الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال يرفضون العمل النسائية لأسباب نفسية وآخرون يفضلونها لعوامل موضوعية

رجال يرفضون العمل النسائية لأسباب نفسية وآخرون يفضلونها لعوامل موضوعية
22 يناير 2010 21:48
هل تقبل العمل تحت إدارة نسائية؟ وبمعنى آخر هل تقبل أن تكون مديرتك امرأة؟.. سؤال يرفض عدد كبير من الرجال أن يفكروا فيه أصلا، وذلك لأسباب كثيرة يمكن ردّها لمبدأ أساسي وهو أنها تتنافى ومبدأ القوامة الذي منحته الديانات والقوانين الوضعية للرجال دونا عن النساء، وكل ما يمكن أن يأتي بعده من أسباب فتندرج تحت هذا البند ومن بينها العادات والتقاليد التي أطلقت يد المرأة في بيتها وقصرتها عن المجالات الأخرى في خارجه. ثمة أسباب كثيرة تدفع العديد من الرجال للقول إن العمل تحت قيادة، أو إدارة امرأة، أمر صعب القبول من الناحية النفسية على الأغلب. كثيرون من الرجال الذين التقيناهم، لم يفضلوا العمل مع الإدارة النسائية إذا ما تم تخييرهم في الأمر وذلك للأسباب التي ذكرت سابقا، لكن أحدا منهم لم يعلن عن رفضه لهذا العمل إذا ما تحول الأمر إلى حقيقة واقعة على الأرض، وذلك من مبدأ احترامهم لقوانين العمل أولا، وثانيا لقناعتهم بأن الإدارة النسائية تمتلك بعض المواصفات والميزات التي تؤهلها للقيادة والإدارة بنجاح في كثير من الأحيان، والدليل على ذلك وجود الكثير من النساء في مواقع قيادية مهمة مثل الوزارة والبرلمان وإدارة الشركات الكبرى وغيرها. الرجال يتفوقون محمد شوقي الشربيني، مهندس معماري، يبدو مقتنعا بأن «الرجال يتفوقون على النساء» في مجالات العمل ولا سيما مجاله أي الهندسة المعمارية، ومن هذا المنطلق فإنه لا يفضل الإدارة النسائية بشكل عام. ويعترف الشربيني بشعوره الحقيقي بالتفوق على المرأة من ناحية الذكاء والقدرة على القيادة، وإن كان لا ينكر ذكائها وقدرتها على التفوق في مجالات أخرى غير المنزل مثل التدريس والتمريض. لافتا إلى أن هذا الرأي هو جزء من قناعاته كرجل شرقي تعود على إلقاء الأوامر للمرأة وقيادتها في المنزل فلا يستطيع الآن أن يتقبل كونها مديرته وستلقي عليه الأوامر والتعليمات. يقول: «أنا لا أتقبل وجود امرأة تدير هذا المجال في العمل، أي الهندسة، وإذا ما حدث ذلك فيجب أن تكون ذات كفاءة وخبرة عالية، وإن كان ذلك صعبا، أما إذا ما حدث فعلا فسوف أتقبله، ولكن لن أكون سعيدا، فالمسألة نفسية». من جهته يشير محمد عبد الباسط، إلى أنه لم يجرب الإدارة النسائية، لكنه يجد أنه من الصعوبة تلقي الأوامر والتعليمات من امرأة، وذلك لأسباب نفسية بالدرجة الأولى. يقول عبد الباسط: «أنا لا أشكك في قدرات المرأة بل على العكس من ذلك هنالك سيدات ناجحات وذكيات جدا، ولكن بالنسبة لنا نحن الشرقيين فإننا لم نتعود على أن نتبع للمرأة، بل تربينا على أن القيادة للرجل في المنزل وخارجه، لذلك يبدو من الصعب أن يتعود الرجل على مسألة قيادة المرأة له حتى في العمل». يضيف قائلا: «كذلك فأنا أعتقد بأن التعامل بين الرجال في العمل أفضل، فهم يفهمون بعضهم بعضا من الناحية النفسية وبناءً على ذلك فهم أقدر على التعامل فيما بينهم، لكن هذا لا يعني التشكيك بقدرات المرأة، فهنالك سيدات أفضل من الرجال في العمل». من ناحية أخرى يرى نزار صالح بأنه لا يحبذ إدارة امرأة، وذلك بسبب الهرمونات النسائية التي تتحكم في مزاجها وبالتالي قراراتها، وهو كلام مثبت علميا، فالمرأة تخضع لمزاجات وتقلبات مختلفة بسبب تغير مستوى الهرمونات في جسمها، وهو ما يجعلها غير متوازنة في كثير من الأحيان، وفاقدة لقدرتها على العمل بموضوعية، فضلا عن طبيعتها العاطفية والتي تجعل مشاعرها تسيرها لدى إصدار القرارات ما ينتج عنه بعض الأخطاء. أما أحدهم، وقد فضل عدم ذكر اسمه، فقد صرح بأن تجربته مع إحدى المديرات التي عمل تحت إمرتها قد