الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج «الربو» في تجنب مثيراته ومراقبة أعراضه

علاج «الربو» في تجنب مثيراته ومراقبة أعراضه
19 مايو 2014 21:52
في آخر دراسة أجرتها «هيئة الصحة في دبي»، أن تكلفة علاج المصابين بمرض الربو في الإمارات تفوق 400 مليون درهم سنوياً، في الوقت الذي تشير فيه الأرقام الحكومية إلى أن 13% من السكان مصابون بالمرض.. كما أظهرت أحدث التجارب التي قام بها مجموعة من الأطباء في الإمارات وأعلن عنها في مطلع أبريل الماضي أن حلم مرضى الربو بالإمارات العربية في السيطرة التامة على أعراضه قد يتحول إلى حقيقة بعد دراسة شملت 3000 مريض من 44 دولة مختلفة. كما تشير إحصائيات هيئة الصحة في أبوظبي إلى أن حالات الربو تنتشر بين مواطني الدولة بزيادة أكثر من 4,2 مرة مقارنة بالوافدين، ويزيد بين الإناث بمعدل أكثر من 1,8 مرة مقارنة بالذكور.. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن 10% من البالغين و12% من أطفال الدولة يعانون من الربو. فما حقيقة المرض؟ وكيف يمكن الحد من انتشاره وعلاجه؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) «الربو» مرض مزمن يفقد الشخص قدرته على التنفس بشكل طبيعي في كل نوبة من نوبات المرض، ويمكن أن يصيب الصغير والكبير على حد سواء، يمكن لأي شخص يحيط بالمريض أن يلاحظ بعض العلامات والأعراض من خلال سماع نوبات دورية من صفير «الشهيق والزفير» عند التنفس، وتتفاوت حدة هذا الصفير ومعدل تكراره من شخص إلى آخر، فقد يعاني البعض أعراض هذا الداء في كل يوم بل وكل ساعة. وغالباً ما يشكو المريض من ضيق التنفس، والإحساس بضيق في الصدر، خاصة عند نوبات السعال المتكرر، وعلى الرغم من عدم إمكانية علاج الربو بشكل تام، لكن يمكن تقليص شدة وتواتر النوبات الحادة إلى حد كبير وتجنب المثيرات أو المهيجات التي تضاعف من حدة الربو. الأعراض يوضح الدكتور يوسف الحفني، أخصائي الأمراض الصدرية بمستشفى النور في أبوظبي، أن الربو مرض تنفسي مزمن وشائع، ويتصف بوجود التهاب في المسالك الهوائية «الشعب الهوائية» وفرط استجابتها للمثيرات مما يسبب انسدادها، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، ويصيب الذكور كما الإناث في جميع مراحل العمر، ولسوء الحظ لا يوجد دواء للشفاء من هذا المرض بصورة نهائية حتى الآن، ومع حلول كل عقد، يرتفع عدد مصابي الربو بنسبة 50% تقريبا. وعلى الرغم من استحالة الشفاء التام من الربو، إلا أنه يمكن السيطرة التامة عليه بتجنب مثيرات نوبات الربو، وتناول العقاقير المناسبة. والأعراض الظاهرية للربو تتمثل في ضيق الشعب الهوائية بسبب تراكم الماء بين خلايا الأنسجة في جدران هذه الشعب. ويتسم بحدوث نوبات متكررة تتراوح بين عسر التنفس والأزيز أو الصفير، وهو الصوت الذي يصاحب التنفس، وتختلف في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر أعراضه عدة مرات في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء المجهود البدني أو أثناء الليل». ويكمل الحفني: «من الأهمية أن نفرق بين الربو الشعبي الخارجي، والربو الشعبي الداخلي. فالأول يحدث عادة ما بين عمر سنتين إلى سبعة عشر عاماً، ويتميز بوجود تاريخ وراثي للحساسية في العائلة، ووجود مظاهر أخرى للحساسية، كحساسية الأنف وحساسية العين والجلد. وهو كمرض مزمن يؤثر على الشعب والقصبات الهوائية مما يسبب استجابة زائدة للشعب الهوائية عند التعرض للمؤثرات والملوثات البيئية، فتحدث نوبات أو أزمات متكررة من ضيق التنفس، وسعال وصفير وضيق الصدر، خاصة في الليل وفي الصباح المبكر. وهذه النوبات تكون مصحوبة بضيق في الشعب الهوائية وتتحسن تلقائياً بزوال المؤثر أو بالعلاج المهدئ». الربو الشعبي أما الربو الشعبي الداخلي -بحسب الدكتور الحفني- فيحدث عادة في متوسط العمر، وتسبقه إصابة فيروسية للجهاز التنفسي، ولا يوجد تاريخ وراثي للحساسية في العائلة، وعادة ما يكون غير مصحوب بمظاهر حساسية أخرى. فإذا كان سبب الربو الحقيقي مازال غير معروف على وجه الدقة، لكن هناك أسبابا عديدة للمرض، يمكن تلخيصها في الالتهابات التنفسية الفيروسية، ووجود مسببات الحساسية، كتلوث الهواء، والأتربة، وعادم السيارات، والغبار الموجود في البيئة، أو وجود بعض الحيوانات كالكلاب أو القطط، أو استعمال ملابس من أنسجة معينة، وريش الطيور، وكذلك الفطريات، وغبار طلع النخيل، وبعض الحشرات الصغيرة، وبعض الأطعمة التي تسبب حساسية معينة عند بعض الناس. كما يجب ألا نغفل العوامل الجوية، والتغيرات المناخية المفاجئة، ووجود ملوثات صناعية، كالكيماويات والتدخين وعادم السيارات والمصانع والمبيدات الحشرية وبعض العطور والبخور، وأيضاً المواد الحافظة ومكسبات الطعم والروائح التي تضاف إلى بعض الأطعمة، واستعمال بعض العقاقير. ويمكن أن تشمل المهيجات الأخرى للمرض الهواء البارد، والانفعال العاطفي الشديد كالغضب أو الخوف، والمجهود البدني، كما يمكن أيضاً أن تهيج بعض الأدوية المرض، مثل الأسبرين والعقاقير الأخرى الخالية من الستيرويد والمضادة للالتهابات، وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب أو الشقيقة. علامات توضح الدكتورة سهى الباز، أخصائية الطوارئ بمستشفى براجيل في أبوظبي أن تشخيص الربو يتم بمعرفة التاريخ المرضي للمريض والكشف السريري ويمكن أيضا عمل بعض الفحوص البسيطة، مثل استعمال جهاز قياس قوة النفخ القصوى للمريض لمعرفة قدرة الرئة على التنفس، وبمعرفة علامات وأعراض نوبة الربو، يمكن للمريض التعرف على مقدمات حدوث النوبات باستعمال جهاز قياس قوة النفخ القصوى، وعند حدوث أي تدهور أو ظهور أية أزمة، يتعلم المريض كيف يتصرف بأخذ البخاخ الموسع للشعب الهوائية أو مزيد من العلاج الواقي أو مدى الحاجة إلى مساعدة فورية أو عاجلة. فعلى الرغم من أنه يجري علاج الربو منذ زمن طويل إلا أن الشفاء منه مازال بعيد المنال، لكن الوقاية تبقى دائماً خير وسيلة للعلاج. ويتعين على الشخص المصاب بالربو أن يتعرف على الظروف التي تثير نوبة الربو ويتجنبها قدر الإمكان، وعندما يكون التجنب مستحيلاً فيجب تلقي العلاج الوقائي الدوائي الذي يصفه الطبيب المعالج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©