الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باص التلاميذ الصغار مخاطر محتملة ومخاوف مشروعة

باص التلاميذ الصغار مخاطر محتملة ومخاوف مشروعة
26 أكتوبر 2008 23:06
تتحول الباصات المخصصة لنقل الأطفال في مرحلة الحضانة إلى وسائل خطر متحركة، إذا لم يتوخ سائقوها الحذر، ويبذل المشرفون عليها أقصى جهودهم في سبيل توفير السلامة للبراعم الصغيرة· وبقدر ما توفر باصات النقل على الأهالي مشقة الاستيقاظ الباكر والاستئذان من الدوام وقت الظهر لإيصال الأطفال إلى الحضانات، بقدر ما تلامس الخطورة في طريقي الذهاب والعودة وما بينهما ولاسيما أن حركة الأطفال وسلوكياتهم في المرحلة العمرية ما بين 3 و5 أعوام تكون غالبا ''تلقائية وغير محسوبة العواقب''· يتكرر المشهد صباح كل يوم في الشوارع العامة وبين الأحياء السكنية، أطفال يستعدون للتوجه الى المقاعد الدراسية حاملين على ظهورهم حقائب من مختلف الأحجام· لكن القصة تبدأ ما أن يدخل الصغار باب تلك الباصات· ويعتبر سائق الباص إبراهيم شارول إن مهمة إيصال التلاميذ إلى مدارسهم، مسؤولية كبيرة ولا يمكن التهاون فيها''· ويقول ''في كل يوم أجلس فيه خلف المقود أضع في تفكيري الحفاظ على الجميع وردهم بالسلامة إلى ذويهم· فهم أمانة بين يدي ولابد أن أحافظ عليها''· ويبين شارول أنه عادة ما يلتزم بالسرعة المحددة تفاديا لأي تصادم قد يعرض الركاب إلى الخطر لكنه في المقابل يلوم بعض السائقين على تهورهم، قائلا:''لا يمكن أن ننكر وجود باصات تتنقل بشكل عشوائي من خط الى آخر معرضة حياة من بداخلها الى الخطر، وخصوصا صغار السن''· من جهته، يشدد عبدالله خان، الذي يعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، على ضرورة الانتباه جيدا ليس فقط أثناء القيادة، وإنما كذلك ما قبل الانطلاق وعند الرجوع الى الخلف، وأثناء عملية الركن أو التوقف الفجائي· ويقول:''من يعمل وسط أطفال قد لا يتعدى طول قاماتهم مستوى ارتفاع دولاب الباص، لا بد أن يتوخى الحذر ويتوقع دائما الأسوأ''· ويشير إلى حادثة وقعت مع أحد زملائه عندما ''دهس بطريق الخطأ طفلا لا يتجاوز الرابعة من العمر والسبب أنه لم يلحظه بالمرآة فيما كان يهم الرجوع بالباص الى الخلف''· مهمة صعبة وغالبا ما تكون الباصات، المخصصة لصفوف مرحلة الحضانة، صغيرة الحجم نسبيا، وتضم لكل مقعد منفصل حزام أمان يضمن عدم تحرك الصغير من مكانه· وللحفاظ على سلامة التلامذة الجدد، يوجد في كل باص مساعدة مناوبة تتفقد الركاب الصغار صباحا وظهرا· ومن واجباتها أن تعمل على حفظ النظام داخل الباص، وألا تغادره قبل التأكد من أن الجميع نزلوا بأمان من مقاعدهم ولم يبق فيه أحد· وتذكر ماري، التي ترافق يوميا سائق الباص في جولتيه: ''أكثر ما يشغلني هو مساعدة الأطفال على الصعود بحذر الى الحافلة، وعدم التهور والركض السريع أثناء نزولهم منها· وهذه المهمة ليست سهلة لأنني أراقب أكثر من 25 طفلا دفعة واحدة وجميعهم غير مدركين لمعنى الخطر''· التواصل ضرورة درجت العادة أن يتم في الأسبوع الأول من بدء السنة الدراسية تسجيل التلاميذ في نقليات المدرسة عبر مكتب التسجيل، الذي يقوم بدوره بإرسال الأسماء المسجلة لديه إلى قسم النقل· وعندها يعمد مسؤول النقل الى فرز الأسماء بحسب المناطق، ووفقاً لخطة سير ''مدروسة'' تراعي سهولة وصولهم إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن· وعلى الأهالي إخبار إدارة المدرسة عن أي تغيب طارئ لولدهم من باب الحرص على تنظيم جدول الحضور داخل الباص· وتلافيا لأي خطأ يكون بسيطا لكن قد لا تحمد عقباه، من الضروري أن يكون باب التواصل ما بين المدرسة والسائقين مفتوحا للتأكد من سلامة التلاميذ الركاب ووصولهم بأمان· إلى ذلك، تقول نجوى الرامي:''لا بد من وجود متابعة مستمرة ما بين مختلف أقسام المدرسة ولاسيما بين المسؤول عن خدمة النقليات والقائمين على مكتب الإدارة لإبلاغهم صباح كل يوم بأعداد التلامذة الذين أقلهم· وفي الوقت نفسه من الضروري أن يبلغ الأهالي المدرسة عن عدد الأيام التي سيتغيب فيها ابنهم عن المدرسة، كي يشطبوه من قائمة ركاب الباص أثناء غيابه ويعاودوا أدراجه فيها بعد عودته''· الحذر مطلوب وتعبر أم ناصر عن مخاوفها من باصات الحضانة قائلة: ''لو كان الأمر راجعا لي لفضلت أن أوصل أبنائي بنفسي إلى المدرسة، لكن دروبهم بعيدة واصطحابهم بسيارتي يعني أن أعلق وسط الازدحام المروري وبالتالي سأتأخر عن الدوام كما سيتأخرون هم''· وتفسر أم ناصرعدم ارتياحها لأداء الباص، شارحة ''في سنوات الدراسة الأولى كانت تجول في بالي أفكار كثيرة عما اذا كان أبنائي بأمان وهم يتنقلون مع سائق غريب بين الشوارع، لكني مع الوقت هدأت نسبيا· فالكبار باتوا أكثر ادراكا من قبل وأنا أوصيهم أن ينتبهوا قدر المستطاع الى أختهم في صف الحضانة''· وبلهجة فيها الكثير من الحذر تورد زينب سالم أنها ''لا تطمئن أبدا لارسال ابنتيها الى المدرسة بواسطة الباص''· وتقول: ''لا أضمن أن يحدث لأي منهما مكروه خصوصا أنهما ما زالتا تحت السادسة من العمر ولا يشغلهما سوى اللعب''· وهي تعترض على ''القيادة بتهور لبعض السائقين الذين ينسون بلحظة عصبية أنهم ينقلون أطفالا أبرياء لا ذنب لهم لا بزحمة السير ولا بكثرة الإشارات الضوئية''· ضحية استهتار تناقلت الأوساط المجتمعية مع اليوم الأول من بداية السنة الدراسية قصة الطفل البحريني، الذي لم يتجاوز الخامسة من العمر، والذي قضى بعد أن ترك وحيدا في الحر داخل باص لنقل الطلاب نحو4 ساعات· وصفت حالة الطفل بالحرجة حين تم نقله إلى قسم العناية بالأطفال· وكان سائق الباص قد عثر على الطفل ممددا في المقعد الخلفي عند الساعة 12 ظهراً عندما عاد لينقل الطلاب من الروضة التي كان قد أقلهم إليها صباحاً فهرع إلى طلب الإسعاف لنقله إلى المستشفى· وكان الطفل قد غفا داخل الباص بعدما استقله باكرا من البيت ولم يلحظ السائق أو المعلمة المرافقة أن الطفل كان لايزال نائماً عندما نزل الأطفال من الباص· والطفل على ما يبدو قد استيقظ في وقت لاحق بعدما تركه الجميع وحيدا وأصيب بحالة من الهلع والبكاء الشديد قبل أن يغمى عليه·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©