، خصوصاً أنه يدفع بعضاً من هذه الزكاة عبر مثل هذه الخدمات، وأنه دائماً يحث أبنائه على أدائها في أي وقت من العام، خصوصاً أن المرء يشعر بالراحة النفسية حين يدفع هذه الزكاة لمستحقيها عبر الجهات المخولة بإيصالها للمحتاجين، ولفت إلى أنه يقدم جزء منها إلى من يعرفهم وأنه يرى هذه الفئة هي الأولى بالمسارعة إلى منحها جزءاً من زكاة المال. جانب قيمي ويورد حميد المنهالي (موظف) أنه يخرج زكاته بشكل منتظم وأنه يدرك أنها مهمة للفقراء وأنها بالفعل تحقق مبدأ التكافل الاجتماعي وأن الإسلام يرسخ بكل الصور، وأنه دائماً ينظر للجانب القيمي بحيث يدرب أطفاله الصغار على مثل هذه الفضائل، إذ اعتاد أن يجعل الصغار يقفون أمام بعض منافذ الهلال الأحمر في المساجد ومن ثم يدفعون ثم بعض الكوبونات الخاصة بالزكاة، موضحاً أن اعتاد الحديث معهم عن أهمية أن يتزكى المرء من ماله وعلى كل ما يجب عليه الزكاة لافتاً إلى أنه يشجعهم على هذا الفعل حتى يدركوا المعنى الحقيقي من التكافل بين الناس، ويوضح لهم أن ينتظر أن يحول الحول حتى يبدأ من جديد دفع الزكاة وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام. المرزوقي: الزكاة قسمان.. الأبدان والأموال أحمد السعداوي (أبوظبي) عن الزكاة وفضلها يقول الأستاذ الدكتور حسن محمد المرزوقي أستاذ الفقه بجامعة الإمارات، إنه لا بد في البداية من التنويه إلى أن الزكاة تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما: زكاة الأبدان وزكاة الأموال. فأما زكاة الأبدان ويقصد بها زكاة الفطر، وهي فريضة على المسلم سواء كان صغيراً أو كبيراً غنياً كان أم فقيراً، وهنا يلاحظ هنا أن هناك فرق بين زكاة الأبدان «زكاة الفطر» وزكاة الأموال في أن زكاة الأموال لا بد من أن يتوافر فيها شرطان أساسيان - النصاب وحولان الحول - أما زكاة الأبدان لا يشترط فيها هذا الشرط، بل لابد من إخراجها كل من كان في شهر رمضان أو حتى الطفل الذي يولد قبل غروب شمس آخر شهر رمضان، والحكمة في ذلك أن الإسلام يربي أمته على العطاء وليس الأخذ فقط - ففي زكاة الأموال الفقير يأخذ ، وفي زكاة الفطر يعطى حتى يتحقق فيه يد العليا خير من يد السفلى، ثم أن من حكمة زكاة الفطر تطهير الصائم من ما حصل له في صيامه كمثابة سجود السهو للمصلي. أما زكاة الأموال، فهي فريضة بنص القرآن والسُّنة وإجماع المسلمين تجب في أموال مخصوصة من الزروع والأنعام والتقدير مع وجود خلاف بين الفقهاء في أنواع أخرى من ممتلكات المزكي إذا كان ملكاً ونصاباً وحال الحول عليه. وورد لفظ الزكاة في القرآن الكريم مع الصلاة في أكثر من 80 آية ومن ذلك (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، «سورة البقرة: الآية 277». رعاية المحتاجين ويوضح الزكاة في الإسلام هي أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع حيث يعاد توزيع جزء معلوم مقدر ومقرر شرعاً من ثروات الأغنياء على الفقراء والمحتاجين، وقد عينتهم وحددتهم القرآن في ثمان فئات من المجتمع وهنا تظهر الحكمة من هذه الفريضة من عدة وجوه، منها: إنها طهرة لأموال المزكي من جهة وطهرة لنفس المزكي، حيث ينتشل المزكي من وصل الأنانية والطمع والحرص ومن عدم المبالاة بمعاناة الغير إلى روضة