محمد حامد (دبي)
قد يكون من المبكر الدخول في حمى ترشيحات الأندية التي يمكنها الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولكن يحسب لمان سيتي تقديم أوراق اعتماده منافساً على اللقب القاري بعد فوزه برباعية دون مقابل على بروسيا مونشنجلادباخ الألماني في مستهل مشوار البطولة، وتحديداً في المباراة الأولى بمرحلة المجموعات.
فقد تألق «البلو مون» وأصبح يتمتع بالشخصية القوية في البطولة القارية، وهو الذي كان يشارك في نسخها الماضية دون أن يحظى بثقة جماهيره، أو يثير مخاوف المنافسين. وجاء الفوز الكبير على الفريق الألماني باستاد الاتحاد والأداء المقنع، ليؤكدا أن سيتي بدأ فعلياً رحلة البحث عن نهائي كارديف الذي يقام باستاد «الألفية» في ويلز 3 يونيو المقبل.
انتصار سيتي تحقق في ليلة تاريخية للمدير الفني بيب جوارديولا ومهاجم الفريق وهدافه سيرخيو أجويرو، والأمر لا يتعلق بالأداء التكتيكي المبهر للمدرب الإسباني، أو القدرات التهديفية للنجم الأرجنتيني، بل بالأرقام التي حققها كل منهما في ليلة الفوز على مونشنجلادباخ برباعية بيضاء.
جوارديولا دخل تاريخ مان سيتي على الرغم من أنه بدأ العمل معه قبل عدة أسابيع فقط، فقد أصبح بيب هو أول مدرب في تاريخ مان ستي يحقق الفوز في أول 7 مباريات، دون أي تعادل أو خسارة في مختلف البطولات، واللافت أنه قدم أوراق اعتماده منافساً حقيقياً على لقبي الدوري ودوري الأبطال، كما سجل الفريق في المباريات المذكورة 21 هدفاً ودخل مرماه 7 أهداف، وهي إحصائية توضح فلسفة بيب الذي يفضل الكرة الهجومية الجذابة دون إهمال للجانب الدفاعي.
أما أجويرو صاحب الثلاثية في شباك الفريق الألماني، والذي لعب دور البطولة في فوز سيتي برباعية نظيفة، فقد أصبح ثانياً على قائمة نجوم الأرجنتين الأكثر تهديفاً في دوري الأبطال برصيد 25 هدفاً مشاركة مع النجم السابق هيرنان كريسبو، فيما يستأثر النجم الأشهر ليونيل ميسي بالصدارة بـ86 هدفاً.
وبعد أن تألق أجويرو بثلاثيته، حظي بالإشادة من جوارديولا الذي وصفه بأنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، فقد شارك النجم الأرجنتيني في 5 مباريات تحت قيادة المدرب الإسباني نجح خلالها في تسجيل 9 أهداف، وهو معدل تهديفي يجعله يقف على قدم المساواة مع أفضل المهاجمين في العالم.
وقال جوارديولا عقب المباراة ممتدحاً أداء أجويرو وعرض الفريق بشكل عام: إنه أحد أفضل المهاجمين الذين عملت معهم، لديه قدرات خاصة تظهر داخل منطقة الجزاء، أجويرو يظل واحداً من المهاجمين أصحاب القدرات الخاصة على المستوى العالمي، أما أداء الفريق فقد كان رائعاً، إنه العرض الأكثر اكتمالاً للفريق منذ بداية مهمتي معه، وأنا سعيد لأننا بدأنا في تقديم هذا المستوى.
وعلى الرغم من إشادته بفريقه، فإن جوارديولا استمر في محاولات رفع الضغط عن نجومه، حينما أكد أن مان سيتي لن يتمكن من المنافسة على اللقب في حال لم يتطور أكثر من ذلك، مضيفاً: في اللحظة الراهنة، لا يمكنني القول إن مان سيتي أصبح مؤهلاً لمنافسة أفضل أندية أوروبا.
وطالب جوارديولا جماهير مان سيتي بالتوقف عن إطلاق صافرات الاستهجان ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والحرص على دعم الفريق بعيداً عن هذه الأجواء، وتابع: نحن هنا لكي نصنع تاريخاً لمان سيتي يتحدث عنه الجميع، لم أكن مدرباً للفريق حينما حدثت هذه المشكلات مع اليويفا، وهو الأمر الذي يجعل الجماهير تطلق صافرات أثناء عزف موسيقى البطولة، أريد من جماهيرنا الاستمتاع بالبطولة ومبارياتها.
من ناحيته امتدح روي كين نجم مان يونايتد السابق مدرب مان سيتي، مشيراً إلى أنه يستحق لقب «سبيشل ون»، في إشارة إلى أن اللقب التاريخي لجوزيه مورينيو أصبح مستحقاً لجوارديولا، وتابع كين في تحليله لفوز سيتي الكبير برباعية على الفريق الألماني: اثنان من المدربين في مدينة مانشستر يتمتعان بالشهرة والمكانة، ولكنني أعتقد أن بيب «سبيشل ون».
عدد اليوم
