السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تبادل اللكمات

26 أكتوبر 2008 23:23
قد تكون نيوهامبشر الولاية الأميركية الوحيدة حيث يمكنك فتح التلفاز ومشاهدة إعلان تلفزيوني يغدق فيه المرشح الديمقرطي لمجلس الشيوخ المديح على الرئيس بوش؛ حيث تعبر جين شاهين، الحاكمة السابقة للولاية والمتنافسة على عضوية مجلس الشيوخ، عن دعمها لحرب العراق، وتخفيض بوش للضرائب، قبل أن تكرر عبارة: ''سأدعم الرئيس بوش''· الواقع أن العبارة أعلاه صحيحة وحقيقية، لكنها خارج إطارها الزماني الصحيح على اعتبار أنها رُددت عام ،2002 المرة الأولى التي دخلت فيها شاهين في تنافس مع شاب يدعى جون سنونو على مقعد مجلس الشيوخ· اليوم، وبعد ست سنوات على فوزه في ذاك السباق، يخوض سنونو معركة شرسة دفاعا عن حياته السياسية في مناخ لا يخدم مصلحة الجمهوريين· ويهدف إعلانه التلفزيوني -واسمه ''تذكروا''- إلى التشكيك في شاهين من قبل الناخبين المستقلين الكثيرين الذين يريدون أن يبعثوا برسالة استياء وامتعاض إلى بوش· عندما عقدا أول مناظرة تلفزيونية بينهما في ''نيو إنجلاند كوليج'' هنا في نيوهامبشر مؤخراً، كان واضحا أن هذا القتال المرير بينهما والمتواصل منذ ست سنوات، قد استنفد صبر وود كلا المرشحين؛ حيث شرعا في تبادل اللكمات منذ السؤال الأول ولم يتوقفا· وعندما حاول سنونو تعداد التعديلات التي أيدها في مخطط الإنقاذ من أجل مساعدة المستهلكين والمستثمرين، قاطعته شاهين قائلة: ''هذا كلام يشبه كثيراً ما نسمعه في واشنطن''· وقد جلبت المعركة بين شاهين وسنونو أموالا طائلة من كلا الحزبين حيث يسعى الديمقراطيون إلى تأمين أغلبية 60 صوتا، والجمهوريون إلى إنقاذ واحد من ألمع نجومهم المستقبلية· وتتمتع شاهين، 61 عاماً، التي عملت مديرة لحملتي جاري هارت والرئيس جيمي كارتر في نيوهامبشر قبل أن تفوز بأولى ولاياتها الثلاث كحاكمة لنيوهامبشر، بعلاقات متينة مع الشخصيات النافذة في الحزب الديمقراطي· أما سنونو، الذي يبلغ 44 عاماً، والذي كان والده حاكما لنيوهامبشر لثلاث ولايات قبل أن يصبح كبير موظفي البيت الأبيض في عهد إدارة الرئيس جورج بوش الأب، فقد شرع في بناء وتوسيع شبكته خلال عضويته في مجلس النواب لثلاث ولايات· بيد أن هذه السنة أثبتت أنها اختبار صعب بالنسبة لكل من ماكين، الفائز في الانتخابات الجمهورية التمهيدية في نيوهامبشر عامي 2000 و،2008 ولسنونو أيضاً· ذلك أن التغيرات الديمغرافية، وبخاصة هجرة عمال قطاع التكنولوجيا العالية المتعلمين من ماساتشوسيتس وولايات أخرى، وشعبية الحاكم الديمقراطي جون لينتش، منحت الديمقراطيين فرصة لتحسين موقعهم؛ حيث انتزعوا في عام 2006 مقعدي مجلس النواب من الجمهوريين وسيطروا على برلمان الولاية بغرفتيه· ورغم أن أوباما هُزم في نيوهامبشر من قبل هيلاري كلينتون في انتخابات يناير التمهيدية، فإنه لم يقم بإنهاء عملياته هنا· وعلاوة على ذلك، فقد أظهر استطلاع للرأي في ''ذا كونكورد مونيتور'' هذا الأسبوع تقدم أوباما بهامش سبع نقاط على ماكين، وتقدم شاهين على سنونو بنسبة مماثلة· وفي هذا السياق قال دانتي سكالا، رئيس كلية العلوم السياسية في جامعة نيوهامبشر وخبير الحياة السياسية بالولاية، معلقاً إن سنونو كان ''يحاول صعود جبل عال جداً'' حتى قبل بدء الأزمة الاقتصادية الشهر الماضي· مضيفاً ''لقد كان يأمل أن يستغل سجلها بخصوص الضرائب كحاكمة ومعارضتها للطاقة النووية والتنقيب عن النفط في أعالي البحر من أجل إسقاطها''· لكن الاقتصاد ''رمى به في حفرة، وهو اليوم يحاول الخروج منها''· سنونو، وعلى غرار ماكين، سعى جاهداً لإقناع الناخبين بأنه إذا كان قد صوت لسياسات بوش في تسعين في المئة من الحالات، فإنه يتمتع بالاستقلالية، مشيراً إلى معارضته لمشروع قانون يتعلق بالطاقة كانت قد تقدمت به إدارة بوش، وإلى محاولته الناجحة إضافة مقتضيات تكفل حماية الحريات المدنية إلى ''قانون الوطني'' (قانون مكافحة الإرهاب)· ولدى سنونو ناد خاص بالمعجبين من كلا الحزبين، ويتم تداول اسمه في الدوائر الجمهورية كمرشح رئاسي محتمل؛ غير أن أصغر عضو في مجلس الشيوخ يجد نفسه اليوم يتنافس على إعادة انتخابه في واحدة من أصعب السنوات التي واجهها الجمهوريون منذ أربعة وثلاثين عاماً· ديفيد إس· برودر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©