الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قلعة الجاهلي تفوز بجائزة العمارة الدولية من متحف شيكاغو والمركز الأوروبي لفنون المعمار

قلعة الجاهلي تفوز بجائزة العمارة الدولية من متحف شيكاغو والمركز الأوروبي لفنون المعمار
18 يوليو 2010 23:59
أعلن متحف شيكاغو الاثيني للعمارة والتصميم والمركز الأوروبي لفنون التصاميم المعمارية والدراسات الحضرية فوز قلعة الجاهلي في مدينة العين بإمارة أبوظبي بجائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010. وذكر بيان مشترك للمتحف والمركز أن اختيار قلعة الجاهلي جاء من ضمن 95 مبنى ومشروعاً حضرياً حول العالم تعد معالم معمارية متميزة تم إنجازها مؤخرا. واستقطبت المسابقة التي اعتمدت أسلوب استفتاء آراء كبار المعماريين، المئات من التصاميم من أكثر من 45 بلداً من القارات الخمس، وذكر منظموها أن الاختيارات راعت عوامل كثيرة وضمن شريحة واسعة من المباني التي تشمل ناطحات السحاب ومبان لكبريات الشركات والمكاتب والمتاحف والمؤسسات والمنشآت الثقافية. كما شملت المسابقة المعارض الفنية والملاعب والمستشفيات ومحطات القطارات الكبرى والجسور وأبنية المصارف والتصاميم الحضرية والأسواق، بالإضافة إلى إعادة إحياء المراكز التراثية والتاريخية والمسارح والمطارات والجامعات. ودخلت المنافسة العديد من الكنائس ودور العبادة ومبانٍ حكومية وصروح ومنشآت ترفيه. وأفاد بيان المنظمين أن المنافسة على اختيار أفضل الإنجازات المعمارية جرت بين أهم وأشهر الشركات المعمارية والتصميمية وأكثرها ابتكارا. وتعد قلعة الجاهلي علامة معمارية وتراثية مميزة خصوصاً بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي قامت بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حيث أعادت الهيئة افتتاحها للزوار في ديسمبر 2008 بمناسبة العيد الوطني للدولة، ما حولها إلى متحف دائم ومعرض يستقطب الزوار والسائحين في مدينة العين. وجاء ترميم القلعة ضمن مشروع ضخم لأعمال الترميم أطلقته الهيئة منذ تأسيسها عام 2006، بغرض إعادة إحياء المباني التراثية والتاريخية في إمارة أبوظبي. وأوضح محمد خلف المزروعي مستشار شؤون الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن مشروع تطوير قلعة الجاهلي يأتي في إطار جملة من المشاريع الثقافية الهامة التي باشرت الهيئة بتنفيذها في مدينة العين، مؤكدا أن النقلة النوعية التي بدأت تشهدها الحركة الثقافية في المدينة تشمل تأسيس وإطلاق العديد من المشاريع التراثية الثقافية المتميزة، حيث تعمل الهيئة على توفير الأماكن المناسبة لاستضافة الأنشطة الثقافية وتقديم مختلف أشكال الدعم اللوجستي. وتمت عملية إعادة تأهيل قلعة الجاهلي بعناية فائقة باستخدام مزيج من المواد التقليدية والتقنيات الحديثة. ونتج عن هذا المزيج مبنى يتميز بانسجامه البيئي والتاريخي مع المكان المحيط به، خاصة مع حديقة الجاهلي القريبة منه. وذكر أن الهيئة تسعى لاستغلال الأماكن الأثرية في مدينة العين وتفعيلها واستقطاب الزوار والسياح إليها في إطار تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، وذلك من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية تعمل على تفعيل وتطوير السياحة الثقافية، وبشكل خاص من خلال إعادة تأهيل قلعة الجاهلي. وتعتبر قلعة الجاهلي التي يعود تاريخها