الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا والاتحاد الأوروبي: خطوات بطيئة

تركيا والاتحاد الأوروبي: خطوات بطيئة
26 أكتوبر 2008 23:21
عندما حصلت تركيا على وضع مرشح رسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي عام 1989 فإنه لا هي ولا الاتحاد الأوروبي توقعا أن يكون الانتقال سهلاً أو سريعاً· وهو لم يكن كذلك فعلاً· فمن أصل 35 فصلاً هي نقاط قياس الانضمام التي قررها الاتحاد الأوروبي، لم يُفتح منها إلى الآن سوى ثمانية، ولم يجرِ إتمامه منها أيضاً إلا واحد هو فصل العلوم والتكنولوجيا· تتآكل العوائق أمام انضمام تركيا، وأيضاً أمام ذوبان المعارضة الداخلية في الاتحاد الأوروبي لعضوية تركيا، رغم أن ذلك يحصل بسرعة نهر جليدي متحرك· يوفر تقرير أصدرته مؤخراً المائدة المستديرة للأعمال التركية تحليلاً معمقاً حول تقدم تركيا نحو رعاية ''ديمقراطية أكثر عمقاً وهيكل اجتماعي أكثر استقراراً واقتصاداً أكثر قوة''· ويضع التقرير الخطوط العريضة للإصلاحات التي يرغب أن يراها تتبلور في المجتمع التركي، بينما يوفر خريطة طريق للتقدم المستمر نحو الانضمام· ويُبرز تقرير المائدة المستديرة النظام البرلماني والإدارة العامة وحقوق الإنسان والقضاء، كنقاط ارتكاز أساسية لتطوير نظام الدولة الديمقراطي· أما فيما يتعلق بالهيكل الاجتماعي، فهناك تأكيد على التعليم وكفاءة سوق العمل والمساواة في النوع الاجتماعي والتطور الإقليمي· وأخيراً يذكر التقرير أنه يمكن تقوية الاقتصاد من خلال النمو المستدام والإنتاج والمنافسة والإجراءات الاستثمارية وتهذيب الاقتصاد غير الرسمي والخصخصة· وقد جرى مؤخراً تمجيد عملية إصلاح الأمن الاجتماعي التركي، وحققت الدولة خطوات عظيمة في إيجاد نظام حكومة إلكترونية كفـــؤة في مجالات الصحة وضمانات التقاعد والتعليم والخدمات القانونية والمواصلات والتجـــارة وجبايـــة الضرائب· كما تجري إصلاحات في نظـــام الرعاية الصحية وإدارة التراث الثقافي والإجراءات الانتخابية· وقد شهدت مجالات حقوق الإنسان، وهي قضية تهم أوروبا، تحسينات كذلك، رغم أن التقرير يشير إلى أن ''الممارسة تفشل أحياناً في إتباع التشريع''، والذي لم يجرِ بعد ''استيعابه في القضاء والتنظيمات الإدارية''· أصبــح هــــذا واضحاً بعــــد الإعــــلان فـــي 14 أكتوبر الجاري عن وفاة ناشط يساري في الاعتقال بعد تعذيبه· وقد وعد وزير العدل التركي، الذي أمر بإجراء تحقيق شامل في الحادث، بإيقاع عقاب مناسب على 19 شخصاً متورطين في العملية، حسب سياسة تركيا القاضية بمنع أي شكل من أشكال التعذيب· إلا أن الكثير مما كان يؤخر عملية انضمام تركيا إلى السوق الأوروبية، إضافة إلى بطء حركة الإصلاحات التركية، كان الإضعاف التدريجي للعلاقات العامة التركية الأوروبية· فمن ناحية، تم إيقاف ثمانية من 35 فصلاً في عملية المفاوضات عام 2006 عندما رفضت تركيا السماح باستخدام موانئها ومطاراتها من قبل حركة النقل القبرصية اليونانية· وقد تبع ذلك فشل في الدقيقة الأخيرة لخطة أنان عام 2004 التي كان يمكن لها أن توجد جمهورية قبرصية موحدة برعاية الأمم المتحدة· توفر الخطوات الحالية لمفاوضات السلام بين المجتمعين القبرصيين، التركي واليوناني، الكثير من الأمل بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي· ففي 13 من الشهر الجاري، اجتمع الطرفان في رابع جولة من المفاوضات، وتبدو احتمالات نتيجة إيجابية جيدة· إلا أن العلاقات العامة التركية الأوروبية تدهورت في هذه الأثناء بسبب طروحات مضادة لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية· فقد أعرب كلا الزعيمين الأوروبيين دعمهما لشيء يشبه ''شراكة مميزة'' لتركيا مع الاتحاد الأوروبي، رغم أن المعنى الدقيق لهذا الترتيب يبقى غير واضح· الواقع أن هذا الوضع يبدو مماثلاً لوضع تركيا الحالي حيث أنها تستفيد حالياً من تجارة لا حدود لها مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خلال اتحاد جمركي· كذلك، فإن اقتراح ساركوزي لاتحاد متوسطي للدول المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، تُرجم أصلاً من قبل معظم الأتراك على أنه بديل للاتحاد الأوروبي لتجنب عضوية تركيا الكاملة في نهاية المطاف· أصبحت تركيا جزءاً من هذه المنظمة عندما تم إنشاؤها في مارس الماضي، لكن فقط بعد الحصول على تأكيدات عديدة من الاتحاد الأوروبي بأن العضوية لن تحل محل عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي· غضب الأتراك مرة أخرى عندما تم اقتراح إجراء في المجلس التشريعي الفرنسي كان يمكن أن يجعل من استفتاء وطني من قبل الجمهور الفرنسي إجبارياً لكل دول الاتحاد الأوروبي المرشحة والتي يزيد عدد سكانها عن 5% من مجمل عدد سكان الاتحاد الأوروبي، وهي حركة كان يمكن أن تمنع عضوية تركيا· ولحسن حظ تركيا فشل ذلك الإجراء· عند سماع طرح سلبي كهذا من أوروبا، يبدأ الأتراك بالشك في حسن نية القادة الأوروبيين ويصابون بالملل فيما يتعلق بعملية الانضمام· وقد بدأ بعض الأتراك حتى بقبول فكرة الإبقاء على ما يسمى بوضع الشراكة المميزة· قد تأمل تركيا، مثل بورتوريكو، وهي منطقة أميركية، بالاستفادة من العلاقات التجارية، لكنها تبقى مستقلة وغير متصلة سياسياً· وإذا استمر الاتحاد الأوروبي باختراع ذرائع إضافية لإطالة أمد الانضمام، مثل ''الوهن من التوسع''، أو فكرة أن الاتحاد لا يستطيع استيعاب تركيا لأنها ما زالت تتعامل مع نتائج الاستيعاب السريع لبعض دول أوروبا الشرقية، فقد يفقد الشعب التركي الاهتمام بالانضمام إلى الاتحاد إلى الأبد، في نهاية المطاف· لذا، فإنه إذا كان الاتحاد الأوروبي جاداً بحق حول انضمام تركيا، يتوجب عليه أن يضمن سماع تلك الأصوات التي تعلن الدعم والتشجيع، مرتفعة واضحة· ليام هاردي مساعد البحوث في المائدة المستديرة للأعمال التركية في واشنطن العاصمة· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند لاخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©