الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات خاطئة

27 أكتوبر 2008 22:55
يحق لي أن أغضب، بل ويحق لنا جميعا أن نغضب، إن رأينا مستهتراً يلقي، بلا مبالاة، ''نفاياته'' في الشارع بدون أي اهتمام ودون أن يتردد ولو لثانية واحدة، وكأن هذه الأرض ما هي إلا مكب كبير لنفاياته ! ومن الغريب أن نرى من لا يطيق رمي المخلفات الخاصة في البيوت أو السيارات الخاصة به ، ولكنه لايجد ضيراً أو حرجاً من أن يلقي بها بكل بساطة في شوارعنا وبالقرب من بيوتنا، وكأننا لا نملك من هذا المحيط الواسع الذي نعيش فيه سوى حيز بسيط هو ما يسمى بالبيت أو السيارة · غريب أننا أصبحنا ندعي النظافة في بيوتنا ونكره أن نرى ورقة ملقاة على السجادة أو علبة مرطبات فارغة على الطاولة، ولا نشعر بالحرج من أنفسنا إن فتحنا النافذة وألقينا بأيدينا ''نفاياتنا'' في الشارع! كنا دائما نولول ونصيح قائلين بان المسؤولين والجهات الحكومية لا تلقي بالاً لقضايا البيئة وما قد تؤثره هذه المشكلات البيئة على صحتنا وصحة أولادنا وعلى مواردنا الوطنية الطبيعية، وها نحن الآن نسمع كل يوم عن مؤسسة ما أو مسؤول ما أو وزارة ما وقد أصبحت قضايا البيئة من أولوياتها · فها هو برنامج الشيخ زايد للإسكان يعلن في مؤتمره الإسكاني الأول تحت عنوان '' نحو إسكانية مستدامة '' دعمه لاستخدام مواد البناء الصديقة للبيئة ، ورغم كل هذا لازلنا نعيش الوضع ذاته ونستمر في السلوك الأناني ذاته تجاه البيئة وقضاياها· هذا الاهتمام الواضح بالبيئة لم يظهر فقط على مستوى مؤسساتنا الكبيرة ، بل امتد هذا الاهتمام ليشمل بعض المؤسسات الخدمية الاستهلاكية والتي جعلت من مصطلح ''صديق للبيئة '' شعارا لها دون أن تلقي بالا للتكلفة العالية لبعض المواد الصديقة البيئة، التي غلا سعرها نتيجة انخفاض إقبالنا عليها، فجندت أموالا طائلة لحملات إعلانية لحث المستهلكين على استخدام أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة· وبعضها الآخر قام ببيع حقائب ورقية عملية يمكن إعادة استخدامها توفيراً للعدد المهول من أكياس البلاستيك التي يغدق بها علينا الموظفون في الجمعيات وكأنهم في سباق للتخلص منها ! دعونا نتحدث على المستوى الشعبي للقضية ، ودورنا كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض، في المساهمة الإيجابية في حماية بيئتنا· فالمجتمع المتأثر الأول والأخير من هذه الآثار البيئية للنفايات والمهملات التي نلقي بها في كل مكان، ونحن أيضا الملزمين أولاً بإيجاد حل فعال لهذه القضايا· فكر قبل أن تتصرف ووازن بين الأمور ولا تستعجل في التخلص من شيء قبل أن تبحث عن حل آخر يحمل في طياته اقل الخسائر الممكنة· ونسأل هؤلاء ·· هل تعتقد ان الاحتفاظ بقنينة المياه أو كيس بلاستيكي في سيارة لدقائق معدودة حتى الوصول الى أقرب سلة مهملات سيتسبب في تشويه منظر سيارتك الداخلي الأنيق ؟ ·· أم أن ما ستكسبه من فوائد عظيمة إن انتظرت لدقائق ووضعتها في الأماكن المخصصة لها سيكون أجدى وأفضل وتتجنب بذلك تلويث البيئة وانتشار الأمراض، وتشويه المنظر العام· حاول أن تساهم وبشكل فعال في نشر سلوك حضاري بين أقرانك الآخرين من سائقي المركبات !· ضبابه الرميثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©