إلى العام 1898 أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة العين وأكبر قلاعها، وقد باتت توفر لسكان العين وزوارها مركز معلومات للسياح، وصالة عرض للفعاليات الفنية والثقافية، ومعرضاً دائماً عن الرحالة (مبارك بن لندن– ويلفريد ثيسنجر)، وبرنامج عرض سمعي– بصري يستعرض تاريخ مدينة العين وتطورها، إضافة إلى مكتبة تضم العديد من أهم الإصدارات العربية والأجنبية. وحول التفاصيل الفنية والهندسية والتاريخية لمشروع إعادة تأهيل القلعة، أوضح الدكتور سامي المصري نائب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون والثقافة والتراث، أن نموذج التصميم الهندسي اتبع النمط التاريخي لأرضيات القلعة، وعمل على إظهار كوّات الإضاءة وفتحات التهوية المنتشرة في المبنى التاريخي، في حين تمت إحاطة الأروقة التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي بالزجاج، فيما تحوّلت المساحات الداخلية الجديدة إلى مساحات خاصة بمعرض مبارك بن لندن ومركز المعلومات للزوار. أما أسلوب البناء فاعتمد على استخدام قوالب الطين والجبس وخشب النخيل مع احترام الحفاظ على مواد البناء التاريخية الموجودة في القلعة بالكامل. وعمل استخدام التقنيات الحديثة إلى جانب استخدام الطين كمادة للبناء على المحافظة على المناخ الداخلي للقلعة في درجة حرارة معتدلة بدرجة 22 مئوية. كما تضمن أنابيب المياه الباردة الموجودة داخل طبقة الطين تبريد المبنى في فصل الصيف، بينما يتم التحكم في تيار الهواء البارد بأسلوب ذكي عن طريق مجسات تحد من اندفاع التيار وتقلل من استهلاك الطاقة. وذكر أنه تمّ العمل على عدد من المتغيرات التي طرأت على المبنى، منها معالجة وإعادة تركيب جذوع النخيل في الأسقف، وإعادة بناء طبقة اللبن الداخلية كجزء من نظام تبريد المبنى، وتوفير مساحات أكبر للاستخدام عبر توسيع الغرف بغية إنشاء مركز المعلومات والمجلس والمكتبة. تاريخ القلعة يعود إلى تسعينيات القرن الـ 19 يعود تاريخ قلعة الجاهلي إلى عام 1898، وقد قام الشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول) حاكم إمارة أبوظبي في الفترة الممتدة من 1855 إلى 1909 ببناء هذه القلعة بالقرب من إحدى المستوطنات حول واحة الجاهلي، وجعل منها محل إقامته الصيفية وباشر من خلالها عدداً من المشاريع التطويرية بدءاً بالأفلاج وانتهاءً بالمباني الدفاعية. ويدل أحد النقوش المكتوبة على البوابة الجنوبية للقلعة على أن القلعة المربعة الداخلية تعود إلى تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي. حيث كانت تستخدم كاستراحة صيفية للعائلة الحاكمة، كما كانت تمثل رمز الاستقرار السياسي الذي حققه الشيخ زايد بن خليفة خلال فترة حكمه الطويلة. وتعتبر القلعة المربعة الداخلية والبرج الدائري المنفرد من أقدم أجزاء هذا الموقع التاريخي، ومن المرجح أن يكون قد تم بناء هذا البرج لمراقبة وحماية الواحة من المغيرين والغزاة. وبحلول العام 1955، أصبحت مباني القلعة في أمس الحاجة إلى الترميم والإصلاح بعد أن استخدمها الجيش كثكنات عسكرية ومخازن وقواعد للضباط. وفي فترة الثمانينيات، تغير استخدام القلعة مرة أخرى ليصبح فناؤها الواسع مسرحاً لتنظيم مختلف الفعاليات والمناسبات، حيث تمت حينها إضافة المدخل الحالي المحاط بالأبراج الكبيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©