الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراحم والتهادي يسعد القلوب.. ويروح عن الآخرين

التراحم والتهادي يسعد القلوب.. ويروح عن الآخرين
11 يونيو 2018 18:58
ماجدة محيي الدين (القاهرة) يطيب للإنسان أن يجد أخاه في جواره يسانده ويؤازره في السراء والضراء ولا تخلو الحياة من أحزان وهموم وعواصف تعترض طريقنا.. وفي سيرة النبي العديد من المواقف والقصص التي تبين أهمية العطف على الإنسان المبتلى سواء كان يعاني فقراً أو مرضاً أو حاجة من حوائج الدنيا أو مصاباً بإعاقة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه». ويؤكد د. شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن التراحم المجتمعي فيه ترويح عن النفس الإنسانية، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعطف على الفقراء، ويتعاطف مع المبتلين، ويحرص على مشاعرهم والتودد إليهم، وروي عنه صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً من البادية اسمه زاهر بن حرام، كان فقيراً وشديد الدمامة، لكنه كان يأتي إلى المدينة يزور النبي، وكان دائماً يحضر معه هدية من منتجات البادية، وكان النبي يهديه من المدينة أشياء مثل التمر أو الدقيق أو نحوها، وفي يوم جاء زاهر إلى بيت النبي في المدينة فلم يجده فذهب، وعندما عاد النبي قالوا له لقد جاء زاهر وسأل عنك، ثم مضى، ولم يستهن النبي بالرجل الفقير الدميم الذي ينفر منه الناس، لكنه أسرع إلى السوق يبحث عنه، فلما وجده اقترب منه بهدوء وأخفى عينه في مداعبة لطيفة وكأنه يسأله من أنا، والتفت الرجل وفوجئ بأن من يداعبه هو النبي، ثم وضع صلى الله عليه وسلم إحدى يديه فوق رأس الرجل، وأخذ ينادي قائلاً: «أيها الناس من يشتري هذا العبد؟»، فرد زاهر: بضاعة كاسدة يا رسول الله.. بضاعة كاسدة.. فرد النبي: يا زاهر إنك غالٍ عند الله». وعن الهدايا والمجاملات الاجتماعية، يقول الدكتور شوقي علام: الهدايا والصدقات والتبرعات من العطايا التي حبب فيها الشرع، ودعا إلى فعلها كوجه من وجوه البر، ومظهر من مظاهر الخير لما فيها من تأليف القلوب وتوثيق عرى المحبة وسد الحاجات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»، وكان يقبل الهدية ويدعو لقبولها، قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو اهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت». وهذا كله وغيره من وسائل الترويح عن الآخرين، فالترويح لا يقتصر على نفس الإنسان وحده.. بل يتعدى نفعه لغيره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©