الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: «أبناء زايد» يديرون أحدث أنظمة التسليح وأعقد التقنيات

محمد بن راشد: «أبناء زايد» يديرون أحدث أنظمة التسليح وأعقد التقنيات
6 مايو 2013 13:25
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الاحتفال بذكرى مرور سبع وثلاثين سنة على توحيد قوات الإمارات المسلحة، يعتبر احتفاء بإنجاز وطني يعيش معنا ويكبر فينا، مطالباً أبناء وبنات الوطن الذين يفخرون اليوم بدولتهم، ويعتزون بانتمائهم إليها، وينعمون بثمرات تقدمها وتطورها، أن يتذكروا أن طريق بناء دولة الاتحاد للوصول إلى ما هي عليه الآن، لم يكن مفروشاً بالورود. وتوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذه المناسبة، بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، معرباً عن تقديره لسموه قيادته الحكيمة لدولتنا، ودوره المهم في بناء صرح قواتنا المسلحة منذ لبناته الأولى، وقيادته لجهود تطويرها وتعظيم قدراتها، وسيظل هذا الدور حياً في ذاكرة وطننا وشعبنا، وسيفرد له تاريخنا صفحات مشرقة، تعلم أبناءنا وبناتنا وأجيالنا القادمة، الحكمة والإخلاص والقيم النبيلة والعطاء للوطن من دون حدود. وقال سموه في كلمة بمناسبة مرور سبع وثلاثين سنة على توحيد القوات المسلحة: “نحن اليوم ننعم بثمرات ملحمة الفوز في أكبر تحد واجهناه في بناء جيشنا الوطني، وها هم أبناؤنا وبناتنا يقودون قواتنا المسلحة بكفاءة واقتدار، ويشغلون كل الرتب، ويديرون أحدث أنظمة التسليح وأعقد التقنيات العسكرية، إنهم أبناء الشيخ زايد ومحور رؤيته التي تحققت في جيش وطني على أعلى مستويات التنظيم والجاهزية”. وأضاف سموه: “كان توحيد قوات الإمارات المسلحة ثاني أكبر التحديات التي واجهها آباؤنا المؤسسون بعد التحدي الأول لما اعتبره كثيرون أمراً مستحيلاً، وهو قيام الاتحاد، وقد قهر آباؤنا التحديين، فأقاموا دولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلقوا بها إلى أرحب الآفاق”. إنجاز وطني ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كلمة إلى مجلة “درع الوطن” بمناسبة الذكرى الـ 37 لتوحيد القوات المسلحة، فيما يلي نصها. ضباط وجنود قواتنا المسلحة البواسل .. أبناء وبنات وطني الكرام ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسعدني أن يتجدد اليوم لقاؤنا السنوي في ذكرى صدور قرار توحيد قواتنا المسلحة في السادس من مايو 1976، وتزداد سعادتي وأنا أرى وألمس تطور قواتنا المسلحة المتواصل سنة بعد أخرى، مترافقاً مع ما نحققه في وطننا من تطور ونجاحات وإنجازات في الميادين والمجالات كافة، فالحمد لله الذي هدانا إلى سواء السبيل، وكتب لنا التوفيق في أعمالنا، ومكننا من خدمة وطننا وشعبنا وأمتنا بما يحب ويرضى، وينفع عباده ويعمر أرضه. إننا أيها الإخوة والأخوات ونحن نحيي اليوم ذكرى مرور سبع وثلاثين سنة على صدور قرار توحيد قوات الإمارات المسلحة، فإننا نحتفي بإنجاز وطني يعيش معنا ويكبر فينا ويزداد عطاء وتألقاً كل يوم، فمع التوحيد صارت عملية بناء قواتنا المسلحة محوراً رئيساً في مسيرة نهضة وتقدم دولتنا وشعبنا، وأسهمت في تعزيز قدراتنا وخبراتنا وتحديد سبل تحقيق غاياتنا الكبرى وشق طريق التنمية المستدامة، فكانت علامة فارقة في نهج عملنا الوطني، أكدت جدارته وكفاءته وقدرته على تحقيق التراكم الكمي والنوعي في الإنجازات المادية والتنمية الإنسانية.. ما أطلق طاقات وطننا وشعبنا، ودفع بها إلى الأمام نحو الصفوف الأولى للناجحين والمتقدمين. الغبطة والفخر واليوم ومشاعر الغبطة والفخر تملأ نفوس أبناء الإمارات، وهم يحتفلون بقواتهم المسلحة مطمئنين إلى كفاءتها وجهوزيتها ويقظتها وعمق انتمائها للوطن وولائها للقيادة، أتوجه إلى شبابنا وشاباتنا وأطلب منهم التمعن في مسيرة بناء قواتنا المسلحة، ليستفيدوا من دروسها وخبراتها الثمينة، لأنها نموذج بالغ الوضوح لمسيرة نهضة بلادنا وشعبنا. أريد لأبنائنا وبناتنا الذين يفخرون اليوم بدولتهم ويعتزون بانتمائهم إليها وينعمون بثمرات تقدمها وتطورها..أن يتذكروا أن طريقنا للوصول إلى ما نحن فيه لم يكن مفروشاً بالورود، وإنما بالصعاب والتحديات..وأن نجاحنا لم يكن ليتحقق لولا استعدادنا لتحمل المشاق ومواجهة التحديات والتغلب عليها واشتقاق الفرص منها بالعمل المخلص والدؤوب والمنظم والمستند إلى رؤية تستلهم مصالح الوطن والمواطنين وتستوعب الواقع وتنطلق منه وبه فتحول الأماني والأحلام إلى إنجازات ملموسة وحقائق معاشة، ولنا في قواتنا المسلحة التي نحتفل بها اليوم النموذج والمثال الذي تجسدت فيه كل مقومات الرؤية القيادية الصائبة، وكل متطلبات تنفيذها بإتقان وامتياز. لقد كان توحيد قوات الإمارات المسلحة ثاني أكبر التحديات التي واجهها آباؤنا المؤسسون بعد التحدي الأول لما اعتبره كثيرون أمراً “مستحيلاً”، وهو قيام الاتحاد، وقد قهر آباؤنا التحديين، فأقاموا دولة الإمارات العربية المتحدة وانطلقوا بها إلى أرحب الآفاق..وفي مثل هذا اليوم منذ سبعة وثلاثين عاماً اتفقوا على توحيد قوات الإمارات، وكان الاتفاق إنجازاً ضخماً بمقاييس ظروفنا ومعطيات واقعنا في السنوات الأولى من عمر دولتنا، وبصدور القرار، رفع آباؤنا المؤسسون واقعنا السياسي المحلي إلى مستوى آمالهم وطموحاتهم في بناء الدولة القوية المنيعة، ووجهوا رسالة لكل من يعنيه الأمر في الداخل والخارج، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة الناشئة تتمتع بالحيوية اللازمة لتوطيد أركانها وتطوير نفسها. طريق طويل ولم يكن قرار التوحيد سوى خطوة أولى في طريق طويل لا نهاية له، وقد أكرمني الله وأخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن شاركنا آباءنا المؤسسين في شق هذا الطريق منذ بدايته، فارتبطنا بمسيرة توحيد وبناء القوات المسلحة، وواكبنا مراحل تطورها، وتعلمنا من قائدها الأعلى دروساً مهمة في القيادة ومواجهة التحديات. وأتذكر أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد قال لنا بعد أسبوعين من صدور القرار، إن ما أنجزناه بقرار توحيد قوات الإمارات هو الجزء السهل في العمل الذي ينتظرنا وكان ذلك في أول اجتماع للقيادة العليا للقوات المسلحة ترأسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في مقر القيادة