ليفني تدعو إلى انتخابات مبكرة تكاليفها مليار دولار

أبلغت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مساء امس، الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بأنها فشلت في محاولتها لتشكيل حكومة جديدة ،وأوصت الرئيس بأن يدعو الى انتخابات جديدة· وقالت ليفني في اعلان مقتضب بعد اجتماعها مع بيريز '' ابلغت الرئيس انه في ظل الظروف الحالية يتعين علينا ان نجري انتخابات''· وقال محللون سياسيون، ان فرص استمرار مفاوضات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية المعلقة اصلا بسبب حملة انتخابات الرئاسة الاميركية، ستزداد صعوبة مع استعداد اسرائيل لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة· وامام بيريز ثلاثة ايام للتشاور مع مشرعين (نواب) آخرين ليرى ما اذا كان بإمكان أى شخص آخر، ان يشكل ائتلافا· وفي حالة عدم تمكن اى مشرع آخر من تشكيل حكومة ، فإنه يتعين اجراء انتخابات جديدة في غضون 90 يوما· وكان بيريز قد كلف ليفني في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بتشكيل ائتلاف جديدة ، بعدما استقال رئيس الوزراء ايهود اولمرت بسبب العديد من التحقيقات الجارية في فضيحة فساد ،ولا يزال رئيس حكومة تصريف اعمال· وواجهت ليفني انتقادات في حزبها اتهمتها بالتصلب ما أفشل المفاوضات مع الاحزاب الاخرى لتشكيل حكومة جديدة·وبالاضافة الى الهزة السياسية،فإن تكاليف الانتخابات المبكرة ستكون باهظة للاقتصاد، وعلى نحو خاص بسبب الازمة العالمية، كما قالت صحيفة ''معاريف'' العبرية امس، واضافت ان الخبراء يقدرون التكاليف بنحو 4,5 مليار شيكل،اى ما يزيد قليلا عن مليار دولار أميركي· وكانت ليفني قد قالت في تصريح مقتضب لصحيفة ''هآرتس'' الصادرة صباح امس: ''لست مستعدة للخضوع لابتزازات على صعيد السياسة او الميزانية· لذا فإننا نتجه الى انتخابات ولست خائفة منها''· وجاء تصريح ليفني بعدما اخفقت في تشكيل حكومة ائتلافية بعد مشاورات مع احزاب عدة استمرت اكثر من شهر· واتخذت الامور هذا المنحى بعد رفض حزب ''شاس'' الديني المتطرف (12 نائبا من اصل 120 في الكنيست) ولائحة التوراة الموحدة (ستة نواب) المشاركة في ائتلاف جديد· واشترط الحزبان اللذان يعتبر دعمهما ضروريا لتشكيل غالبية في البرلمان، زيادة كبيرة في المخصصات العائلية ووعدا خطيا بعدم التفاوض مع الفلسطينيين حول قضية القدس الشرقية الحساسة التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها عام 1967 والتي يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة لدولتهم الموعودة· و''شاس'' اليميني المتطرف عادة ما يكون عنصرا في تشكيل حكومات إئتلافية، أو يكون سببا في انهيارها، وعندما تخلت ليفني عن المحادثات واصفة مطالب ''شاس'' بزيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بأنها ''ابتزاز'' فإنها بذلك تكون قد اختارت الطريق الصعب في السياسة الاسرائيلية ،التي هزتها مؤخرا مزاعم فساد أجبرت رئيس الوزراء إيهود أولمرت على الاستقالة· وقالت ليفني بعد أن أوقفت المباحثات مع هذا الحزب : ''أنا مقتنعة تماما بأنني فعلت ما هو صواب وصدقوني ما من شيء يماثل هذا الإحساس·· أن اختار طريقا ما وأفوز''· وتوقع معلقون سياسيون إجراء انتخابات في منتصف شهر فبراير، اى قبل أكثر من عام من الموعد المقرر· وتوقعت استطلاعات الرأي فوز حزب ''ليكود'' اليميني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو· وكتب المعلق السياسي الوف بن في صحيفة ''هاآرتس'' يقول ''في حين ستبدأ ليفني حملتها بتأييد شعبي، فإنها ستفعل ذلك من منطلق ضعف سياسي·· إخفاقها في تشكيل حكومة''· وأضاف ''ولن يتوفر لديها أي من مميزات صاحب المنصب· سيظل إيهود أولمرت رئيسا للوزراء لعدة أشهر أخرى· وسيتمتع بكل لحظة· سوف يحدد الميزانية·· سوف يجري المفاوضات الدبلوماسية''· وقد قادت ليفني (50 عاما) باعتبارها وزيرة للخارجية، محادثات السلام مع الفلسطينيين وهي المفاوضات التي ترعاها واشــــــــنطن، ولم تسفر حتى الآن عن اتفاق كانـــــت واشـــــــنطن تأمل في إبـــــرامه قبل نهــــاية العام الحالي · ومن شأن إجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل ،القضاء على الاحتمالات التي كانت ضئيلة أصلا ،في التوصل إلى اتفاق قبل أن تنتهي فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير المقبل· وكانت ليفني قد خاضت غمار السياسة قبل أكثر من عشر سنوات، بعد أن كانت ضابطة في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) عندما كانت طالبة في باريس ثم عملت محامية شركات· ووصف أحد كتاب الصحف الاسرائيلية ليفني بأنها ''السيدة نزيهة''· ولديها ابنان وهي تحدد سياساتها بشكل وقور، وتعتمد على العبارات الرنانة· ووصف معلقون آخرون ليفني بأنها ''نتاج للآلة السياسية جيدة التجهيز التي يقوم بتشغيلها شركاء زوجها رجل الأعمال نفتالي شبيتسر ،ويشككون فيما إذا كانت قادرة على إحداث أي تغيير يذكر· وكان والدها إيتان يقود عصابة سرية مسلحة في الأربعينات، كانت تحارب من أجل سيطرة اليهود على كل فلسطين بدلا من تقسيمها مع العرب·