السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما بعد الانتخابات العراقية «1 - 2»

11 يونيو 2018 21:40
اعتبر البعض نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة، فرصة وجب استغلالها للخروج من الحالة التي وصلت إليها البلاد، وفرصة لمحاربة الفساد، وللتقدم خطوة ضرورية لتجاوز المشروع الطائفي. وقد تَصَدّرت قائمة «سائرون» التي يتزعمها مقتدى الصدر، لتعود بنا بالذاكرة إلى فوز قائمة «العراقية» بزعامة د. أياد علاوي في 2010، ولكن الفيتو الإيراني والضغط الأميركي ربما كان لهما رأي آخر ترك تداعيات سلبية لا تزال تعاني منها البلاد. وليس هناك تصدر بالمعنى الحقيقي، فالانتخابات أفرزت أربع قوائم متقاربة في النتائج كانت على رأسها «سائرون»، ولا تستطيع أي منها منفردة تشكيل الحكومة، وما التصدر بهذا المعنى سوى صخب إعلامي ودعائي، وهناك بعض القوائم الأخرى التي حلت بالمرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد التي حصلت عليها، ستشكل ثقلاً كبيراً ومؤثراً في ترجيح كفة التكتلات القادمة لتشكيل الحكومة وتحديد شكلها. وهناك الأحزاب الكردية مجتمعة، رغم «تعددها»، وقد حصلت على أكثر من ستين مقعداً، ولولا ذلك «التعدد» لكانت حصلت على أكثر من هذا بكثير، ورغم ذلك فهو رقم سيكون له تأثير كبير إن قرر الأكراد مجتمعين أن يعملوا تحت مظلة جامعة، ويدعموا جبهة معينة واحدة بعينها، وهو أمر ليس ببعيد، بحيث يتسامى الأكراد فوق خلافاتهم، فلطالما رأينا تلك الأحزاب تضع خلافاتها جانباً انتصاراً للمصير المشترك. وربما تلجأ إيران إلى إعادة سيناريو انتخابات 2010 نفسه، والضغط باتجاه تشكيل جبهة من القوائم والأحزاب الموالية لها، وبحماية الميليشيات التابعة لها، بهدف تشكيل الحكومة الجديدة وفرضها لتكون أمراً واقعاً على كل العراقيين. ولطالما وجد الأميركان والإيرانيون وسائل وسبلاً للتوافق، بطريقة ما، حول إدارة شؤون العراق ومنذ 2003 ليبقى مثالاً لـ«الديمقراطية»، كل حسب مفهومه، وبما يخدم مصالح الطرفين، ولكن ربما الحال مختلف اليوم عما كان عليه في الماضي من خلال التغيُّر في السياسة الأميركية تجاه إيران وانسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، والتهديد بزيادتها وتشديدها. وهو أمر قد لا ينصاع له النظام الإيراني بل، ربما سيمضي في مشروعه التدخلي، خصوصاً بعد الانتخابات النيابية بلبنان التي تمثل المحطة الأخيرة والمعلنة في مشروعه الجيوسياسي «تصدير الثورة»! وما يتبع ذلك من الاستماتة في الحفاظ على المكاسب التي حققها النظام على الأرض في سوريا باعتبارها حلقة وصل مفصلية ومصيرية في نجاح مشروع «الهلال الفارسي»، وهو ما يرجع بها للدفع لتكريس استمرار الحالة الطائفية والسياسية في العراق بشكل يضمن لها الولاء المطلق. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©