الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخبراء: «الآيباد» يعطل قدرة الطفل على التواصل

الخبراء: «الآيباد» يعطل قدرة الطفل على التواصل
6 مايو 2013 20:40
أبوظبي (الاتحاد) ـ هناك كثيرون من لديهم قناعة تامة بأن «الآيباد» جهاز تعليمي وتفاعلي رائع للأطفال، ويساهم كثيراً في تطوير ذكاء الطفل وقدراته، لكنهم لا يدركون أن هذا الجهاز، كغيره من الأجهزة الرقمية الذكية، نافذة مفتوحة على العالم، يضع أمام الطفل ما لا يمكن تخيله من برامج ومواد ترفيهية من أقصى الشرق لأقصى الغرب، من برامج تعليمية وألعاب ومعلومات ومواد عرض. الأطفال في الأغلب يعرفون خبايا الأجهزة وطرق التعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة والتغلغل في مكتبات البرامج والمحتوى أكثر من الكبار، وهذا يعني أنه من الخطأ أن يعتمد الكبير على جهل أطفاله بالتقنية ويضع هذه الأجهزة بين أيديهم ثقة منه بأنه ليس بإمكانهم تجاوز الشاشة الرئيسية والبرامج المحملة على الجهاز، فكم سمعنا من أشخاص عن دهشتهم لوجود برامج كثيرة جديدة محملة على أجهزتهم بعد أن أعطوها لأطفال لبعض الوقت، أو صفحات إنترنت مفتوحة، أو لقطات فيديو جديدة تم عرضها على أجهزتهم. كثير من الدراسات التربوية الحديثة تشير إلى أن استخدام الطفل المبكّر لوسائل التكنولوجيا وخاصة «الآيباد» من شأنه أن يعطّل من استيعابه ويؤثر على علاقته مع الأهل خاصة إذا لم يكن في سن المدرسة بعد لأن ذهن الأطفال وأجسامهم تتطوّر وتتفاعل بسرعة في سن الثالثة وحتى السابعة مع الأمور المحيطة به. فلابد أن يعتمد الطفل على حاسة اللمس والملاحظة والحركة في العالم من حوله كي يكوّن خبراته، لا أن يستمدّها من شاشة تعمل باللمس. يتعلّم الطفل باحتكاكه مع غيره من الأطفال ومع الوالدين ويطوّر مشاعره ويتعلّم كيفية التكيّف والتحكّم في عواطفه والتعاون مع غيره في هذا السن ويكتسب الثقة أيضاً من مختلف تعاملاته. إنه السن الذي تتطوّر فيه حواس البصر والسمع واللمس، فإذا قضى الطفل ساعات على أجهزة «الآيباد» دون التفاعل مع العالم من حوله لن ينشأ بصورة صحيحة جسدياً وعاطفياً واجتماعياً وستفوته الكثير من الخبرات والتجارب التي من شأنها أن تنمّي إبداعاته ومواهبه التي تبدأ في الظهر في هذا السن الصغير، وسيبدأ بالشعور بالعزلة عن العالم وعن أقرانه وبالتالي الخوف من المجتمع وعدم الشعور بالأمان. النصيحة التي يسوقها الخبراء ليست بمنع أجهزة «الآباد» تماماً عن الطفل، بل تحديد أوقات معينة في اليوم لاستعمالها مع مراقبة المحتوى الذي يستخدمه الطفل ويطّلع عليه عبر تلك الأجهزة. إنها مسؤولية الوالدين أن يحددا فترة زمنية معينة يستخدم فيها الطفل هذه الأجهزة للعب والسماح له بعمل أشياء أخرى مفيدة بعيداً عنها مثل اللعب مع الأصدقاء أو القراءة أو الدراسة أو ركوب الدراجة أو غيرها من النشاطات. كما يتوجب على الوالدين أن يشرحا لطفليهما أن «الآيباد» ليس وسيلة للعب أو التسلية طوال الوقت، وعليهما أن يراقبا تاريخ المواقع التي زارها الطفل الأكبر سناً على تلك الأجهزة لمعرفة كيف يستخدمها. ففي النهاية، أجهزة «الآيباد» وسيلة تعليمية ممتازة لكن إذا استخدمت في الوقت الصحيح، ومع السن المناسب. وبمعايير وضوابط تحقق الغاية المرجوة منها دون أي تأثير سلبي على صحة الطفل النفسية أو الجسدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©