الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جيتس يدعو للقضاء على «الملاذات الآمنة» لـ«طالبان»

جيتس يدعو للقضاء على «الملاذات الآمنة» لـ«طالبان»
22 يناير 2010 02:10
حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أمس، من انه يجب القضاء على ملاذات حركة “طالبان” على الحدود الباكستانية-الأفغانية والا فإن الدولتين ستشهدان “المزيد من الهجمات الدموية” مشدداً على أن الفصل بين “طالبان” الباكستانية والأفغانية، لا يأتي بنتائج ايجابية وان هناك ضرورة للضغط على الحركة على جانبي الحدود. تزامن ذلك مع تعرض الحكومة البريطانية لانتقادات بسبب أنباء عن تراجع تمويلها لعمليات مكافحة الإرهاب في باكستان بصورة كبيرة، على خلفية تراجع قيمة الجنيه الاسترليني. وشدد الوزير الأميركي في مقال كتبه في صحيفة “ذي نيوز” الباكستانية قبيل وصوله إلى إسلام آباد في زيارة لم يعلن عنها من قبل، على التزام واشنطن بمساعدة باكستان وأشاد بالهجمات العسكرية التي شنها الجيش على حركة “طالبان” الباكستانية خلال الأشهر الماضية. لكن مسؤولون أميركيون أوضحوا ان واشنطن تريد من إسلام آباد أيضا، ان تستهدف حركة “طالبان” الأفغانية التي تنشط داخل اراضيها والمسلحين المرتبطين بـ”القاعدة” في المنطقة القبلية الخارجة عن سلطة القانون شمال غرب البلاد. وقال جيتس الذي يزور إسلام آباد ليومين قادما من نيودلهي، إنه سيستفسر من القادة الباكستانيين حول الخطط المحتملة لتوسيع العملية العسكرية على المتمردين الإسلاميين في المنطقة الحدودية شمال غرب البلاد، مشيداً بهجمات الجيش الباكستاني على”طالبان” وأكد أنها “ادت بالقاعدة وغيرها من الإرهابيين الذين يثيرون قلقنا، إلى الفرار من ملاذاتهم الآمنة”. وهذه أول زيارة لجيتس إلى باكستان بعد تولي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة، وهي تعتبر باكستان طرفاً أساسياً في مواجهتها المتشددين الناشطين في المنطقة. وأوضح المسؤولون الأميركيون ان وشنطن تتوق لرؤية باكستان تستهدف “طالبان” الأفغانية ضمن حدودها ومقاتلي “القاعدة” الذين يتخذون من المنطقة القبلية مركزا للتخطيط لهجماتهم في أفغانستان. وقال جيتس إنه سيسأل القادة الباكستانيين حول خطط توسيع حملتهم إلى وزيرستان الشمالية، معقل “القاعدة” وشبكة “حقاني” التي سبق ان هاجمت قوات الحلف الأطلسي والقوات الأميركية التي تواجه “طالبان” في أفغانستان. وقال جيتس للصحفيين على متن طائرته التي انطلقت من نيودلهي “اعتقد انني سأسألهم ببساطة ما هي مخططاتهم” لوزيرستان الشمالية، مضيفا انه تلقى معلومات حول التخطيط لدخول المنطقة “في وقت لاحق هذا العام”. وأطلقت باكستان عدة هجمات على معاقل “طالبان” الباكستانية العام الفائت، حيث أكد جيتس ان واشنطن مستعدة لتقديم التدريب والعتاد لكن قرار وتيرة أي حملة يعود إلى باكستان. ورداً على تصريحات جيتس قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال اثار عباس، إنه “سيستغرق بين 6 أشهر وسنة لإحلال الاستقرار بالكامل” في وزيرستان الجنوبية، محور عمليات الجيش حاليا. وتابع ان وزيرستان الجنوبية التي تضم حاليا 30 ألف جندي، ينبغي ضمان أمنها قبل شن اي هجوم جديد. ورفض عباس الانتقادات التي اتهمت باكستان بالبطء في التحرك ضد شبكة حقاني، مشيرا إلى ان وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي ايه” فشلت في تقديم “معلومات استخبارية يمكن التحرك على أساسها”. كما وشدد جيتس في مقال كتبه في صحيفة “ذي نيوز” الباكستانية أمس، على ان التفريق بين مختلف المجموعات المتطرفة “يأتي بنتائج عكسية”. وتابع في المقال “من المهم الإشارة الى ان طالبان الباكستانية تعمل بالتعاون مع طالبان في أفغانستان والقاعدة، وبالتالي من المتعذر الفصل بين هذه المجموعات”. وأضاف في افتتاحيته “ان الملاذات الآمنة وبحسب المراجع التاريخية، لكل من حركتي طالبان على أي جانب من الحدود، ستؤدي على المدى الطويل إلى هجمات أعنف في الدولتين”. وتأتي زيارة جيتس وسط توتر دبلوماسي بين البلدين حيث تقوم طائرات أميركية بدون طيار، بضربات صاروخية في منطقة القبائل، ما يغذي المشاعر المناهضة للأميركيين ويثير تنديدات الحكومة علنيا. وأفاد مسؤولون في البعثة المرافقة ان جيتس يريد طمأنة الباكستانيين شعبا وقيادة بأن الولايات المتحدة لن “تدير ظهرها” لهم كما حصل في الماضي. وقال إن واشنطن فقدت اهتمامها بالمنطقة بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان، فخسرت ثقة القوات المسلحة الباكستانية بعد حظر أميركي لتقديم المساعدات العسكرية بسبب برنامج إسلام آباد النووي في التسعينيات. والتقى جيتس قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني ووزير الدفاع أحمد مختار ورئيس الاستخبارات الجنرال أحمد شوجا باشا كما أجرى في وقت لاحق، محادثات مع الرئيس آصف علي زرداري. وتندرج الزيارة في اطار مجهود واسع النطاق لتجاوز ما يسميه المسؤولون من الطرفين “نقصا في الثقة” بين البلدين. وكان جيتس حذر في نيودلهي أمس الأول، من سعي جماعات مسلحة، إلى زعزعة المنطقة بكاملها والتسبب بحرب بين باكستان والهند النوويتين. إلى ذلك، أكد وليم هايج، المتحدث باسم حزب المحافظين للشؤون الخارجية في بريطانيا، أن “باكستان حددت بأنها أحد أهم المصادر للتهديد الإرهابي في بلدنا” معتبراً أن “تخفيض المصاريف البريطانية المخصصة لبرامج مكافحة الإرهاب في باكستان، بسبب سعر صرف العملة ليس المثلى لانتهاج سياسة خارجية فعالة”. وجاء ذلك، بعد إعلان وزيرة الدولة البريطانية لشؤون أوروبا جلينيس كينوك مساء أمس الأول، أن انخفاض قيمة الاسترليني أرغم وزارة الخارجية على إجراء استقطاعات في برامجها خصوصاً برامج مكافحة الإرهاب التي اقتطعت منه حوالي 180 مليون دولار.
المصدر: إسلام آباد، لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©