العطاء والبذل. وليس هذا فحسب، بل هي طهرة لنفس الفقير والمحتاج من الحسد والكراهية لأصحاب الثروات من حيث إن النفس تميل إلى الملك والتملك. فإذا طهرت نفس المزكي من الأنانية وطهرت الفقير من الحقد على أصحاب الأموال وثرواتهم أدّى ذلك إلى زيادة تماسك المجتمع وتكافل أفراده. وبذلك يتحقق القضاء على الفقر ومتعلقاته من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأخلاقية. حاجات الناس يقول كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: الزكاة ليس لها وقت محدد في الإخراج إلا حولان الحول عليها، ويجوز للإنسان إن أراد أن يخرجها في رمضان ولم يكن قد حال حولها فيه؛ أن يقدم إخراجها فيه ويحسبها عند تمام الحول، كما يجوز له أن يقدمها في سائر السنة إن رأى أن ذلك أنسب له مع حاجات الناس المتجددة والملحة عليه، فقد ذهب جمهور أهل العلم خلافاً للسادة المالكية إلى جواز تقديم الزكاة قبل تمام حولها، وأجازه السادة المالكية لشهر أو شهرين، ويبين أن الأصل في أداء الزكاة أن يخرجها الإنسان بنفسه، ولأهل البلد الذين يشاهدون المال ويتطلعون إلى نيل شيء منه لسد حاجتهم، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لمعاذ رضي الله عنه: «تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم» والمراد من ذلك أغنياء البلد وفقرائه، وإلى هذا ذهب الجمهور من أهل العلم، لا سيما مع حاجة أهل البلد، وحتى لا يتهم بعدم إخراجها، لكن أجاز بعضهم وهم السادة الأحناف وكثير من أصحاب المذاهب المتقدمين و المتأخرين إخراجها خارج البلد إن كان إخراجها لمن هم أشد حاجة وفقراً. حساب الزكاة يبين الواعظ أول بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أنس قصار أن الزكاة تجب على المسلم الحر المالك للنصاب، من أي نوع من أنواع المال الذي تجب فيه الزكاة، كالنَّعَمِ وَالنَّقْدَيْنِ وَعروض التِّجَارَةِ وَالْمُعَشَّرَاتِ، فأما النعم أو الأنعام «الماشية»، فالمقصود بها الإبل والبقر والغنم دون سائر الدواب، وأما النقدان فهما الذهب والفضة، وكذا تجب في عروض التجارة، وتجب أيضاً في المعشرات وهي مَا يَجِبُ فِيهِ الْعُشْرُ أَوْ نِصْفُهُ مِنْ حَبٍّ أَوْ تَمْرٍ، وكذا تجب في المعادن كالحديد ونحوه. وعن كيف يمكن حساب زكاة الأموال والمزارع وإخراجها يورد أن النصاب هو الحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، ويقدّر بالنسبة للذهب بـ «85» غرام من الذهب الخالص، وبالنسبة للفضة بـ «595» غرام فضة، فمتى بلغ المال النصاب مع بقية الشروط وجبت الزكاة بمقدار ربع العشر، أي: 2.5%، وهي النسبة الحاصلة من تقسيم المبلغ على «40». وأما نصاب الزرع أو الثمر فهو خمسة أوسق، لقول النبي: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»، (رواه الجماعة)، والوسق: ستون صاعاً بالإجماع، والصاع: أربعة أمداد، والمد: ملء اليدين المتوسطتين غير مقبوضتين ولا مبسوطتين، ويُقدّر بـ «430.08»غ. ومقدار الواجب فيما سقي بالآلات نصف العشر، وما سقي بالأمطار والأنهار ونحو ذلك مما لا مؤنة فيه العشر. لقول النبي: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ»، (البخاري».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©