السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حي كروزبرج في برلين لا يرحّب بـ«جوجل»

حي كروزبرج في برلين لا يرحّب بـ«جوجل»
11 يونيو 2018 22:34
برلين (أ ف ب) تعيش أحياء في برلين صراعاً بين تقاليدها من جهة، والنمط الذي تفرضه الشركات التكنولوجية والرقمية الحديثة من جهة أخرى، ما ينذر بانفجار هذه التناقضات في وقت قريب. في حيّ كروزبرج، تقيم مجموعة «جوجل» مقراً لها ينتهي العمل منه في الأشهر المقبلة، وهو واحد من 6 مشاريع في مناطق عدة من العالم، لكنه الوحيد الذي يُستقبل بهذا الرفض من جانب السكان المحليين. ومن المقرر أن يمتدّ المركز على 3 آلاف متر مربّع، في غرب برلين، فيها مقاه ومساحات مشتركة للعمل. وإذا كانت هذه الفكرة لاقت قبولاً في وارسو أو سيؤول، ولاسيما لرؤية الموظفين وهم يتمتعون بخدمات شتّى تقدّمها لهم المجموعة، من مأكولات سريعة بين الوجبات، إلى أوقات استراحة للعب البلياردو، فإن الأمر مختلف في برلين، بل إن شوارعها لا تخلو من تظاهرات معترضة على هذا المشروع. ويقول لاري باجبلاك أحد منظمي حملة «تباً لجوجل» في برلين: «هذه الشركة الضخمة التي يقوم اقتصادها على المراقبة الجماعية تريد أن تحطّ هنا» واصفاً ذلك «في ظلّ فقدان الناس لمنازلهم» بسبب ارتفاع قيمة الإيجارات، بأنه ينطوي على عجرفة وعنف شديد». وتنظّم هذه الحملة في أول يوم جمعة من كلّ شهر تظاهرة أمام المكان الذي سيقام عليه مقرّ جوجل، وصارت العبارات التي تطالب جوجل بالرحيل عن المدينة منتشرة على عدد من الجدران في الشوارع. «حصان طروادة» لكن رالف بريمير، المتحدث باسم جوجل في ألمانيا، يرى أن هذه «الشيطنة» لشركته فيها قدر من المبالغة. ويؤكد أن «هذا المكان سيكون مفتوحا للجمهور، ولكلّ من يثير مجالُ الشركات الناشئة اهتمامَهم». ويتحدّث بريمير عن مكان مخصّص لاستقبال المستفيدين من برنامج لاحتضان المشاريع الجديدة، مؤكداً أن عدد الموظفين الثابتين بدوام كامل في جوجل لن يتخطى الخمسة. لكن ذلك لا يبدو أنه يقنع المعارضين، بل هم يرون أن هذا المقرّ هو أشبه «بحصان طروادة، تجمع جوجل فيه الأفكار والكفاءات والمشاريع، ومن ثم تدخلها إلى إمبراطوريتها، مروراً بإيرلندا وهولندا، مع عدم دفع الضرائب»، وفقاً للاري باغبلانك. أما رئيس بلدية برلين مايكل مولر فيرى أن المشروع سينشّط الاقتصاد المحلّي ويضع المدينة في قائمة عواصم التكنولوجيا العالمية. وتجذب برلين عدداً كبيراً من الشركات الكبيرة والشركات الناشئة متفوقة في مجال الاستثمارات الناشئة على باريس ولندن، بحسب تقارير متخصصة. «سيليكون آلي» لكن اكتساب العاصمة الألمانية للقب «سيليكون آلي» على غرار «سيليكون فالي» في كاليفورنيا لا يروق للكلّ، ولا يتوافق مع صورة للمدينة يرغب كثيرون بالحفاظ عليها. فمع انتعاش برلين اقتصادياً، وفي مجال التكنولوجيا وانتشار الشركات الناشئة، تكاد مشاغل الفنانين التي تستأجر عادة ببضع مئات من الدولارات تختفي. فقد أظهرت دراسة أعدتها شركة «نايت فوكس» المتخصصة، أن قيمة العقارات ارتفعت في برلين بنسبة 20.5 % في المتوسّط بين العامين 2016 و2017، علماً أنها وصلت في حي كروزبرغ إلى 71%. لكن جوجل ترفض أن تُحمّل هي مسؤولية هذا الارتفاع في الأسعار، ويقول المتحدث:«نحن أيضاً من سكان برلين، ونعرف أن الأسعار ترتفع منذ بداية القرن الحالي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©