الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كوريا الجنوبية ترفض استئناف المفاوضات «السداسية»

كوريا الجنوبية ترفض استئناف المفاوضات «السداسية»
19 يوليو 2010 00:15
أعرب وزير خـارجية كوريا الجنوبية يو ميونج-هوان أمس، عن شكوكه في صــدق دعوات بيونج يانج مؤخراً إلى استئناف المحادثات "السداسية" حول نزع أسلحتها النووية، مبيناً أن بلاده لا تريد استئناف هذه المحادثات قبل أن تكف الدولة الشيوعية عن وضع شروط مسبقة غير مقبولة، وصرح الوزير لقناة "كاي.تي.في" التلفزيونية الحكومية بقوله "من المؤسف جداً أن تستخدم كوريا الشمالية المحادثات السداسية ذريعة لتحويل انتباه العالم عن حادث غرق الطراد الجنوبي شيونان". وأسفر غرق شيونان قرب الحدود البحرية الفاصلة بين الكوريتين في 26 مارس الماضي، عن مصرع 46 بحاراً كورياً جنوبياً مما زاد في حدة التوتر في شبه الجزيرة. وأعربت بيونج يانج سابقاً عن إرادتها استئناف الحوار لكنها اشترطت أن توافق الولايات المتحدة قبل ذلك على التفاوض معها مباشرة حول معاهدة سلام تضع حداً لحالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية المستمرة منذ توقيع الهدنة عام 1953) ورفع العقوبات المفروضة عليها، وأكد ميونج-هوان "لم يحن وقت مناقشة استئناف المفاوضات السداسية مع هذه الطلبات الكورية الشمالية"، وانسحبت بيونج يانج من المفاوضات السداسية التي تضم الولايات المحدة والصين والكوريتين وروسيا واليابان، في أبريل 2009 بعد تجربة صاروخية مثيرة للجدل رد عليها مجلس الأمن الدولي بعقوبات، وتهدف المفاوضات التي انطلقت في 2003، إلى اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برامجها النووية. وقد توصل تحقيق دولي نهاية مايو الماضي، إلى أن طوربيداً أطلقته غواصة كورية شمالية تسبب بغرق شيونان لكن كوريا الشمالية نفت أي مسؤولية لها عن هذا الحادث. وكان مجلس الأمن بحث حادث إغراق شيونان بناء على طلب من سيؤول، وبعد عدة أسابيع من المناقشات، أصدر قرارا في وقت سابق الشهر الحالي يؤيد فيه اتهامات كوريا الجنوبية لجارتها الشمالية ولكن مع الإشارة لنفي بيونج يانج تورطها في الهجوم، وسارعت الصين وكوريا الشمالية بالدعوة إلى استئناف المحادثات السداسية. وقالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إنه لابد أن تتوقف بيونج يانج أولاً عن أفعالها الاستفزازية وتبدي موقفاً صادقاً بشأن منع انتشار الأسلحة النووية، ومن المنتظر وصول وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين هيلاري كلينتون وروبرت جيتس بعد غدٍ الأربعاء إلى سيؤول، حيث سيشكلان جبهة مشتركة مع حليفهما على خلفية توترات مع كوريا الشمالية. وستلتقي كلينتون وجيتس نظيريهما الكوريين الجنوبيين يو ميونج- هوان وكيم تاي يونج في 21 يوليو الحالي بسيؤول، في الوقت الذي يحيي فيه هذا البلد ذكرى اندلاع الحرب الكورية (1950-1953) التي خلفت بحسب التقديرات، ما بين مليونين و4 ملايين قتيــل وأدت إلى قيام منطقة عازلة على الحـدود الأكثر تسليحـاً في العالم. وسيكون ملف كوريا الشمالية في صلب هذه المحادثات الثنائية، ويعتزم البلدان "في مستقبل قريب" إجراء تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأصفر وفي بحر اليابان يتوقع أن تبرز تفاصيلها عقب اللقاء الرباعي في سيؤول، وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل أن طابع هذه المناورات دفاعي ولكنها ستبعث رسالة ردع واضحة إلى كوريا الشمالية، وقال مسؤول أميركي كبير في البنتاجون إن هذه المناورات ستمتد "لعدة أشهر" وسيكون شق منها مخصصاً للدفاع المضاد للغواصات. إغراق «شيونان» يلقي بظلاله على منتدى الأمن الآسيوي هانوي (أ ف ب) - يرى محللون أن التوترات المتصلة بغرق بارجة البحرية الكورية الجنوبية "شيونان" التي تنسبها سيؤول إلى كوريا الشمالية، قد تلقي بظلالها على منتدى الأمن في آسيا الذي ستشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وسيجتمع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" اعتباراً من مساء اليوم في العاصمة الفيتنامية هانوي على أن يتوجون لقاءاتهم الجمعة المقبل باجتماع منتدى الأمن في آسيا تنضم إليه أيضا الكوريتان والولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا. وتريد كوريا الجنوبية إدانة بيونج يانج في مؤتمر الأمن في آسيا لهجومها على بارجتها الذي خلف 46 قتيلاً في 26 مارس الماضي. ويتوقع أن تحظى بدعم حليفها الأميركي أثناء زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين هيلاري كلينتون وروبرت جيتس بعد غدٍ الأربعاء. لكن مع نفي كوريا الشمالية أي ضلوع لها في القضية، يبدو التوصل إلى بيان مشترك في منتدى الأمن أمراً معقداً مع وجود الصين وروسيا من جهة وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة من جهة أخرى كما قال أحد الدبلوماسيين. وفي الواقع عبرت الصين التي تعتبر الحامية التقليدية لبيونج يانج، في 9 يوليو الحالي عن معارضتها في مجلس الأمن لأي إشارة مباشرة إلى مسؤوليتها في الحادث. وقال الدبلوماسي نفسه "اعتقد أنه سيكون هناك شرارات" في منتدى الأمن في آسيا. واتضح الموقف في الحقيقة في مسودة بيان مشترك لوزراء خارجية آسيان، إذ عبر فيها وزراء خارجية الدول العشر عن "قلقهم" العميق إزاء غرق البارجة الكورية الجنوبية وإزاء "التوتر المتزايد" لكنهم امتنعوا عن توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى كوريا الشمالية. وفي نهاية المطاف رأى محللون ودبلوماسيون أن منتدى الأمن قد يصل إلى موقف مماثل تقريباً لموقف مجلس الأمن وآسيان، وهو التعليق على الهجوم دون إدانة مباشرة لبيونج يانج.
المصدر: سيؤول، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©