عمرو عبيد (القاهرة)
أثارت تصريحات النجم الإنجليزي ديلي آلي، اهتمام صحافة بلاده قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال روسيا، والتي أكد فيها التزامه التام وعزمه على عدم إثارة المشاكل، ووضع كل تركيزه في تقديم مستوى طيب مع الأسود الثلاثة، حيث قال إنه سيظهر بأفضل حالاته في كأس العالم، وتصدرت صورته وتصريحاته أغلب أغلفة الصحف البريطانية الكبرى، مثل الجارديان وتيلجراف وصن وغيرها، وتعهد نجم توتنهام بالابتعاد عن أي تصرف أهوج قد يؤثر على مسيرة المنتخب الإنجليزي في هذه النسخة من كأس العالم، كما اعترف بارتكابه العديد من الأخطاء في الفترة الماضية، لكنه أكد استيعابه للدروس التي خرج بها من تلك الأزمات السابقة.
واعتاد نجم «السبيرز» إثارة الجدل، سواء داخل أو خارج ملاعب كرة القدم، فمؤخراً ظهر آلي كنجم للإعلانات في شوارع لندن كونه عارضاً لأحد بيوت الأزياء الشهيرة، ولم يعبأ كثيراً بالانتقادات التي وُجّهت إليه لأن هذا الأمر من شأنه أن يشتت ذهنه بعيداً عن احترافه لعب كرة القدم، حيث صرّح بأنها هواية مثل لعب الجولف والرسم والتصوير التي يمارسها العديد من النجوم العالميين ولا تؤثر على مسيرتهم الكروية، ويبدو أن نشأة صاحب الـ 22 عاماً الصعبة خاصة بعد انفصاله عن أمه التي أدمنت المشروبات الروحية، وهجرته للعيش مع أسرة أخرى، أثرت كثيراً على سلوكه الذي يسعى حالياً لتعديله، والظهور بصورة مغايرة تماماً لما اعتاد عليه جمهور الكرة الإنجليزية والعالمية !
كان نجم وسط توتنهام قد تعرض للإيقاف لثلاث مباريات في عام 2016، بسبب لكمة وجهها للاعب وست بروميتش كلاوديو يعقوب، كما غاب عن أول ثلاث مواجهات لفريقه في دوري الأبطال في الموسم الماضي بعد إيقافه لحصوله على بطاقة حمراء قبلها، بسبب عرقلة عنيفة لأحد لاعبي جنت البلجيكي في نسخة 2016/2017 من بطولة الدوري الأوروبي، وقام الاتحاد الدولي بإيقافه لمدة مباراة واحدة في سبتمبر من العام الماضي، بعد فعل خارج قام به خلال مواجهة بلاده مع منتخب سلوفاكيا في تصفيات المونديال، وخلال الشهور الماضية تعرض ديلي آلي من قبل الصحافة البريطانية وبعض المدربين واللاعبين، للكثير من الاتهامات المتعلقة بالتحايل، وتمثيل السقوط للحصول على أخطاء لصالح فريقه توتنهام في البريميرليج.
ويبدو أن الاجتماع الخاص الذي عقده جاريث ساوثجيت مدرب المنتخب الإنجليزي، مع لاعبيه من أجل دراسة وتحليل قرارات الفيفا الجديدة الخاصة بتطبيق تقنية الفيديو عبر قواعد صارمة، قد ألقى بأثاره الإيجابية على ديلي ألي، حيث صرح بعدها بأن ارتكاب أي خطأ داخل ملاعب روسيا سيكون ثمنه فادحاً، خاصة أن الاتحاد الدولي أعلن عن متابعة كل أرجاء الملعب بكاميرات دقيقة تنقل كل كبيرة وصغيرة لحكام الـ VAR، ومنحهم سلطة مطلقة في عقاب أي لاعب يرتكب خطأ بعيداً عن عين حكم الساحة، حتى لو تطلب الأمر طرد لاعب بين الشوطين أو إيقافه بعد انتهاء أي مباراة !
واهتمت صحيفة «ذا تايمز» بهذا الأمر من زاوية خاصة، حيث تناولت في تقرير لها أشهر حالات الطرد التي تعرض لها نجوم المنتخب الإنجليزي عبر التاريخ، وتأثيرها السلبي على نتائج الأسود الثلاثة، إذ قالت إن أي تهور من جانب أي لاعب إنجليزي، وخصت بالذكر ديلي آلي، قد يكلف المنتخب حالة طرد ستفسد كل شئ، مثلما حدث في ثلاث مناسبات في كأس العالم، فكادت إنجلترا أن تغادر مونديال 1986 من الدور الأول، بعد تعادل سلبي غير متوقع مع المنتخب المغربي، بعد طرد راى ويلكينز لحصوله على إنذارين متتاليين خلال دقيقتين في نهاية الشوط الأول من تلك المواجهة، التي تلت هزيمة الإنجليز في افتتاح مبارياتها أمام البرتغال، ولولا انتصارها الأخير على بولندا لما عبرت إلى الدور الثاني آنذاك، ثم جاء الطرد المباشر الشهير لديفيد بيكهام أمام الأرجنتين في دور الـ 16 من كأس العالم 1998، ليساهم في إقصاء الأسود الثلاثة رغم تقدمهم بهدفين مقابل هدف واحد في أول ربع ساعة من عمر هذا اللقاء، وتكرر الأمر مع واين روني أمام البرتغال في ربع نهائي بطولة 2006، عندما طُرِد وخرجت إنجلترا أيضا من هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن ديلي آلي شارك مع كل المنتخبات الإنجليزية ذات الفئات العمرية المختلفة، إذ دافع عن قميص الأسود الثلاثة تحت 17 عاما و 18 و 19 و21 أيضا، قبل أن يبدأ مسيرته مع المنتخب الأول في عام 2015، بعد أن تلقى طلباً من الاتحاد النيجيري للعب مع منتخب النسور حسب جنسية والده، لكنه رفض ذلك الأمر، وخلال ثلاث سنوات لعب 25 مباراة مع منتخب إنجلترا سجل فيها هدفين، أحدهما في شباك مالطا خلال التصفيات المؤهلة للمونديال الحالي.
عدد اليوم
