الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خربة المفجر.. قصر عربي» .. المنتجع الشتوي للخلافة

«خربة المفجر.. قصر عربي» .. المنتجع الشتوي للخلافة
11 يونيو 2018 20:57
مجدي عثمان (القاهرة) «خربة المفجر .. قصر عربي في غور الأردن»، ترجع شهرته لاسم «قصر هشام»، حيث عثر في الحفريات العام 1936، على لوح مكسور من المرمر كُتب عليه اسم الخليفة هشام بن عبدالملك، إلا أنه لا يُعد نصاً تأسيسياً لتاريخ إنشاء القصر، إلا أن نسب القصر إلى هشام، لا يعني أنه سكنه، وقد طرأت تغييرات وتعديلات كثيرة على التصاميم والمخطوطات الأساسية في مراحل البناء، ما يدل على أن أعمال البناء ظلت مستمرة بعد وفاة هشام إلى أن دمرت المباني كلها بالزلزال الذي حدث في سنة 746م، وربما أن القصر والحمام يخصان الوليد بن يزيد، الذي تولى الخلافة بعد عمه هشام 743/‏‏744 م واتخذ القصر مقراً شتوياً. ويتكون الموقع من القصر ومجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والمسجد والقاعات الكبيرة المليئة بالأعمدة الأثرية، ومن الساحة الرئيسة ونافورة ضخمة وغرف ضيوف وخدمات للقصر والبهو ومبنى الحمام البارد أو السرداب، والحمام الكبير والمسجد وغرف للحرس، وهو عبارة عن طابقين مع أبراج مستديرة عند الزوايا، وقد استخدم القصر تبعاً لآراء الأثريين كمنتجع شتوي ومركزاً لإدارة الأراضي الزراعية التي قام اقتصادها على زراعة سهول أريحا الخصبة، وتم تزويد القصر وري السهول المحيطة بالمياه من نبعي النويعمة والديوك من بُعد، من خلال جسور المياه التي كانت تصب في بركة المفجر غرب القصر، وتتسع لما يزيد عن 8000 متر مكعب، حيث ظهر من الحفريات أن خربة المفجر كانت تزود بالمياه من ينابيع ثلاثة، هي: عين السلطان في موقع أريحا القديمة على بعد كيلو مترين، وعين الديوك وعين النويعمة على بعد أربعة كيلومترات، وكانت مياه العينين الأخيرتين تصرف في القصر والحمام والمسجد، وكانت المياه تُجمع في بركة قبل أن تسقط من ارتفاع حوالي 30 متراً، كشلال لتحريك طواحين مائية. وللقصر مدخل رئيس يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية، ويؤدّي المدخل إلى ساحة مكشوفة يُعرض فيها بعض قطع وبقايا أثرية خلفها الزلزال الذي ضرب المنطقة، ويقع شمال تلك الساحة بركة ماء بُلطت أرضيتها برسومات من الفسيفساء، وإلى الغرب من البركة والساحة المكشوفة يقع مدخل القصر الداخلي، ويؤدي إلى ساحة رحبة محاطة بغرف وقاعات.أما المسجد العام فيقع إلى الشمال من الرواق الشرقي، وتظهر في الجدار الجنوبي للمسجد حنية المحراب التي تشير إلى اتجاه مكة، وأغلب أجزاء المسجد مكشوفة، فيما عدا المنطقة القريبة من المحراب، حيث كان يتقدمها رواق معقود يستند على مجموعة من الأعمدة. ويصل ممر باتجاه الشمال بين مبنى القصر والحمام الضخم، والذي تتقدمه بركة ماء، ويتكون من قاعة مربعة المسقط طول ضلعها 30 متراً، وسقفت بقبة تستند على 16 دعامة، وزينت أرضيتها بزخارف من الفسيفساء، تتكون من 38 سجادة ذات تشكيلات هندسية ونباتية، وفي النهاية الشمالية للأرضية تصل إلى الديوان أو غرفة الاستقبال، وهي المكان الذي كان يستقبل الخليفة فيه كبار ضيوفه، والذي يوجد به أشهر وأجمل اللوحات الفسيفسائية، وتتألف من عدة تصاوير تشكّل أرضية متصلة تمتد على مساحة 827 متراً مربعاً، على شكل سجادة واحدة، وإلى جانب هذه الأرضية الضخمة، بعض الأطلال، ونجد متحفاً صغيراً يضمّ مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©