يوم الثاني والعشرين من مايو 1976، وشارك فيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “نائب القائد الأعلى لقوة دفاع أبوظبي” آنذاك، وأنا بصفتي “وزير الدفاع وقائد قوة دفاع دبي” آنذاك. وفي ذلك الاجتماع حدثنا قائدنا الأعلى عن رؤيته لبناء جيش وطني عصري، وأبلغنا أنه سيتابع بنفسه عملية البناء، وأكد ضرورة تنويع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على مصدر واحد، وقال إنه يتطلع إلى اليوم الذي تسد فيه صناعاتنا الوطنية جانباً من احتياجاتنا العسكرية، وطلب منا تكثيف جهود إعداد الكوادر والقيادات العسكرية الوطنية، وأبلغنا أنه خلال جولاته الميدانية ولقاءاته مع شيوخ القبائل كان يحثهم على تشجيع أبناء قبائلهم للانضمام إلى القوات المسلحة والالتحاق بالمدارس العسكرية، وأنهم استجابوا وأبدوا الرغبة والاستعداد وأمرنا سموه، الشيخ خليفة وأنا، بالاجتماع أسبوعياً لتسيير أعمال رئاسة الأركان التي أنشئت بموجب قرار التوحيد. خلال الاجتماع وبعده، أدركنا أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا في عملية بناء قواتنا المسلحة هو إعداد الكوادر الوطنية في أسرع وقت ممكن، كان النقص فادحاً والاحتياجات كبيرة في الرتب كافة، فيما مواردنا البشرية المتاحة شحيحة، وكنا ندرك أن توفير أنظمة التسليح واستكمال المنشآت العسكرية أمران مقدور عليهما خلال سنوات قليلة، بينما إعداد الكوادر يستغرق وقتاً، وتكوين الرتب العليا والقيادات يستغرق وقتاً أطول، ولكن لا بد مما ليس منه بد، فكانت برامج التعليم والتأهيل والتدريب تسابق الزمن، وتدفقت أفواج الخريجين والخريجات إلى القوات كافة، وتدرجت إلى أعلى الرتب. ملحمة الفوز وها نحن اليوم ننعم بثمرات ملحمة الفوز في أكبر تحد واجهناه في بناء جيشنا الوطني، وها هم أبناؤنا وبناتنا يقودون قواتنا المسلحة بكفاءة واقتدار، ويشغلون كل الرتب ويديرون أحدث أنظمة التسليح وأعقد التقنيات العسكرية، إنهم أبناء الشيخ زايد ومحور رؤيته التي تحققت في جيش وطني على أعلى مستويات التنظيم والجاهزية والانضباط، ومعاهد عسكرية متخصصة تضاهي أرقى مثيلاتها في العالم، وبنية عسكرية تحتية عصرية..أما السلاح فمصادره متنوعة، ومن بينها صناعاتنا الوطنية التي باتت تلبي جانباً من احتياجات جيشنا، وتصدِّر إنتاجها إلى دول أخرى. تقدم مسيرة بناء قواتنا المسلحة نموذجاً ساطعاً لنهجنا في العمل الوطني، وإيماننا بأن المواطن هو غايته ووسيلته، فقد تواكب التنظيم العصري لجيشنا الوطني وتسليحه المتقدم مع بناء الكوادر الوطنية وتكوين القيادات، ما مكننا خلال فترة قياسية من إنجاز التوطين الكامل لكل الرتب، وفي كل الأسلحة والتخصصات، وعلى خط مواز حققنا هذه المواكبة في ميادين ومجالات العمل الوطني الأخرى، وفي مقدمتها أجهزة الشرطة والأمن العام، وهي تسير على طريق التحقق في بقية أجهزتنا ومؤسساتنا، وبتوفيق الله وهمة الشباب ستكمل في المستقبل القريب. سلك الجندية أيها الضباط والجنود: لقد فزتم بشرف الانتساب إلى سلك الجندية وأثبتم بإخلاصكم وكفاءتكم وعمق ولائكم وانتمائكم وانضباطكم وجاهزيتكم وحسن تنفيذكم لأداء