الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم أيمن.. قال عنها النبي «أمي بعد أمي»

11 يونيو 2018 21:00
القاهرة (الاتحاد) بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن الحبشية، لُقبت بـ «أم أيمن»، تزوجت عبيد بن الحارث الخزرجي فولدت له أيمن، فلما مات تزوجت الصحابي زيد بن حارثة، وأنجبت له أسامة، أسلمت وعاشت مراحل النبوة، وعاصرت الأحداث الإسلامية، وهبت نفسها لرعاية النبي صلى الله عليه وسلم وغمرته بعطفها وقامت على أموره وشؤونه، وقال عنها تكريماً لها: «أم أيمن، أمي بعد أمي». تشرفت بتربية النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما بلغ السادسة من عمره، وماتت أمُّه، قامت على حضانتِه، تَحنو عليه حنوَّ الأب والأم معاً، تُدخل السرور على قلبه بملاطفتها إياه حتى تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فأعتقها وخيرها بين البقاء معه حرة، وإنْ شاءت ذهبت، ففضلت البقاء بصحبته، وكلما رآها وتحدث إليها يناديها «يا أُمّه» ويقول: «هذه بقية أهل بيتي» دلالة على حبه لها، سألته ذات مرة أن يحملها، فقال لها مازحاً كي يدخل عليها الفرحة «لا أحمل إلا على ولد الناقة»، فقالت إنه لا يُطيقني ولا أريده، فقال ضاحكاً: «لا أحملك إلا على ولد الناقة»، فقالت: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟، فقال: وهل تلد الإبل إلا النوق. توفي زوجها عبيد بن الحارث، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تنعَم بالحياة وعمل على إسعادها وراحتها في ظل زوج كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَن سرَّه أن يتزوج امرأةً مِن أهل الجنة فليتزوَّج أم أيمن»، فتزوَّجها زيد بن حارثة وأنجبت له قائد الإسلام أسامة الذي مشَى في ركابه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه. رفع الله من شأنها عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد الودائع لأصحابها بعد استعداده للهجرة إلى المدينة، فكانت أم أيمن من الصحابيات مصدر ثقته، فأودع عندها الأمانات وأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بردها. خرجت في أثر النبي صلى الله عليه وسلم مُهاجرة إلى المدينة، شاركته في غزواته، وساعدت في تضميد الجرحى والتخفيف عنهم، وفي غزوة خيبر ضاقت الأرض بما رحبت ولم يثبت مع النبي إلا فئة قليلة، فأصابها الحزن من تشتيت وتمزيق المسلمين، فكان لها أثر خالد ودعاء صادق ورجاء في ربها، وهي تدعوه وتستعين به على النصر. بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كان يزورها الخليفة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فقال أبو بكر لعمر: سِرْ بِنا إلى أم أيمن، نزورها كما كان رسول الله يزورها، فلما رأتهما بكت، فقالا لها: ما يُبكيك؟ قالت: إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صار إلى خير مما كان فيه، ولكني أبكي لخبر السماء انقطع عنا، فجعلا يبكيان معها. توفيت في عهد ذي النورين عثمان رضي الله عنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©