الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

200 مليار دولار تنفقها منطقة الشرق الأوسط على مشاريع المترو

200 مليار دولار تنفقها منطقة الشرق الأوسط على مشاريع المترو
11 يونيو 2018 22:36
يتوقع أن يصل إنفاق الشرق الأوسط على السكك الحديدية إلى 200 مليار دولار بحلول 2030. وذلك لأن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد نهضة عمرانية كبيرة، يمكنها أن تتغلب على مشاكل الازدحام المروري والتلوث الناجمة عن هذا التوسع، بمشروعات السكك الحديدية، خاصة المترو والترام، لنقل أعداد كبيرة من الناس، بسرعة وكفاءة، وفعالية من حيث التكلفة، وبشكل يعزز من النمو الاقتصادي وقطاع النقل، بحسب تي ماي تران، مديره شركة ألستوم بالخليج. ويعتبر مترو الرياض في السعودية أحد أكبر مشروعات النقل في العالم، حيث سيعمل هذا المشروع على الاستفادة من الابتكارات التقنية الرائدة مثل الإشارة التلقائية للقطارات لتقليل الممرات إلى 90 ثانية، واستعادة الطاقة من خلال استثمار طاقة الكبح وتحويلها إلى الشبكة الكهربائية العامة. وفي مصر، من المقرر أن يستخدم مشروع الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة أنظمة الإشارة المتقدمة لضمان توفير رحلات آمنة وسلسة ومريحة. وستدعم هذه الابتكارات المسارات القصيرة التي يمكنها نقل الركاب المتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون شخص يومياً بحلول موعد افتتاح الخط في عام 2022. وتعتبر العاصمة الإماراتية أبوظبي إحدى أبرز المدن لبناء شبكة مترو بأرقى المستويات العالمية، إذ تمتاز المدينة بشوارع واسعة وأقل حركة، إلا أنها لا تزال بحاجة لتطوير قطاع النقل الجماعي. فمع استضافتها لمتاحف عالمية مرموقة، وباعتبارها مركزاً للشركات العالمية متعددة الجنسيات، وجهود استضافة المزيد من الفعاليات والأحداث الضخمة، يجب على أبوظبي التفكير بجدية في السكك الحديدية بجانب أنظمة النقل التقليدية مثل سيارات الأجرة وحافلات النقل العامة. ولا تحتاج السلطات لبناء مترو ضخم في البداية، حيث يمكن الاستعاضة عن ذلك بمترو صغير يسهم، على سبيل المثال، في الحد من الازدحام الكبير الذي يشهده مركز المدينة. ثم يمكن توسعة المترو بعد ذلك ليصل إلى وجهات أبعد كالمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ومضمار ياس، وشاطئ الراحة. كما يمكن للمترو التكامل مع خطوط النقل العام أو الترام الأخرى. وتتطلع هيئات النقل في الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتبني أحدث ابتكارات وتقنيات المترو، والتي تغطي المزايا الاقتصادية رئيسة. فغالباً ما يكون المترو هو أول نقطة اتصال للمسافرين من رجال الأعمال عند وصولهم إلى مطار المدينة. لذا فإن وجود مترو سريع يمتاز بالتصميم الأنيق وسهولة الاستخدام يربط المطار بوسط المدينة يمنح انطباعاً أولياً قوياً لدى الزوار. وهذا ما تؤكده المدن التي تبني خطوط المترو انطلاقاً من إدراكها لأهمية التنقل الحضري، وهو ما يمكن لمشاريع السكك الحديدية في دول الخليج أن تحققه. وفي المدن، التي غالباً ما تشهد ازدحامات مرورية تؤثر كثيراً في زمن التنقل، يمكن لخطوط المترو أن توفر أسلوباً سريعاً وفعالاً وآمناً يمكن الناس من الوصول إلى أعمالهم في الوقت المحدد، ما يضمن عدم وقوع خسائر في الإيرادات أو الإنتاجية. أما فيما يتعلق بالفعاليات والأحداث الضخمة، فيمكن للمترو نقل أعداد كبيرة من الأشخاص بسرعة وكفاءة عالية. وتشكل البنية التحتية للمواصلات أحد العوامل الرئيسية عند اختيار المدينة المناسبة للعيش والعمل، خاصة بالنسبة لجيل الألفية، الذين يشكلون جزءاً كبيراً من القوى العاملة في دول الخليج. وفي إحدى الدراسات التي أجريت مؤخراً عن جيل الألفية، يفضل نحو 40% من الطلاب، على سبيل المثال، الانتقال إلى العمل بوسائل النقل الجماعية، خاصة عند الإشارة إلى التكاليف والراحة وممارسة الرياضة. ويمكن لخطوط المترو أن تزيد المشروعات العقارية وتعزز قيمتها المادية على طول محطات المترو، حيث يفضل العديد من السكان العيش على مسافة قريبة من محطات النقل الجماعي. وفي الوقت نفسه، يمكن لمشاريع المترو أن تسد نفقاتها بنفسها بالاستفادة من منهجية «القيمة المتولدة». كما تسهم خطوط المترو بنحو خاص في خفض أعداد السيارات على الطرقات وبالتالي خفض انبعاثات الكربون، ودعم المجتمعات لتصبح أكثر صحة وصداقة للبيئة. لذا، فإن وجود خطوط المترو يدعم تحقيق أهداف دول الخليج العربي ضمن اتفاق باريس بشأن المناخ. واعتاد الركاب الحصول على المعلومات بشكل فوري في مختلف جوانب حياتهم اليومية، ولا تشكل تجربة انتظار واستقلال القطار أو المترو أي استثناء، فعلى سبيل المثال، يوفر برنامج «أوبتيمت أوربان ماب»، الذي تم تطويره بوساطة شركة «ميترولاب»، رؤية فورية وحيوية ومتكاملة لحركة النقل في المدينة، بدءاً من موقع القطار إلى أوقات السفر، إضافة إلى الأماكن المهمة القريبة. وتدعم تحليلات ومستشعرات أوبتيمت وإنارة ليد التي يمكن أن تساعد الركاب على ركوب عربات القطار بشكل أكثر كفاءة. يذكر أن شركة «ألستوم» شاركت في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في تنفيذ مترو القاهرة، الذي يعتبر المترو الأول من نوعه في أفريقيا، من خلال نشر العربات، والإشارات، والتحكم المركزي، والاتصالات، والبنية التحتية لـ 3 خطوط. كما تعمل ألستوم حالياً على تحديث 52 وحدة مترو في الخط الأول من مترو القاهرة ومشروع مسار 2020 بدبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©