الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هزاع بن زايد: محمد بن زايد وبابا الفاتيكان رمزان إنسانيان

هزاع بن زايد: محمد بن زايد وبابا الفاتيكان رمزان إنسانيان
16 سبتمبر 2016 01:16
أبوظبي (وام) اعتبر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن «محبة الإنسان ونبذ الفرقة» هما القاسم المشترك بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية. ووصف سموه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقداسة بابا الفاتيكان، بأنهما رمزان إنسانيان يشتركان في محبة الإنسان. ونشر سموه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صورة تجمع بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقداسة البابا خلال لقائهما في الفاتيكان أمس واصفاً أجواء اللقاء بالتاريخية. ودوّن سموه: «لحظة تاريخية تجمع بين محمد بن زايد وبابا الفاتيكان.. رمزان إنسانيان يشتركان في محبة الإنسان ونبذ أسباب الفرقة والخلاف». كان قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية قد استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوفد المرافق في مقر البابوية في مدينة الفاتيكان، حيث جرت لسموه مراسم استقبال رسمية. اعتبر خبراء أن التسامح هو السمة الأبرز في وجه دولة الإمارات الحضاري الذي يستمد ملامحه من قيم وتقاليد دولة الاتحاد، مشيرين إلى جهود ترسيخه باعتباره أولويةً وطنيةً ونهجاً ثابتاً، وقالوا في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للفاتيكان ولقاءه قداسة البابا تأتي في سياق جهود الدولة لتعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش التي تحث عليها جميع الأديان في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وفي هذا الصدد، أشاروا إلى أن المجتمع الإماراتي يواصل بثقة ومسؤولية ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً. ونوه هؤلاء إلى التزام الإمارات بنشر أفكار التسامح والتعايش السلمي واحترام التنوع، الأمر الذي تجلى في استحداث وزارة للتسامح هي الأولى من نوعها في العمل الحكومي في العالم، مؤكدين أن دولة الإمارات هي المجتمع الآمن الذي لا مكان فيه لأي تمييز على أساس الدين أو العِرق أو الجنس أو اللون. ولفتوا إلى سن الدولة قوانين وتشريعات تضمن حقوق وكرامة الإنسان وحمايته من أي انتهاكات، مشيرين إلى قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كل أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير. وأكدوا أن كل هذه الثوابت انعكست على سلوكيات أبناء الإمارات داخل وخارج الدولة لنرى أجيالاً من الإماراتيين لا يعرفون للتعصب طريقاً ولا للتطرف سبيلاً وكانوا ولا يزالون سفراء لوطن التسامح. أوضح معالي الدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين رئيس مجلس إدارة مركز «هداية» الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي أضافت «التسامح» إلى منظومة العمل الحكومي في إشارة إلى استحداث حقيبة وزارية لـ«التسامح» وتسمية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرةً لها. وأكد أن وزارة التسامح لم تأت لتخلق واقعاً جديداً بل لترسيخ بناءِ صرحِ التسامح والسلام في عالم يعج بالأزمات، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات باتت محل فخر واعتزاز لكل مسلم غيور على دينه فيما يقف العالم اليوم تحية لهذه الجهود. وقال معالي النعيمي: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للفاتيكان ولقاءه البابا تأتي في إطار إيمان الدولة بتعايش أصحاب الديانات في إطار من التسامح الذي حثت عليه كل الرسالات السماوية والأعراف الدولية ومواجهة التطرف والإرهاب والتشدد والغلو في الدين، مؤكداً أن التطرف أساء إلى سمعة الإسلام وتضرر منه المسلمون على مستوى العالم. وأضاف: الإمارات عبّرت في العديد من المواقف والتشريعات عن رفضها التشدد والغلو، ومن ذلك قانون مكافحة التمييز والكراهية واستضافتها منتدى تعزيز السلم، ومجلس حكماء المسلمين، ومركز هداية، وغيرها من المؤسسات المعنية بالسلم والحوار والتعايش ومكافحة التطرف. ورأى أن قيم التسامح في الإمارات تستند إلى سبعة أركان رئيسية، بعدد إمارات الدولة، متمثلةً في: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد، والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، بالإضافة إلى الآثار والتاريخ. ونوه إلى أن المجتمع الإماراتي الأصيل يواصل ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً. وقال أمين عام مجلس حكماء المسلمين: إن وجود 200 جنسية يعيشون جنباً إلى جنب مع مواطني الدولة بسلام وهدوء يعملون معاً ويتزاملون في مؤسسات العمل ويلتقون في كل مكان دون أن يُسجَّل أي نوع من حوادث الاحتكاكات أو التعديات، مما يدل على أن التسامح هو سيد الموقف في كل أنحاء الدولة. وشدد معالي النعيمي على أن التسامح بات جزءاً من شخصية ابن الإمارات وسمة رئيسية في وجه الدولة الحضاري يعرفها بها العالم، فيما بات أبناء الإمارات خير سفراء لوطن التسامح. وفي السياق نفسه، اعتبر مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز «هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف»، أن التسامح في دولة الإمارات يتجاوز كونه فكرة مثالية إلى كونه ممارسة عملية وتجربة واقعية يعايشها المواطن والمقيم والزائر على حد سواء. وقال: إن الذهنية الإماراتية تتسم بالانفتاح على الآخر وقبول التنوع والتعددية باعتبارهما تعبيراً