عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي (رام الله، غزة)
أحيا أكثر من 250 ألف فلسطيني ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة. وعززت شرطة الاحتلال من وجودها العسكري في مدينة القدس، وتحديدًا بالبلدة القديمة وعند أبوابها، ونشرت الآلاف من قواتها الخاصة وشرطة حرس الحدود، ونصبت الحواجز العسكرية والحديدية في شوارع المدينة ومداخلها، وسيرت عشرات الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة. وأعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق حاجز «قلنديا» أمام حركة السيارات ذهاباً وإياباً واقتصار العبور على حركة المشاة فقط.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد اتخذت الاستعدادات كافة لاستقبال جموع المصلين، وقال منسق لجان النظام في المسجد الأقصى رضوان عمرو: «إن طواقم دائرة الأوقاف كافة استنفرت جهودها، وأعلنت جاهزيتها لاستقبال المصلين في المسجد الأقصى من أجل أداء صلاة العشاء والتراويح ولإحياء ليلة القدر».
وأوضح أن المئات من متطوعي لجان النظام من أجل الحفاظ على الأمن والنظام بالمسجد، بالإضافة إلى تعزيزات على مستوى لجان النظافة والاسعاف والطوارئ، وفريق الإطفاء والدفاع المدني، وفرق الصيانة العاجلة مثل الكهرباء والمياه والإنذار المبكر والسماعات. وأشار إلى أنه تم توزيع عشرات آلاف وجبات الإفطار والسحور على المصلين، كما تم تجهيز الطواقم واللجان الصحية، من أجل تقديم الخدمات الصحية للمصلين.
إلى ذلك، أعلنت مصادر عبرية أن مستوطنة إسرائيلية أصيبت بجروح خطيرة أمس، بعد إقدام فلسطيني على طعنها قرب سوق تجاري في مدينة «العفولة» في الأرض المحتلة عام 1948. وأدعت المصادر العبرية أن شاباً من الضفة الغربية المحتلة أقدم على طعن مستوطنة إسرائيلية في مدينة العفولة، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة الخطورة، وأن شرطة الاحتلال قامت باعتقال المنفذ بعد إطلاق النار عليه وتجري التحقيقات لمعرفة خلفية العملية. وأعلنت المصادر أن منفذ عملية الطعن شاب فلسطيني في الثلاثينات من العمر من مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وأنه أصيب بجروح متوسطة خلال عملية تحييده.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، 11 شاباً من الضفة الغربية، بينهم صحفي. وأوضح نادي الأسير أن 7 شبان جرى اعتقالهم من محافظة الخليل، فيما جرى اعتقال شاب من بلدة «قراوة بني حسان» في محافظة سلفيت، كما تم اعتقال آخر من بلدة «عرابة» في محافظة جنين، كذلك جرى اعتقال شابين من محافظة بيت لحم. كما أصيب شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، في القدم، في منطقة «واد الحمص» القريبة من قريتي «النعمان» و«الخاص» شرق بيت لحم.
في السياق، أجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في بلدة «عقربا» بنابلس. وأفاد عضو لجنة مقاومة الاستيطان في عقربا يوسف ديرية، بأن قوات الاحتلال تجري تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، والمدافع في «خربة الطويل»، بين مساكن المواطنين، وأشار إلى أن قوات الاحتلال نصبت خياماً، ووضعت بيوتاً متنقلة في المنطقة، مؤكداً أن هذه التدريبات تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية التي لم تحصد بعد.
وفي قطاع غزة، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية عدة، أمس، في أراضي المواطنين والمزارعين وسط أعمال تجريف وإطلاق نار متقطع شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأكد شهود العيان أن 7 آليات عسكرية إسرائيلية تضم 4 دبابات وثلاث جرافات انطلقت من موقع «المدرسة» العسكري الإسرائيلي الجاثم خلف السياج الحدودي شرق البريج، وتوغلت لمسافة 150 متراً في الأراضي الزراعية شرق المخيم وسط أعمال تجريف ووضع سواتر ترابية وأسلاك شائكة، مع إطلاق نار متقطع، وتحليق لطائرات استطلاع في أجواء المكان. يذكر أن قوات الاحتلال تتعمد التوغل بين الفينة والأخرى في المناطق الحدودية على طول امتداد السياج الحدودي شرق القطاع، وتقوم بأعمال تجريف ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم. إلى ذلك، قالت صحيفة، «هآرتس»: «إن قوات مكافحة الحرائق أخمدت أمس فقط 17 حريقاً اندلعت في المناطق المحيطة بقطاع غزة». وقالت دائرة أراضي إسرائيل: «إن الحرائق اندلعت في أعقاب إرسال طائرات ورقية مشتعلة من القطاع»، وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى اندلاع حريق في وقت سابق بالقرب من مستوطنة «كرمي قطيف»، وتم إجلاء سكان عدة منازل، مع وصول الحريق إليها.
في غضون ذلك، قالت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، أمس: «إن مسيرة العودة وكسر الحصار سوف تستمر وفقاً للبرنامج الذي تنظمه الهيئة الوطنية العليا». وأكدت الهيئة على الطابع الشعبي والسلمي لهذا الحراك حتى تحقيق أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني الذي قدّم التضحيات الغالية على مدار سنوات الاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي. جاء ذلك في بيان صحفي صدر أمس.
عدد اليوم
