الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حب الخير للناس» توجيه للأمة بالإيثار

«حب الخير للناس» توجيه للأمة بالإيثار
11 يونيو 2018 21:00
القاهرة (الاتحاد) قال أنس بن مالك رضي الله عنه، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». الحديث أصل عظيم في المحبة والنصح والإيثار ومعاملة الغير كمعاملة النفس، ومعنى قوله «لا يؤمن أحدكم» نفي لكمال الإيمان ونهايته والمراد لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان وكماله حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير، قال الإمام أحمد: لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير، والنفي قد يكون لأصل الإيمان لانتفاء بعض أركانه، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)، «سورة النساء: الآية 65». أو نفي لكمال الإيمان الواجب لانتفاء بعض واجباته قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه»، أو نفي لكمال الإيمان المستحب لانتفاء بعض مستحباته قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى تحقيق مبدأ التكافل والإيثار، وبيّن عوامل كمال الإيمان في حب الإنسان للآخرين حصول الخير الذي يحبه لنفسه، من حلول النعم وزوال النقم، وقال العلماء إن تحقيق هذا الكمال يتطلب سموا في التعامل، ورفعة في الأخلاق مع الغير. ودل الحديث على أن الإيمان المستحب أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه، فيأتيه بما يحب أن يؤتى به ويمنع عنه ما يحب أن يمنع عنه من الأذى وينصح له ويجتهد في أداء حقوقه واحترامه وتقديره والنظر في مصالحه. ومن تحلى بهذه الخصلة العظيمة كان مستحقاً لدخول الجنة، قال يزيد القسري إن رسول الله قال لي: «أتحب الجنة قلت نعم قال فأحب لأخيك ما تحب لنفسك»، فلما كان المسلم محسنا لإخوانه مشفقاً عليهم حريصاً على نفعهم جازاه الله بالإحسان في الآخرة، وإنما يقدر على هذه الخصلة ويقوى عليها من رُزق سلامة الصدر، ومن كان قلبه خالياً من الغل والغش والحسد سَره ما سَر أخاه وساءه ما ساء أخاه، ومن كان يحمل في قلبه الغل فإنه يمنع من هذا الخير لمنافاته لما في قلبه من السوء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©