السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خديجة المعمري: في الفريج.. كانت تجمعنا مائدة إفطار واحدة

خديجة المعمري: في الفريج.. كانت تجمعنا مائدة إفطار واحدة
11 يونيو 2018 21:37
هناء الحمادي (أبوظبي) أجادت فن الطبخ بعمر 9 سنوات، حيث دفعتها أنامل جدتها التي تبدع الأكلات الشعبية، إلى الدخول في عالم الطبخ منذ الصغر، ومع هذا العشق الذي توغل إلى طريق المدرسة في حصة التربية المنزلية، تطور ذلك إلى إعداد الأكلات الإماراتية بمختلف أنواعها من حلويات وأطباق شهية تفوح منها رائحة التراث القديم. إنها خديجة هلال المعمري، المحكمة في بطولة دبي العالمية للضيافة والمشاركة في برنامج سنيار الذي يذاع على قناة دبي في فقرة الطبخ، والتي تبدع كل طبق يحمل بصماتها ومذاقها حين ينتقل من فريج إلى فريج، حتى تمكنت من الحصول على شهرة واسعة في الإمارات نتيجة إتقانها فنون وإعداد الأكلات الشعبية التقليدية الشهيرة. محبة وتواصل المعمري عاشت أجواء رمضان سابقاً حيث تستذكر تلك الأيام الجميلة، وروح التعاون بين نساء الفريج عند الإعلان عن قدوم ضيف عزيز على القلوب وهو «شهر رمضان»، الذي تفوح منه رائحة المحبة والتراحم. وتقول «رمضان زمان لا يمكن تعويضه أبداً، حيث كنا ننتظر قدوم هذا الشهر الفضيل بفارغ الصبر لما يتميز به من المحبة والتواصل والزيارات ما بين «الفرجان»، ولمّ شمل الأهل على مائدة واحدة على الرغم من أن الحياة وقتها كانت بسيطة ولكن كنا نتحمل ونصبر ونسعد بصوم الشهر الفضيل». وتضيف: كنا صغاراً على الصيام ومع ذلك كنا نفرح بقدومه، وكان أول أيام رمضان بمثابة عيد لدى أهالي المنطقة، وتبدو فترة بعض الظهر الأكثر نشاطاً بالنسبة للناس، حيث ينشغل الأطفال بلعب «التيلة» في الفريج، كما كانت للفتيات ألعابهن الخاصة مثل «الحجلة». ورغم قساوة الظروف في ذلك الوقت، تؤكد المعمري أن أهل الحي جميعاً كانوا يعيشون كأسرة واحدة، وكانت النساء يتعاون في إعداد مائدة رمضان، التي يتحلق حولها أهل الحي، فكل واحدة من نساء الحي كانت تعد طبقاً وتحضره إلى مائدة الإفطار المشتركة، كما كان الرجال يجتمعون على سفرة إفطار واحدة أيضاً، فلا يأكل الجار وجاره جائع، أما هذه الأيام فقد تغير الناس، الجار لا يعرف جاره، ويكتفي بإلقاء تحية رسمية عليه إن قابله مصادفة. أجواء العيد هذه المحبة التي تجمع أهل الفريج، كانت تظهر في وجوه الجميع عندما يبدأ الاستعداد لاستقبال العيد، حيث كان الرجال والصبية يجهزون الكنادير الجديدة، بينما الفتيات يرتدين ملابس تراثية، والعيدية لم تكن سوى نصف درهم أو درهم، وكان هذا المبلغ بالنسبة لنا كبيراً ويعني لنا الكثير، ورغم أن العيدية زهيدة، إلا أن الأطفال كانوا يشعرون بالسعادة والسرور بالحصول عليها. وتضيف: للعيد أيام زمان نكهته وللعيد في الحاضر أيضاً نكهته، ولكن كلما تقدم بنا الزمن نستذكر الماضي الجميل ونغوص في بحر الذكريات، وتتبادر إلى أذهاننا طقوس العيد في تلك الأيام الجميلة والبسيطة، لما كان لها من نكهة وأثر طيب على النفس، مبينة أن للعيد في الماضي طعماً خاصاً، فكنا نسعد بارتداء الملابس أو الأحذية الجديدة في هذا اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©