أفقدته الثقة بالنساء عموما، وذلك للطريقة السلبية التي أدارت بها الأمور وافتقادها للخبرة والكفاءة والمهنية، موضحا أن بعض النساء يفقدن أو يتخلين عن أنوثتهن مع أول منصب إداري يتقلدنه، وربما كان ذلك حتى لا يشعر الرجل بضعفها. الكفاءة هي المعيار وعلى الرغم من تشدد كثير من الرجال فيما يتعلق بالإدارة النسائية، بالمقابل نجد نماذج رجالية تنظر للأمر من زاوية مختلفة تستند إلى الكفاءة والمهنية قبل الجنس، يقول ميشيل القرى، بائع، «لا يوجد لدي حساسية تجاه عمل المرأة أو كونها مديرا، ومن خلال تجربتي المحدودة مع الإدارة النسائية، حاليا مديرتي امرأة، لم ألحظ هنالك فرق بين الإدارة النسائية أو الرجالية، الأمر المهم بالنسبة لي هو الكفاءة والمهنية وكذلك أن يقدر المدير عملي سواء أكان رجل أو امرأة. والحقيقة أن هذه الصفات متوفرة في مديرتي فهي تعمل أكثر من الرجال». إلى ذلك يقول عبد المجيد طرفة، موظف بنك: «في السابق كانت مديرتي امرأة، ولم أمانع أو أشعر باستياء، فأنا أعتقد أن الإدارة تعتمد على الشخص نفسه وليس على جنس المدير وكونه ذكرا أم أنثى، هنالك مديرات ناجحات وهنالك العكس، وهنالك مدراء من الرجال ناجحون وهنالك العكس أيضا». يتابع طرفة، «لا يوجد لدي مشكلة بالعمل تحت إدارة سيدة، فنحن في المغرب العربي متفتحون جدا، وفي بلادنا ثمة قاضيات ووزيرات، والمرأة عندنا خرجت للعمل منذ فترة طويلة نتيجة تأثرها بالحضارة الغربية، أما إذا ما تحدثنا عن القوامة فلا ننكر أن القوامة الآن في البيت للنساء أكثر من الرجال، فهي التي تدير البيت بشكل فعلي». ويختم طرفة بقوله: «لا مانع لدي في العمل تحت قيادة امرأة، ولكن المشكلة أن أعمل مع مدير لا يمتلك الكفاءة والمهنية، فالمدير يجب أن يكون كفؤا وأن يتعلم منه الموظفون، وإن كنت شخصيا أرى أن المرأة تحمل ميزات وصفات جيدة تؤهلها للقيادة مثل الحذر في التعامل مع الآخرين واحترام القوانين، بينما تجد الرجال متهورين ومغامرين في كثير من الأحيان». كذلك يقبل سليم مشيط، وهو رجل أعمال، بالإدارة النسائية إذا امتلكت الكفاءة والقدرة على القيادة، يقول مشيط: «أرى أن المرأة تعمل أكثر من الرجل، وهي إذا أمسكت عملا تحافظ عليه بقوة وهي منظمة وصبورة وهذه صفات النجاح في القيادة». أما علي محمودي، فيرى أن إدارة المرأة أفضل من الرجل، وبالنسبة له فهو يفضل أن يعمل تحت إمرتها، ولذلك أسباب كثيرة، من أهمها أنها تقدر ظروف الأشخاص الذين يعملون معها في أحيان كثيرة، إلى ذلك فإن العلاقة في العمل تكون أفضل وذلك بسبب وجود الحدود التي بين الطرفين في العمل. المشكلة في التربية بدوره أكد الدكتور محمد الصابونجي أستاذ علم الاجتماع، أن المشكلة تعود إلى التربية، فنحن في المجتمع لا نهيئ أطفالنا الذكور لتقبل قيادة المرأة، بل نغرس فيهم منذ الصغر رفض قيادتها لأي أمر حتى لو كانت شقيقته الكبرى أو والدته بدعوى أنه رجل البيت الأقدر على القيادة. يضيف الصابونجي أن الذكر في المنزل يربى على أن تنازله عن القيادة فيه انتقاص لرجولته وقوامته، وأن التنازل عن حقه في القيادة سيتبعه بلا شك تنازل في أمور أخرى، الأمر الذي يجعل المرأة المديرة تخلق لنفسها آلة دفاع واقية تتمثل في سلاح الخشونة والحدّة والتخلي عمدا عن الأنوثة التي ربما ينعكس ذلك عليها في سائر حياتها اليومية. وهنا يشير إلى أن الحل يكمن في إعادة التربية وفق قاعدة جديدة وهي أن القيادة لمن يستحقها بغض النظر عن جنسه، وأن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة صراع بل تعاون ومشاركة وعلى كل طرف أن ينظر للآخر على أنه شريك متساوي له في العمل أو الحياة وذلك حتى يظل كل طرف محتفظ بخصائصه التي فطره الله عليها أي الرجولة المستنيرة للرجل والأنوثة الجميلة للمرأة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©