السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات والسعودية روابط الدم والتراب

الإمارات والسعودية روابط الدم والتراب
29 يوليو 2017 21:58
الالتقاء السياسي بين البلدان يبنى على الثقة ويتنامى بمقدار المصالح، ففي بعض الأحيان يعلو إلى درجات متقدمة من الاتفاق والتوافق وفي أحايين كثيرة يدنو ليبلغ الدرك الأسفل من خيبة الأمل، فكم من علاقات دخلت نفق الشكوك ودهاليز الظنون لأنها بنيت على باطل، فتلاشت وانتهت وتحولت إلى مجرد رماد منثور. وللوصول إلى حالة من التوازن، لجأت الدول، خاصة المتجاورة، إلى عقد جلسات حول مائدة الاتفاقيات وطاولة المعاهدات لصياغة بنود علاقات تخدم المصالح المشتركة بين الأطراف، بما يكفل استمرار الحياة السياسية بينهم وللإبقاء على حبل الود قائماً، وهكذا تجدهم يصوغون البنود بلغة الحذر من أجل الاتزان والتوازن في حفظ المصالح المشتركة، ولكي تصبح هذه المعاهدات والوثائق بمثابة ميثاق شرف أقرب للمصداقية، علماً بأن السياسة متقلبة وغير ثابتة وترتكز على استحالة الإبقاء على صديق دائم أو عدو دائم في هذا الجانب لن أحتاج إلى استنزاف الكثير من الوقت لعمل بحث للاستشهاد ببعض العلاقات بين البلدان التي أثبتت ضعفها وظهرت بأنها علاقة شرفية فقط، ما لبثت أن تحوّلت عن مسارها فأخرجت ما في بطنها من خسة ودناءة ونذالة مع أول موقف، فانفضح مستورها وبان مكنونها الخفي ولم تلتزم حتى بخط يدها، أي توقيعها، تلك الكيانات الواهنة تعرت للعالم وبانت سوأتها!! في المقابل هناك علاقات يضرب بها المثل في التسامي والمحبة، ولعل علاقة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على رأسها، حيث تعد أنموذجاً فريداً منذ نشأتها. هذه العلاقة هادئة قائمة على الاحترام والتقدير، مبنية على الإيثار، ولم تعطِ الفرصة لكاذب أو منافق أو واش أن يعكر صفوها أو يخترق صفها ولحمتها، وعملت على تحييد أصحاب القلوب العفنة من التدخل في ثنايا هذه العلاقة أو الاقتراب منها، وعبثاً حاولوا بوسائل وطرق عدة، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع، فالثقة العمياء بين الجانبين أجهضت كل المحاولات، والمحبة الصادقة من الطرفين كانت سداً مانعاً لإحباط كل المحاولات الدنيئة لاختراق قوة الترابط الأخوي الصادق، هذه العلاقة الفريدة أحدثت حالة من التأزم والقهر لدى أصحاب النفوس الحاسدة، وأصابت من حاول تعكير صفوها بخيبة أمل وحسرة، لكنه لم يتوقف الحاقد ليسأل نفسه لماذا هذه العلاقة بالذات منيعة ومحصنة؟؟ ويفجع بالإجابة لأنها ليست علاقة حبر على ورق أو عرض وطلب أو منافع خاصة، بل هي علاقة تراب ودم اختلطا فصنعا أقوى ترابط، ولا أظنكم سوف تجدون أنقى وأطهر من ذلك المزيج الطاهر، فالإماراتيون لم يتوانوا لحظة عن الوقفة الصادقة مع السعودية لنصرة المظلوم، ولم يترددوا برهة عن المشاركة في الدفاع عن التراب الطاهر، ولم يتضعضعوا في ساحة الوغى بل كانوا في الصف الأول جنباً إلى جنب مع إخوانهم، فأي لغة يمكن أن تصنع علاقة أسمى من ذلك، وأي حبر وورق يمكن أن يكتبا بنوداً أصدق من تلك، وأي معاهدات ومواثيق تستحق التوقيع أثمن من أرواح استشهدت من أجل الآخر، إن هذا الامتزاج الصادق ليس إلا نبل ووفاء ومحبة يستحيل اختراقه أو المساس به. لقد تجاوزت العلاقة بين البلدين حد البروتوكولات والمعاهدات والمواثيق وبلغت درجة الانصهار الروحي بين القيادتين والشعبين، نرجو من الله العلي القدير أن يديم هذه المحبة وذاك الاحترام وأن يجنب البلدين مكائد الكائدين إنه سميع مجيب. حسن موسى عسيري- أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©