الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب المدارس يكتشفون أسرار عراقة الصيد بالصقور عند العرب

طلاب المدارس يكتشفون أسرار عراقة الصيد بالصقور عند العرب
19 مايو 2014 21:51
خولة علي (دبي) استمراراً ورغبة في نشر الثقافة التراثية بين الأجيال وتعريفهم بإرث الأجداد، وربطهم بماضيهم، نظمت إدارة متحف الصقور ببلدية دبي، نشاطاً تعريفياً لطلبة المدارس، حول مفهوم الصيد بالصقور والتعريف بهذا الطائر الذي كانت له مكانة بارزة بين الأجداد، حيث برعوا في استخدامه في عملية الصيد وكونوا مخزوناً معلوماتياً هائلاً حول كل ما يتعلق بهذا الطائر، باعتباره من التراث الغني بمفاهيمه كافة. وقد أراد المهتمون بهذه الفعالية أن ينشروا منظومة هذا التراث والتعريف به بين الأجيال، من خلال الانطلاق بين عدد من المدارس لتحط بكل متعة وبهجة بين الطلبة الذين سرعان ما تملكهم الفضول والرغبة في ملامسة هذا الطائر والتعرف إلى فنون حمله والتعامل معه. وقدم خالد الظاهري، المرشد السياحي في إدارة متحف الصقور، لطلبة مدرسة الخنساء ورشة تعريفية حول مفهوم الصيد بالصقور، مستعرضاً مكانة الصقور عند العرب قديما باعتباره من الرموز العربية الشامخة، قائلاً: اشتهر عرب الصحراء بحبهم للصقر وتمسكهم به إلى يومنا هذا كقيمة تراثية، ما يشير إلى علو شأنه. حيث تمثلوا به في قصائدهم، وهاموا عشقاً بطباعه وقيمته، حتى أضحى صورة ملازمة للملوك والأمراء وعلية القوم، بل إنهم يطلقون عليه أسماء تقترب من أسماء أبنائهم وأحبتهم، فأحدهم يسمي الصقر «نايف، أو عقاب، أو راكان، أو فلاح، أو سطام..»، وهي نفس الأسماء التي يتخذها عرب الصحراء وتحمل صفات لها دلالة في نفوسهم، ولكن للصقور في نظر عرب الصحراء لها منزلة وارتفاع شأن ومكانة خاصة. ويبين الظاهري أنواع الصقور التي اشتهرت عند العرب، وتعلقوا بها دون غيرها من الصقور الأخرى المنتشرة في بعض دول العالم، ومنها «الصقر الحر» باعـتبار العــرب هم أول من عرفوا هذا الصقر واصطادوه واستخدموه لأغراض الصيد وأيضا تحدث حول أنواعه العديدة. كما استعرض أنواعاً أخرى من الصقور كالجير والشاهين. وموضحاً بعض الصفات التي تميزت به هذه الصقور في شكلها وبنيتها وما تتمتع به من قوة في الطيران والانقضاض على فريستها. كما شغفت الطالبات بمنظر الطائر الذي حل عليهم ضيفاً في المدرسة، واستمعن إلى الأمراض التي يمكن أن تفتك بالصقور إذا ما لم يتم تقديم العلاجات لها، مشيدا بدور العرب في الماضي في تقديم علاجات لهذا الطائر، ودور العلاجات الحديثة في إنقاذ الكثير من الصقور من الموت المحقق. كما توقفت الطالبات على أبرز هذه الأمراض وكيف يمكن اكتشافها. وسبل حماية الصقور من الآفات. كما تطرق الظاهري، إلى كيفية استعانة الأهالي بالصقور في عملية الصيد مستعرضاً مجموعة من الوسائل القديمة التي ابتكرها أدواتها وتقنية الصيد بها. واختتم هذا البرنامج بشروع الطالبات في التعرف إلى فنون حمل الصقر وخوض هذه التجربة، حيث بدا عليهن الرغبة والرهبة في حمل هذا الطائر الذي شكل وجوده في المدرسة نشاطا ترفيهياً وتعليميا ممتعا، عدا عن المعرفة التي اختزنت في ذهن الطالبات حول أحد فنون الموروث الشعبي. ويؤكد الظاهري أن هذه الأنشطة والفعاليات التي تنظمها إدارة متحف الصقور من حين إلى آخر لطلبة المدارس، تعد خطوة هامة لنشر عناصر التراث وتعريف الطلبة بعراقة وأصالة الماضي الذي يختزن في طياته الكثير من العلوم والمفاهيم، التي لابد أن يتسلح بها الأجيال، حتى تصان من الاندثار، والضياع باعتبارها حاضرهم ومستقبلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©