عن الثراء الثقافي والتطور الإنساني والتفاعل الحضاري. وأوضح أن عبقرية التجربة الإماراتية في التسامح تتجسد في الابتكار الحكومي في استحداث منصب وزاري للتسامح وفي البنية القانونية التحتية في استصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية والنهج الاستشرافي لاستضافة وتبني عدد من المبادرات العالمية والمنظمات الدولية والمؤسسات الرائدة في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف ومكافحة التطرّف مثل استضافة «مركز هداية الدولي للتميز لمكافحة التطرّف العنيف» و«مركز صواب» بالإضافة إلى «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» و«مجلس حكماء المسلمين». وتحدث عن أبرز جهود مركز «هداية» في إطار تعزيز قيم التسامح ومنها تقديمه «برامج تدريب الأئمة الأفغان» حول مكافحة التطرف العنيف والتي تمت بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، إضافةً إلى جهوده في مجال التعليم ومكافحة التطرف العنيف لا سيما من خلال تعزيز مهارات التفكير النقدي، كما وردت في «مذكرة أبوظبي للممارسات الجيدة حول التعليم ومكافحة التطرف العنيف» والتي أعدها مركز «هداية» واعتمدتها الدول الأعضاء للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. من ناحيته، قال أحمد الشحي مدير عام مؤسسة «رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه»: إن من شأن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن تسهم في تعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش والاستقرار في المنطقة والعالم وهي قيم أصيلة نابعة من صميم تعاليم الإسلام الحنيف الذي جاء لخير البشرية في عاجلهم وآجلهم. واعتبر أن مثل هذه الزيارات تعكس الرؤية العميقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحرصه المتواصل على ترسيخ دعائم السلام والاستقرار وحكمته في التعامل في هذا الإطار لا سيما تحديات الإرهاب والتطرف التي يعاني منها الشرق والغرب. وأوضح أن الإسلام يحثّنا على التواصل الجميل والتعامل الراقي النبيل والتزام القيم المثلى في التعامل مع الناس على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وأديانهم وإظهار محاسن الإسلام وقيمه الحضارية عبر هذه النافذة التواصلية مع مختلف الدول والشعوب. وأضاف: أن الإسلام دين التواصل والتعامل والتعارف ولكي يؤتي التعامل ثماره الطيبة أمر بالتزام الأخلاق الجميلة كمنظومة أساسية في ميدان التواصل مع الناس وحث على السماحة والصدق والعدل والوفاء والإحسان والبر وغيرها من مكارم الأخلاق ومحاسن الفعال وحث على حسن التخاطب واختيار أحسن الكلام. وتابع: «ومن هذا المنطلق تتجلى أهمية التواصل البنَّاء مع أصحاب الديانات الأخرى لما له من ثمرات كثيرة في واقع الدول والمجتمعات خصوصاً في خضم الظروف الراهنة والصراعات التي يشهدها الواقع المعاصر». وقال الشحي: «ومن فوائد هذا التواصل الإيجابي تصحيح التصورات المغلوطة وتقديم الصورة الصحيحة الناصعة عن الإسلام ومكافحة مظاهر التشويه والاتجاهات السلبية التي تروجها التنظيمات المتطرفة وتسهم في تغذيتها بعض وسائل الإعلام تجاه الإسلام والمسلمين وتعزيز روح التسامح الذي يصون الدماء ويحفظ الأنفس والأعراض ويحقق التعايش السلمي والاستقرار بين بني الإنسان وتعزيز الحوار البنّاء المنضبط الذي يواجه المشكلات ويعالج الخلافات بحكمة وتعقل بالإضافة إلى ترسيخ أواصر التعاون وتبادل المصالح بين الدول وتحسين العلاقات وتطويرها بما يحقق المصالح العليا ويخدم قضايا الحياة والتنمية ويسهم في معالجة التحديات المختلفة إلى غير ذلك من الحكم والثمرات الكثيرة». برنامج وطني للتسامح استحدثت الإمارات وزارة للتسامح، عرضت مؤخراً برنامجاً وطنيا للتسامح، يهدف للوصول إلى مجتمع متلاحم محافظ على هويته، ومن خلال مبادرات وبرامج وطنية هادفة سيتم إطلاقها تباعاً. كما أعلنت أنه سيتم إنشاء مجلس المفكرين للتسامح ومركز للتسامح، بالإضافة إلى إطلاق الميثاق الإماراتي في التسامح والتعايش والسلام. وسيضم مجلس المفكرين للتسامح نخبة من أهل العلم والخبرة والفكر والاختصاص، والذين سيعملون على المساهمة في وضع السياسات والاستراتيجيات التي تعزز التسامح واحترام التعددية الثقافية، وتنبذ العصبية والكراهية والتطرف، فضلاً عن دور المجلس في تقديم المبادرات التي ستعزز التسامح، وتنشر قيمه ومبادئه محليا وإقليميا ودولياً، وسيعمل البرنامج الوطني للتسامح على تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف وإثراء المحتوى العلمي والثقافي والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال. ويتضمن البرنامج العديد من المبادرات منها: مبادرة صوت التسامح والتي تقوم عن اختيار أفراد من مختلف شرائح المجتمع لنشر قيم التسامح ونبذ العنصرية والكراهية من خلال أنشطة وفعاليات هادفة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال المتاحة بالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة. ومن ضمن المبادرات أيضاً، برنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات والذي يعد البرنامج الأول على مستوى العالم ويهدف إلى نشر قيم التسامح في الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص من خلال الالتزام بمعايير ومؤشرات محددة، تعزز التسامح والتعايش، وتروج له ونبذ الكراهية والعنصرية والتفرقة على أساس الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو العرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©