الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قادة أوروبا يبحثون ملامح اتحادهم ما بعد خروج بريطانيا

قادة أوروبا يبحثون ملامح اتحادهم ما بعد خروج بريطانيا
16 سبتمبر 2016 21:16
حذرت ألمانيا وفرنسا، اليوم الجمعة، بأن الاتحاد الأوروبي في "وضع حرج" ومهدد بـ"التفكك"، خلال قمة أوروبية تعقد في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا بهدف رسم ملامح أوروبا ما بعد خروج بريطانيا منها.   ويسعى القادة الـ27، المجتمعون في قصر في أعلى تلّة مطلة على نهر الدانوب، للاتفاق على أجندة هدفها إحياء المشروع الأوروبي، في وقت تصطدم الدعوات لرص الصفوف بخلافات لا تزال عميقة.   وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "إننا في وضع حرج" وقالت "يجب أن نثبت عبر أعمالنا أن بإمكاننا أن نعمل بشكل أفضل"، ذاكرة الأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع كأولويات.   وأبدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الحزم ذاته ولخص مصير الاتحاد الأوروبي قائلا "إما التفكّك، أو الذوبان، أو على العكس الإرادة المشتركة في إعطاء أوروبا مشروعا. هذا ما أدعوه الدفع الجديد".   وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي يستضيف القمة، إن على القادة الأوروبيين الخاضعين للضغط إجراء "محادثات صريحة جدا حول الوضع الذي وصل إليه الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن الهدف هو التوصل الجمعة إلى "خارطة طريق" للأشهر الستة المقبلة.   وحذر هولاند بأن فرنسا "تبذل الجهد الأساسي من أجل الدفاع الأوروبي، لكن لا يمكنها أن تقوم بذلك لوحدها"، معتبرا أنه "في حال اختارت الولايات المتحدة النأي بنفسها، يجب على أوروبا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها".   تعتزم باريس وبرلين، المحركان الرئيسيان للدفاع المشترك، عرض مبادرة مشتركة، خلال اجتماع براتيسلافا، لتسهيل القيام بعمليات أوروبية خارجية والحصول على المزيد من التمويل الأوروبي.   وقالت مصادر دبلوماسية إن خروج بريطانيا التي حبذت على الدوام العمل في إطار الحلف الأطلسي، يتيح فرصة للتقدم في هذا الملف، في وقت تواجه أوروبا الإرهاب وتحيط بها أزمات وحروب.   وتقترح المفوضية الأوروبية خصوصا "موارد عسكرية مشتركة" و"قيادة أركان موحدة" وإنشاء صندوق أوروبي لتحفيز البحث والابتكار في الصناعات الدفاعية قبل نهاية السنة.   وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "حتى الآن، ليس هناك قيادة أركان عملانية، بل مجرد لجنة عسكرية تضم الدول الأعضاء الـ28".   وفي ملف الأمن أيضا، بات هناك إجماع على تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.   وإن كانت المفاوضات حول انفصال لندن عن الكتلة غير مطروحة على جدول أعمال القمة، إلا أن القادة الأوروبيين سيبحثون الموضوع خلال غدائهم على نهر الدانوب.   ومن المتوقع أن يؤكدوا مجددا على موقف الـ27 المشترك القاضي بعدم الدخول في مفاوضات مع البريطانيين ما لم يباشروا آلية خروجهم من الاتحاد.   غير أن وزيرة الدولة الفرنسية للمسائل الرقمية أكسيل لومير أكدت، للصحافة مع افتتاح قمة براتيسلافا، أنه ليس هناك نية لمعاقبة البريطانيين على تصويتهم من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكنها أضافت "علينا أن نتثبت من الحفاظ على مصالح أوروبا ومصالح فرنسا".   إلا أن قمة براتيسلافا لن تنجح في محو كل الخلافات الأخرى القائمة بين الدول الأعضاء. وأقر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الأربعاء أمام النواب الأوروبيين "لم أر من قبل مثل هذا التشرذم ومثل هذا الضعف في التقارب داخل أمتنا".   ولا تزال الخلافات عميقة حول مسائل مثل العمالة المنتدبة أو توزيع اللاجئين الوافدين إلى إيطاليا واليونان داخل الاتحاد الأوروبي.   وترى دول مجموعة "فيزغراد"، التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا وتشيكيا وهي الأكثر معارضة لمشروع توزيع اللاجئين، أنه من الواجب مراجعة طريقة عمل الاتحاد الذي تهيمن عليه بعض الدول الكبرى.   من جهتها، تشدد دول كاليونان وفرنسا وإيطاليا، التي اجتمعت في أثينا الأسبوع الماضي، على مسائل مثل وجوب تقاسم أعباء الهجرة وتخفيف سياسات التقشف في الميزانية.   وتشكل دعوة وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن مؤخرا إلى استبعاد المجر من الاتحاد الأوروبي لانتهاكها قيمه الأساسية تجسيدا آخر للانقسامات في الكتلة الأوروبية.   ولطف رئيس حكومة لوكسمبورغ كزافييه بيتل من حدة هذا الموقف، اليوم الجمعة في براتيسلافا، مؤكدا "ليس هذا موقفا تتبناه حكومتي" وأضاف "إننا جالسون إلى طاولة، كعائلة، ونبحث المشاكل كعائلة ونحاول إيجاد حلول".   وطالب رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بـ"معاملة المجريين باحترام" في ختام لقاء مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي يوجه إليه انتقادات شديدة.   وقال مسؤول أوروبي "إننا نبدأ آلية" في براتيسلافا، مشيرا إلى وجوب عدم ترقب الكثير من هذا الاجتماع غير الرسمي الذي ينظم خلافا للعادة خارج بروكسل.  ويرجئ الأوروبيون القرارات الكبرى إلى قمة أخرى مقرر عقدها في روما في مارس 2017 بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع المعاهدة المؤسسة لبناء الاتحاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©