المهام التي تكلفون بها، أنكم جديرون بهذا الشرف، أريد منكم أن تكونوا دائماً كما عهدناكم أوفياء للقسم أمناء للعهد مواكبين للجديد والمتطور من نظم السلاح والتدريب، فالحياة مسيرة تعلم مستمر، والمعرفة مصدر قوة والاستعداد مفتاح الإتقان والتفوق والفوز. وأريدكم دائماً أن تظلوا كعهدي بكم متأهبين متوثبين ومحافظين على لياقتكم الذهنية والجسدية وجاهزية سلاحكم ومعداتكم وعتادكم، فقدرنا أن نعيش في عالم مضطرب لا يعرف الصداقات الدائمة ولا العداوات الدائمة، بل فقط المصالح الدائمة، وقدرنا أن نعيش في إقليم مكلوم بالحروب والنزاعات والأوهام والمغامرات والحسابات الخاطئة، وبمقدار ما نحن مطمئنون إلى سياستنا ومتمسكون بنهجنا السلمي وسعينا إلى أفضل علاقات الصداقة والتعاون مع كل دول العالم، بمقدار ما يجب أن نكون أقوياء ومستعدين وجاهزين لصون سيادتنا واستقلالنا والحفاظ على أمن واستقرار ومقدرات وطننا وشعبنا، فالضعف يغري الطامعين، والاسترخاء يغري المتربصين، وثمن السلام والأمن والاستقرار هو دائماً القوة الرادعة والاستعداد الناجز، والله عز وجل يأمرنا بامتلاك هذه القوة وهذا الاستعداد لمواجهة الأخطار المحسوبة وغير المحسوبة، بسم الله الرحمن الرحيم: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم” صدق الله العظيم. حماية الوطن أيها الضباط والجنود..أيها المواطنون الكرام. من حقنا اليوم أن نزهو ونفتخر بكفاءة وقدرة قواتنا المسلحة ونهوضها بمسؤولياتها في حماية الوطن وحفظ الأمن والاستقرار في ربوعه..وقبل ذلك من واجبنا أن نتوجه في هذه الذكرى المباركة بالشكر والتقدير إلى أصحاب الفضل الذين كتبوا ملحمة بناء جيشنا الوطني وأجهزتنا الأمنية، وأتذكر معكم اليوم بكل التقدير والإجلال والدنا ومعلمنا ومؤسس نهضتنا وأول قائد أعلى لقواتنا المسلحة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورفيق دربه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما الآباء المؤسسين طيب الله ثراهم جميعاً. رئيس الدولة وأتوجه معكم بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، مقدرين لسموه قيادته الحكيمة لدولتنا، ودوره المهم في بناء صرح قواتنا المسلحة منذ لبناته الأولى، وقيادته لجهود تطويرها وتعظيم قدراتها.. وسيظل هذا الدور حياً في ذاكرة وطننا وشعبنا، وسيفرد له تاريخنا صفحات مشرقة تعلم أبناءنا وبناتنا وأجيالنا القادمة الحكمة والإخلاص والقيم النبيلة والعطاء للوطن من دون حدود. وأحيي في هذا المناسبة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أمضى زهرة شبابه في صفوف قواتنا المسلحة، وقاد من الميدان تطويرها وتسليحها وتكوين كوادرها وقياداتها، وما زال يسهر على تقدمها ويتابع شؤونها واحتياجاتها كافة، لتظل دوماً درع الوطن القوية وسيفه البتار وحصنه المنيع. ولكم أيها الضباط والجنود، ولزملائكم الذين سبقوكم في ميدان البطولة والفداء، تهنئتي وتقديري، فأنتم من أعطى الذكرى حياة دائمة ومنحها البهاء والتألق.. أرجو لكم دوام التوفيق، ودائماً إلى العلا وإلى الأمام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©