السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زكاة الفطر?..? طهرة للصائم وطعمة للمساكين

زكاة الفطر?..? طهرة للصائم وطعمة للمساكين
11 يونيو 2018 19:00
حسام محمد (القاهرة) قال ابنِ عَبَّاسٍ: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الفِطرِ طُهرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعمَةً لِلمَسَاكِينِ، مَنْ أدَّاهَا قَبلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ، وَمَن أدَّاهَا بَعدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ». يقول الدكتور أسامة العبد، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر: من أهم خصائص الشريعة الإسلامية أن الله خص عباده بعد كل فريضة بمكافأة بهدف إشاعة الفرح بين المسلمين، وترسيخ روح التكافل، ولهذا نجد أن الدين الإسلامي شرع زكاة الفطر أو كما يسميها البعض زكاة الأبدان، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة، غنياً كان أو فقيراً، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فرض زكاة الفطر على المسلمين صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، قال أبو سعيد الخدري: «كنا نعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من اقط أو صاعاً من زبيب، وقد فسر أهل العلم الطعام بأنه البُر وفسره آخرون بأنه ما يقتاته أهل البلاد أياً كان، سواء كان بُراً أو ذرة أو دخناً أو غير ذلك، وهذا هو الصواب لأن الزكاة مواساة من الأغنياء للفقراء. يضيف د. العبد: من أهم فضائل زكاة الفطر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «طُهرة للصائم من اللغو والرفث»، تمحو ما قد يرتكبه المسلم في رمضان من منهيات شرعية في صيامه، ويقول العلماء إن زكاة الفطر هي المقصودة في قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى? * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى?)، «سورة الأعلى: الآيات 14 و15»، والراجح أن وقت إخراجها ليلة العيد إلى ما قبل الصلاة، وله أن يعطيها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين ولا يشرع تأخيرها بعد الصلاة، ولا تجزيء عنه، أما إخراجها يوم العيد فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: «... أمر بها أن تخرج قبل الصلاة»، والمقصود أنها في ليلة العيد، لأنها من شعائر يوم العيد، والمقصود بها تطهير الصائم بعد شهره، وإسعاد الفقراء في عيدهم. ويضيف د. العبد: للزكاة دور كبير في تحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم، فالله عز وجل قسم الأرزاق بين عباده حسب مشيئته، وفضل بعضهم على بعض في الرزق، فجعل منهم الغني والفقير والقوي والضعيف، وفرض على الأغنياء حقاً معلوماً ونصيباً مفروضاً يؤخذ منهم ويرد على الفقراء كيلا يكون المال دولة بين الأغنياء، وليحصل الفقراء على العيش الكريم، فالغني لا يمن بنفقته على الفقير، فالمال مال الله وهو الذي أوجب فيه حق النفقة والمواساة، وهذا من أروع صور التكافل، «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وزكاة الفطر تشريع مالي له صفة تعبدية واجتماعية، تسهم في بناء علاقات الود والسلام بين أفراد المجتمع الإسلامي، وتعمل على مكافحة الفقر والحاجة? ? والزكاة تكفر الخطايا وتدفع البلاء وتجلب رحمة الله. قال تعالى‎: (... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ...)، «سورة الأعراف: الآية 156».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©